فهرست مطالب

فهرست مطالب

الاربعاء 5/8/95

کان البحث عن اللهو و قلنا لادلیل علی مطلق اللهو و الحرام هو استعمال آلات اللهو، لکن هنا بحث مهم و هو هل حرمة استعمال آلات اللهو مطلق ای سواء کان علی النهج اللهویة ام لا او یختص هذه الحرمة بکیفیة اللهویة کما هو فی الآلات المشترکة؟

و ان ظاهر المشهور هو اطلاق حرمة استعمال آلات اللهو ای ما یعد آلة اللهو عرفا کالطبل و المزمار و الآلات الجدیدة و استعمالها حرام مطلقا

و قد ذهب الیه السید الخویی و قال فی صراط النجاة: “استعمال آلات اللهو المذكورة و أمثالها فيحرم مطلقا، و لا يجوز حفظها”[1]

و کذا قال: “هل يجوز ضرب الدفوف بالأعراس و مواليد أهل البيت عليه السّلام، و هل صحيح ضرب الدف بزواج الزهراء عليها السّلام؟

الخوئي: لا يجوز، فإنّه من آلات اللهو و لا يجوز للنساء في الأعراس سوى الغناء المجرّد.” [2]

“سؤال 1024:هناك آلات موسيقيّة مثل الطبل و المزمار و الضرب بالأوتار من ضمنها العود و البيانو هل هذه آلات لهوية، و هل صنعت للهو؟الخوئي: نعم و اللعب بها و العزف عليها لا يجوز.

سؤال 1025: ما الحكم في استخدامها في المجالس و التعزيات و المواكب الحسينية؟ الخوئي: لا يجوز.”[3]

“سؤال 1034:هل هناك واقعا آلات غير لهوية يجوز اللعب بها أم جميع الآلات الموسيقية لهوية، فلا يعلم أيها لهوي و أيها غير لهوي؟الخوئي: تختلف الآلات الموسيقية فبعضها لهوية فلا يجوز استعمالها مطلقا و لا بيعها و لا شراؤها، و بعضها الآخر غير لهوي فلا بأس ببيعه و شرائه….”[4]

“سؤال 889:هل يجوز استعمال جهاز التلفزيون مع الفيديو لمشاهدة المحاضرات الدينية و المجالس الحسينية و الأفلام المحللة، في فرض‌ استعمال التلفزيون فقط يعدّ عرفا آلة لهو؟الخوئي: لا بأس بها في الفرض، فلو فرض أنه من آلات اللهو لا يجوز فتحه للمباح أيضا.”[5]

لکن قال فی سؤال 1010:هناك بعض أنواع الموسيقى التي لا يكون القصد منها الإطراب و التلهّي (الموسيقى الكلاسيكية) التي يقال أنها تؤثر في هدوء الأعصاب و هي توصف في بعض الحالات للعلاج من قبل الأطباء مع العلم بأنها مما يأنس بها الكثير من الناس، و هكذا الحال في بعض الأناشيد الحماسية الحربية التي ليس الهدف منها الطرب و ليست من مجالس أهل اللهو و الفسوق. هل يشرع الاستماع إليها؟

الخوئي: لا بأس بمثله.”

و انه ذهب الی حرمة آلات اللهو مطلقا استعمالا و استماعا

و قال السید الخوی:  “إما استعمال آلات اللهو المذكورة و أمثالها فيحرم مطلقا، و لا يجوز حفظها، و أما إذا كانت الموسيقى بوسيلة ما ليس منها فإن كان على الكيفيّة المتداولة في مجالس اللهو فاستماعها حرام و إلا فلا مانع منه، و الله العالم.”[6] وان الظاهر من التفصیل فی الآلات المشترکة هو حرمة الاستماع مطلقا فی الآلات المختصة باللهو.

و قال شیخنا الاستاذ فی تعلیقته علی کلام استاذه “سؤال 895:هل استعمال التلفزيون الذي يعد عرفا آلة لهو في البرامج المحللة جائز، أم إن مشاهدتها فقط هي الجائزة، من دون استعمال للتلفزيون؟

الخوئي: لو عدّ عرفا من آلات اللهو لم يجز استعماله مطلقا، و إن لم يعد منها عرفا بأن يكون من الآلات المشتركة جاز استعماله في تلك البرامج.

التبريزي: إذا كان الشي‌ء من آلات اللهو، لم يجز بيعه و شراؤه، و استعماله في اللهو خاصة، و أما وجوب إتلافه بحيث ينافيه استعماله في المحلّل ففيه تأمل، و اللّٰه العالم.”

و قد استظهر شیخنا الاستاذ الانصراف فی ادلة حرمة استعمال آلات اللهو ِّ عَنِ السَّكُونِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص‏ أَنْهَاكُمْ عَنِ الزَّفْنِ وَ الْمِزْمَارِ وَ عَنِ الْكُوبَاتِ وَ الْكَبَرَاتِ.[7]

الزفن : الرقص و الکوبة: الطبل الصغیر و الکبرة: الطبل الکبیر .

و قد استظهر السید الخویی اطلاق هذه الروایة فی النهی عن استعمال هذه الآلات لکن استظهر الستاذ انصراف هذه الروایة الی اللهو.

اقول ان شبهة الانصراف ای احتمال القرینة اللبیة المتصلة بانصرافها الی الاستعمال اللهوی بمناسبة الحکم و الموضوع، یکفی لعدم انعقاد الاطلاق ففی المقدار المشکوک نتمسک باصل البرائة.

بلکه یمکن تطبیق قاعدظ اصولیة فی المقام حیث ان متعلق النهی فی الروایة محذوف، و قلنا مرارا ان حذف المتلعق علی نحو یکون مدلوله التصوری ناقصا فهذا یوجب الاجمال و لایفید العموم.

فکلام الاستاذ فی المقام بانصراف دلیل حرمة استعمال آلات اللهو الی الاستعمال اللهوی، صحیح.

لو قلنا ان الاستعمال حرام مطلقا لکن لادلیل علی حرمة استماعها مطلقا و لو لم یکن لهویا، ای لا ملازمة بین حرمة استعمالها مطلقا و حرمة استماعها مطلقا، و اذا کان غیر لهوی فلا دلیل علی حرمة الاستماع.

اما استماع اللهویات مضافا الی ورود الدلیل الخاص یلازم مع حرمة استعمالها حیث ان حرمة استعمال آلات اللهویة علی کیفیة اللهویة مع عدم حرمة استماعها لغو.

و قبل بیان معنی اللهو نقول هنا تفسیران فی المراد عن آلة اللهو، احدهما انه ما غلب استعماله فی اللهو و هذا ما اختاره السید الخویی و اخری و انه ما اعد بطبعه للهو و صرف غلبة استعماله فی اللهو لایوجب عده من آلات اللهو و یکون ممناسبا للهو عرفا فصرف استعماله فی اللهو لایوجب کونه آلة لهو و ان تلفیزیون اعد بطبعه لبث البرنامج لا اللهو خلافا للملاهی فصرف غلبة استعماله فی اللهویات لایوجب کونه من آلات اللهو کمکبِّر الصوت.

و هذا هو مختار السید الصدر و مثل تعلیقته علی المنهاج بان السیف اعد للقتل و یکون آلة قتل اما السکین لیس کذلک و لو استعمل للقتل و کذا الحبل.

و الحاصل نحن نعتقد ان حرمة استعمال آلات اللهو الی ما یکون استعمالها علی کیفیة لهویة و فاقا لشیخنا الاستاذ و السید السیستانی و لو قلنا بحرمته مطلقا کما علیه السید الخویی و الکلبایکانی، لکن لاتلازم بین حرمة الاستعمال و الاستماع فی غیر اللهویات.

و المهم فی المقام هو معنی اللهو فلذا نبتدأ من کلمات اللغویین ثم الفقهاء ثم الروایات.

العین: اللهو ماشغلک من هوی او طرب و الهوی هو ما یعبر بالفارسیة ب”خوش گذرانی” و العامة تقول تلهیت و یقال الهیت ای شغلته.

و فی المحیط” اللهو الصرف عن الشیء لهوت عنه.

مقاییس اللغة: کل شیء شغلک عن شیء فقد الهاک. و فی المفردات:  اللهو ما یشغل الانسان عما یعنیه و یهمه  کما قال تعالی انما الحیاة الدنیا لعب و لهو، الهکم التکاثر ای شغلکم التکاثر.

و فی نهایة ابن اثیر: اللهو اللعب تلهیت بشیء و قاموس و صحاح: اللهو اللعب.

اما کلمات الفقهاء و لم نواجه تفسیر واضح فی کلمات المتقدمین اما المتاخرین و قال الشیخ بعد اختیار حرمته: و لكن الإشكال في معنى اللّهو، فإنّه إن أُريد به مطلق اللعب كما يظهر من الصحاح و القاموس؛ فالظاهر أنّ القول بحرمته شاذّ مخالف للمشهور و السيرة؛ فإنّ اللعب هي الحركة لا لغرض عقلائي، و لا خلاف ظاهراً في عدم حرمته على الإطلاق.»[8]

و فیه، ان قید “لا لغرض عقلائی” زائد بل یشمل لغرض عقلائی ایضا.

ثم قال: «نعم، لو خُصَّ اللّهو بما يكون عن بَطَرٍ و فسّر بشدّة الفرح كان الأقوى تحریمه» و فیه کون الفرح الشدید حراما لادلیل علیه و هذا خلاف مرتکز المتشرعة.

ثم قال: «و يدخل في ذلك الرقص و التصفيق، و الضرب بالطشت بدل الدفّ، و كلّ ما يفيد فائدة آلات اللهو.

و اعلم أنّ هنا عنوانين آخرين: «اللعب» و «اللّغو».أمّا اللعب، فقد عرفت أنّ ظاهر بعضٍ ترادفهما، و لكن مقتضى ‌تعاطفهما في غير موضع من الكتاب العزيز تغايرهما. و لعلهما من قبيل الفقير و المسكين إذا اجتمعا افترقا، و إذا افترقا اجتمعا. و لعل اللعب يشمل مثل حركات الأطفال الغير المنبعثة عن القوى الشهوية. و اللّهو ما تلتذّ به النفس، و ينبعث عن القوى الشهوية.

و اللّهو ما تلتذّ به النفس، و ينبعث عن القوى الشهوية.و قد ذكر غير واحد أنّ قوله تعالى أَنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَ لَهْوٌ وَ زِينَةٌ الآية، بيان ملاذّ الدنيا على ترتيب تدرّجه في العمر، و قد جعلوا لكلّ واحد منها ثمان سنين.

و كيف كان، فلم أجد من أفتى بحرمة اللعب عدا الحلّي على ما عرفت من كلامه، و لعلّه يريد اللّهو، و إلّا فالأقوى الكراهة.

و أمّا اللغو، فإن جعل مرادف اللّهو كما يظهر من بعض الأخبار كان في حكمه.»[9]

اقول: اللغو فعل بلااثر عقلائی و ما یعبر عنه فی الفارسیة ب”بیهوده” و اللعب و اللهو لایکون کذلک و اللعب ما یعبر فی الفارسیة ب”بازی” و لو عقلائیا.

قال الشیخ حسن کاشف الغطاء فی انوار الفقاهة: «الثالث و العشرون: اللهو الذي من شأنه أن يُنسي ذكر الله تعالى و عبادته و يلهي عن اكتساب الخير و الرزق حرام‌سواء كان بآلة أو بدونها كالرقص و بعض أنواع الصفق و اقتناء بعض الطيور للّعب بها و صيد اللهو و هذا هو المفهوم من ذم اللّهو و اللعب في الكتاب و السنة»[10]

قال الایروانی: اللهو عبارة عن حالة الالتهاء عن الشیء لکن المراد منها فی الروایات هو الالتهاء عن الله تعالی لا مجرد الانصراف الفعلی للنفس.[11]

قال السید البروجردی اللهو ما یخرج الانسان عن الحالة العادیة و یوجب حالة السکر.

 

 


[1] . صراط النجاة ص370 (سوال 112)

[2] . المصدر ص374 (سوال 1027)

[3] . المصدر 373

[4] . المصدر 376

[5] . المصدر ص282

[6] . المصدر ص370 (سوال 1012)

[7] . الوسائل17/314

[8] . المکاسب2/47 (ط الحدیث)

[9] . المصدر

[10] . انوار الفقاهة/ کتاب المکاسب/ ص8

[11] . حاشیة المکاسب 1/42