فهرست مطالب

فهرست مطالب

الثلاثاء 19/11/95 فی وقت صلاة المغرب

خلاصة کلام السید الخویی ان مثل روایة عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ بُرَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: إِذَا غَابَتِ الْحُمْرَةُ مِنْ هَذَا الْجَانِبِ يَعْنِي مِنَ الْمَشْرِقِ فَقَدْ غَابَتِ الشَّمْسُ مِنْ شَرْقِ الْأَرْضِ وَ غَرْبِهَا. او روایة عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: صَحِبْتُ الرِّضَا ع فِي السَّفَرِ فَرَأَيْتُهُ يُصَلِّي الْمَغْرِبَ إِذَا أَقْبَلَتِ الْفَحْمَةُ مِنَ الْمَشْرِقِ يَعْنِي السَّوَادَ. تدل علی قولنا و هو اقبال الحمرة الی فوق عند استتار القرص و تحقق السواد فی المشرق الحقیقی فلایکون مثل هذه الروایات دالا علی قول المشهور.

و قد اوردنا ان قوله لایکون موافقا للواقع الذی شاهدنا امس و هو انه قبل استتار القرص یوجد سواد رقیق فی افق المشرق و حمرة ضیق فوقه و هذه الحمرة ینعدم قبل الاستتار و عند الاستتار بقبل الی فوق ثم یقبل السواد الی فوق و مشاهدتنا لایوافق ما جربه السید الخویی حیث قال فی ورایة برید ان المراد من المشرق هو خصوص موضع طلوع الشمس و شروقها.

اما قوله بان ارتفاع الحمرة فی المشرق یلازم الاستتار و فیه انه لم یرد فی الروایة ارتفاع الحمرة بل ورد فیها “غابت الحمرة”، فلو کان مراده هو الحمرة التی توجد وفق افق المشرق و ترتفع عند استتار القرص فهو صحیح لکن لم یرد فی الروایة “علت الحمرة” بل عبر فی الروایة “غابت الحمرة” او “ذهبت الحمرة”.

و ان الحمرة فی المشرق یوجد قبل استتار القرص و زواله کاملا یکون بعد استتار القرص بخمس عشرة دقائق او عشرین دقائق، فلایکون استتار القرص ملازما مع ما ذکرناه.

او قوله فی روایة محمد بن علی “إذ الفحمة إنما تقبل عند سقوط القرص و استتاره كاقبال البياضة عند الطلوع، فلدى غروب الشمس ترتفع الحمرة من نقطة المشرق تدريجاً و يتبعها السواد مباشرة كما يقضي به الحسّ و التجربة.” [1]و فیه ان الحمرة تزول قبل استتار القرص شیئا فشیئا الا ان یکون المراد من لدی الغروب هو القریب الی الغروب و هذا خلاف الظاهر، و ان الفحمة یبتدا قبل استتار القرص، و غلبتها علی الحمرة یکون بعد حدود ربع ساعة من استتار القرص، فما المراد من اولة الفحمة؟

فما ذکر بان الحمرة لایتجاوز عن قمة الراس و هذا صحیح لانها یمحو فوق الراس و علی هذا یبین ما ورد فی روایة عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: وَقْتُ سُقُوطِ الْقُرْصِ وَ وُجُوبِ الْإِفْطَارِ أَنْ تَقُومَ بِحِذَاءِ الْقِبْلَةِ وَ تَتَفَقَّدَ الْحُمْرَةَ الَّتِي تَرْتَفِعُ مِنَ الْمَشْرِقِ فَإِذَا جَازَتْ قِمَّةَ الرَّأْسِ إِلَى نَاحِيَةِ الْمَغْرِبِ فَقَدْ وَجَبَ الْإِفْطَارُ وَ سَقَطَ الْقُرْصُ. و مراده من جواز الحمرة عن قمة الارس بیان مسامحی لانعدام الحمرة کما ورد فی کلمات الفقهاء.

اما صحیحة سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَضَّاحٍ قَالَ: كَتَبْتُ إِلَى الْعَبْدِ الصَّالِحِ ع يَتَوَارَى الْقُرْصُ وَ يُقْبِلُ اللَّيْلُ ثُمَّ يَزِيدُ اللَّيْلُ ارْتِفَاعاً وَ تَسْتَتِرُ عَنَّا الشَّمْسُ وَ تَرْتَفِعُ فَوْقَ الْجَبَلِ حُمْرَةٌ وَ يُؤَذِّنَ عِنْدَنَا الْمُؤَذِّنُونَ فَأُصَلِّي حِينَئِذٍ وَ أُفْطِرُ إِنْ كُنْتُ صَائِماً أَوْ أَنْتَظِرُ حَتَّى تَذْهَبَ الْحُمْرَةُ الَّتِي فَوْقَ الْجَبَلِ فَكَتَبَ إِلَيَّ أَرَى لَكَ أَنْ تَنْتَظِرَ حَتَّى تَذْهَبَ الْحُمْرَةُ وَ تَأْخُذَ بِالْحَائِطَةِ لِدِينِكَ.

و قد اختلف فیها و قال المحقق الهمدانی ان فرض الروایة هو استتار القرص، و من المعلوم سکون السوال عن الحمرة المشرقیة لا المغربیة و ان السوال عنالحمرة المغربیة غیر عرفی و ان رقیب استتار القرص هو الحمر المشرقیة فحمل السید الحیکم هذه الروایة علی قول الخطابیة و حمل هذه الروایة علی السوال عن زوال الحمرة المغربیة و لزوم اللبث الیه، قال السید الحیکم یحتمل ان یکون الجبل فی المغرب فکان السوال عن ذهاب الحمرة المغربیة، و من المعلوم لایمکن الالتزام به لموافقته مع قول الخطابیة.

و الانصاف انه خلاف الظاهر و ان تفسیر الحمرة بالمغربیة لایناسب قوله باستتار الشمس و اذان الموذن و ارتفاعها فوق الجبل او اللیل، بل لو کان مراده هو السوال عن الحمرة المغربیة فکان من الجدیر السوال علی هذا النحو “هل اصلی قبل سقوط الشفق ام لا؟”

اما کلام السید الخویی: «و فيه: أنه لم يفرض في السؤال تيقّن الراوي باستتار القرص و مواراته تحت الأُفق، و إنما المفروض مواراته عن النظر، و لعله يكون خلف الجبل، بل إن قوله «و ترتفع فوق الجبل حمرة» يكشف عن كونه شاكاً في ذلك كما لا يخفى.و عليه، فلا وجه لحمل التعليل على الاحتياط في الشبهة الحكمية ليلزم حمله على التقية من أجل امتناع إرادته من الامام العالم بالأحكام الواقعية، بل هو ناظر إلى الاحتياط في الشبهة الموضوعية من أجل شك السائل في تحقق الغروب و عدمه كسائر الأوامر الاحتياطية الواردة في الشبهات الموضوعية. إذن فالرواية أظهر دلالة على المسلك المشهور من دلالتها على المسلك الأشهر.»[2]

و فیه الانصاف ان استظهارالمحقق الهمدانی صحیح و یوافق هذا مشاهدتنا التغییرات عن استتار الشمس، و ان کون المراد من تواری الشمس هو تواریها خلف الجبل غیر عرفی، و ان الظاهر من تواری القرص هو استتاره فی المغرب الحقیقی ثم یرتفع اللیل و یؤذن عند ذلک المؤذنون، و لایحمل علی استتار القرص خلف الجبل بقرینة “عنا” حیث قال تستر عنا الشمس، مع وجود یوذن المؤذنون مع انهم  کانوا یحتفظون استتار القرص للاذان، فحذ سال السائل عن لزوم الانتظار لذهاب الحمرة و اجاب الامام ع باری لک ان تنتظر فرارا عن التصریح بمخالفته مع العامة.

و قال السید السیستانی فی هذه الروایة ان متنه مضطربة و قدوافق بعض فقراته مع الحمرة المغربیة و اخری مع المشرقیة و لما یکون الملاک فی اعتبار الخبر هو الوثوق بالصدور و الاضطراب یوجب فقدان هذا الوثوق فلایعتبر هذه الروایة و لایمکن الاعتماد الیها.

کما ذکر فی “ماحرم اکله فالصلاة فیه فاسد” لما یکون متنه مضطربة فلم یوجب الوثوق بصدوره فالصلاة فی مایحرم اکله جائز.

مثال آخر لاضطراب المتن هو موثقة عمار فی من یجب علیه الصلاة جلوسا فکبر قائما، فعلیه اعادتها، و قال السید السیستانی لایوجب هذه الروایة الوثوق بالصدور حیث یجب علی من یتمکن من التکبیر قائما، التکبیر قائما ثم اتمام الصلاة جالسات و لایلزم اعادته وفقا لموثقة عمار، لعدم الوثوق بصدور روایة عمار.

و کذا یکون صحیحة ابن وضاح حیث ان تواری الشمس هو استتار القرص و هو اول الغروب و من جانب الآخر ورد فی الروایة ترتفع فوق الجبل الحمرة او یزید اللیل ارتفاعا الظاهر فی دخول اللیل مع ان الامام ع یحکم بلزوم اللبث و الاحتیاط. و هذا الاضطراب یوجب عدم الوثوق بصدور هذه الروایة.

اقول: لاوجه لعدم الوثوق بصدورها و لااضطراب فیها، و ان المراد من ارتفاعاللیل هو شروع اللیل مع عدم زوال الحمرة، و من المعلوم یصدق ارتفاع اللیل و لو لم یزول الحمرة بعدُ، فارتفاع اللیل لاینافی عدم زوال الحمرة کی یحمل الحمرة علی الحمرة المغربیة.

مضافا الی عدم اشتراط الوثوق بالصدور بل یکفی وثاقة الراوی کما تدل به اطلاق العمری ثقة فاسمع له و اطع فانه ثقة مامون.

 


[1] . الموسوعة 11/175

[2] . الموسوعة 11/178