فهرست مطالب

فهرست مطالب

الاربعاء 20/11/95

کان البحث فی اقسام القمار

القسم الثانی منه هو اللعب بآلات القمار بلارهان. و قد ذکر وجهین لحرمته

الوجه الاول: شمول دلیل تحریم القمار ایاه لان القمار فی اللغة هو اللعب بآلات القمار.

و یرد علیه صغرویا بان صدق القمار علی اللعب بآلات القمار بلارهان ممنوع او مشکوک حیث اخذ فیه الرهان و کبرویا لا اطلاق فی حرمة القمار. اما الاشکال الصغروی هو ان القمار فی اللغة ما یشمل الرهان الذی یعبر فی الفارسیة ب”برد و باخت”، و مع الشک فی صدق القمار علیه یجری البرائة.

و قال الشیخ تاییدا لهذا الاشکال لو سلم استعماله فی اللعب بلارهان و قلنا بان الاستعمال علامة الحقیقة لکن لاینافی هذا الانصراف.

توضیح ذلک لو احرز استعمال القمار فی اللعب بآلات القمار بلارهان و یرد علیه اولا: ان الاستعمال اعم من الحقیقة. ثاینا: لو سلمنا کونه حقیقة فیه کما علیه السید المرتضی -و قد اورد علیه ان اصالة الحقیقیة یرجع الی اصالة الظهور و هذا یاتی فیما اذا لم یکن هنا المراد الاستعمالی معلوما و اصالة الظهور یجری فیما اذا لم یکن مراد المتکلم معلوما لا فیما اذ یعلم مراده و لم یعلم کونه مجازا او حقیقة- و حذ یرد علیه انه ینصرف عن هذا القسم کانصراف الحیوان عن الانسان مع ان شموله بالنسبة الی الانسان حقیقی، و ان الانصراف لاینافی کون لفظ حقیقة فی معنی مطلق. و فی المقام ان القمار منصرف عن اللعب بآلات القمار بلارهان.

اما کلام الشیخ: «و في صدق القِمار عليه نظر؛ لما عرفت، و مجرّد الاستعمال لا يوجب إجراء أحكام المطلقات و لو مع البناء على أصالة الحقيقة في الاستعمال؛ لقوّة انصرافها إلى الغالب من وجود الرهن في اللعب بها.»

و الانصاف ان التبادر الاطلاقی من القمار فی اللعب بآلات القمار بلارهان ممنوع او مشکوک.

اما الاشکال الکبروی انه لادلیل ظاهر علی حرمة القمار بعنوان القمار و ان هنا روایتان

الاولی: مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَحَدِهِمَا ع قَالَ: لَا تَصْلُحُ الْمُقَامَرَةُ وَ لَا النُّهْبَةُ.

و السند صحیح لکن لاظهور ل”لاتصلح” فی الحرمة و قال السید الخویی ان الظاهر من عدم الصلاحیة عدم صلاحیة فعله شرعا و هذا لایعنی الا الحرمة.

و فیه ان کلام السید الخویی غیر تام و قدذهب فی ج3 و 13 من الموسوعة بعدم ظهوره فی الحرمة و عدل عن هذا فی المجلدات الاخیرة، و نحن نقول ان “لایصلح” اعم من الحرمة و الکراهة. و “لایصلح” یکون بالفارسیة “شایسته نیست”.

و ان اقترانه بنهبة یکون حراما حیث ان النهبة هو سلب مال الغیر لایوجب حرمة القمار، الا بمناسبة الحکم و الموضوع او ارتکاز المتشرعة.

الثانیة: عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ ع قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ الْمَيْسِرُ هُوَ الْقِمَارُ.

و ان الظاهر منه ان المیسر هو اللعب لا نفس الآلات و بضمیمة امر الکتاب بالاجتناب عنه تدل علی النهی عنه او حرمته.

لکن یرد علیه ان صدق القمار علی اللعب بآلاته بلارهان هو اول الکلام مضافا الی ان کثیر من الروایات فسر المیسر بآلات القمار و هذا قرینة ان اطلاق المیسر علی نفس القمار تعبیر مسامحی.

الوجه الثانی: التمسک بادلة تنهی عن اللعب بآلات القمار و لو لم یصدق القمار و هی کثیرة و قد نهی کثیر من الروایات عن النرد و الشطرنج و کذا ورد فی مطلق آلات القمار عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلَّادٍ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ ع قَالَ: النَّرْدُ وَ الشِّطْرَنْجُ وَ الْأَرْبَعَةَ عَشَرَ بِمَنْزِلَةٍ وَاحِدَةٍ وَ كُلُّ مَا قُومِرَ عَلَيْهِ فَهُوَ مَيْسِرٌ. و قد فسر الآلة القمار بالمیسر.

و بضمیمتها الی آیة “يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَ الْمَيْسِرُ وَ الْأَنْصابُ وَ الْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون‏”[1] یجب الاجتناب عن آلات القمار

و کذا عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ لَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى- إِنَّمَا الْخَمْرُ وَ الْمَيْسِرُ وَ الْأَنْصابُ وَ الْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ فَاجْتَنِبُوهُ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْمَيْسِرُ قَالَ كُلُّ مَا تُقُومِرَ بِهِ حَتَّى الْكِعَابُ وَ الْجَوْز.

و قال الشیخ انه منصرف الی الغالب و هو اللعب بآلات القمار مع الرهان، و الدلیل علی حرمة اللعب بآلات القمار بلارهان عدة ورایات

الاول: عَنْ خَالِدِ بْنِ جَرِيرٍ عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ الشَّامِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: سُئِلَ عَنِ الشِّطْرَنْجِ وَ النَّرْدِ قَالَ لَا تَقْرَبُوهُمَا قُلْتُ فَالْغِنَاءُ قَالَ لَا خَيْرَ فِيهِ لَا تَفْعَلُوا. و الانصراف فیه بعید.[2]

و فیه ان ما الفرق بین هذه الروایة و روایات اخری کروایة ابن خلاد حیث لافرق بین “اجتنبوا” و “لاتقربوهما” فلو کان الاول منصرف الی اللعب مع الرهان والثانی کذلک و الا فلا. و الحق انه لاوجه لهذا الانصراف حیث لایکون اللعب معها بلارهان نادرا کالمعدوم و ان صحیحة ابن خلاد بضمیمة الکتاب مطلق.

ان قلت: ان الآیة إِنَّما يُريدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَداوَةَ وَ الْبَغْضاءَ فِي الْخَمْرِ وَ الْمَيْسِرِ وَ يَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَ عَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ[3] تدل علی کون الحرام هو اللعب بها مع الرهان حیث انه مع عدم الرهان لایوجب العداوة و البغضاء

قلت: اولا: نتمسک بآیة يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَ الْمَيْسِرُ وَ الْأَنْصابُ وَ الْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ فَاجْتَنِبُوهُ و هو مطلق و لایرد فیه هذا الذیل مع انه حکمة و لایکون علة.

ثانیا: انه ورد ذیله “الصد عن سبیل الله” و هذا مشترک فی اللعب مع الرهان او بلارهان.

لو کان النهی عن اللعب بآلات القمار الی اللعب مع الرهان و کذا یکون فی روایة ابی الربیع ایضا، فلاوجه لهذا التفصیل المذکور من قبل الشیخ. و نحن نقول لا وجه للانصراف المذکور.

بحث فی سند روایة ابی الربیع، اما ابی الربیع و اسمه هو خُلِید بن اوفی و قد ذکر لوثاقته اربعة وجوه

الاول: ما ذکره الشهید فی شرح الارشاد و هو نقل حسن بن محبوب و عبدالله بن مسکان عنه و هما من اصحاب الاجماع.

و فیه نحن لانسلم قاعدة اصحاب الاجماع ای توثیق المروی عنه لاصحاب الاجماع و آخر ما یمکن ان یقال هو صحة روایات فیه اصحاب الاجماع، و لم یثبت ذلک فی هذه الروایة.

الثانی: ما ذکره الشیخ الحر فی امل الآامل و هو ان المفید فی الارشاد و ابن شهر اشوب فی معالم العلماء و الطبرسی فی اعلام الوری، ذکرو کان لابی عبدالله اربعة الاف تلمیذ کلهم ثقات منها ابی الربیع الشامی.

و فیه ان کلام المفید فی الارشاد یحمل علی التبلیغ و لایمکن الاعتماد علیه حیث کان منصور الدوانیقی من تلامذته و مع العلم بالخلاف لایمکن الاعتماد الی هذا التوثیق العام مع ان الشیخ الطوسی ضعف بعض اصحاب ابی عبدالله.

الثالث: ما ذکره السید الخویی و هو کونه من رجال التفسیر القمی

و قد اجبنا عنه بان کون الدیباجة من علی بن ابراهیم القمی غیر معلوم مع کون هذا التفسیر مخلوطا بتفاسیر آخر کما ذکرنا مرارا.

الرابع: ما اخترناه و هو ان الصدوق نقل من کتاب ابی الربیع فی الفقیه و ذکر طریقه الیه فی المشیخة و شهد فی المقدمة بانه لایروی الا عن الکتب المشهورة التی علیها المعول و الیها المرجع.

ان قلت: ان تعبیره فی الدیباجة یحمل علی الغلبة حیث نقل من کتب لم یکن مشهورا قطعا قلت: ان عدم کون بعض کتب المروی مشهورا لایوجب عدم کون کتاب ابی الربیع مشهورا و بعبارة اخری خصص هذا العام ببعض الکتب و فی غیرها یتمسک بعموم المذکور فی الدیباجة.

 

 


[1] . المائدة/90

[2] . المکاسب 1/372

[3] . المائدة/91