فهرست مطالب

فهرست مطالب

السبت 7/12/95

کان البحث فی منتی اللیل فهل هو طلوع الفجر او طلوع الشمس الذی یوثر فی معرفة منتصف اللیل؟

لان منتصف اللیل هو ما بین الغروب الی طلوع الفجر کما هو المشهور او مابینه الی طلوع الشمس کما هو السید الخویی و شیخنا الاستاذ.

و قال السید الخویی ان معیار الطلوع عند العرف هو الشمس مضافا الی ان غسق اللیل فُسر فی الروایة بمنتصف اللیل و ان الغسق اللیل هو ما یکون اشد ظلمة و اشدیته یکون ما بین الغروب الی طلوع الشمس مضافا الی انه ورد فی الورایة ان وسط النهار او منتصف النهار هو زوال النهار و هو اذان الظهر  فلو کان اول النهار هو طلوع الفجر فیکون النصف الاول للنهار اطول من النصفه الثانی.

و هنا روایتان مویدان لراینا «إحداهما: رواية عمر بن حنظلة «أنه سأل أبا عبد اللّه (عليه السلام) فقال له: زوال الشمس نعرفه بالنهار فكيف لنا بالليل؟ فقال: للّيل زوال كزوال الشمس، قال: فبأيّ شي‌ء نعرفه؟ قال: بالنجوم إذا انحدرت» 

و لا يخفى أن كون الانحدار المزبور علامة على الانتصاف موقوف على أمرين:أحدهما: إرادة النجوم الطالعة أول الليل و عند الغروب.

ثانيهما: إرادة النجوم الدائرة في مدار الشمس و المتحدة معها في مداراتها ضرورة أنها مختلفة، و من ثم قد يكون الليل أطول من النهار، و قد يكون أقصر و ربما يتساويان أي المدارات.

فإنه لو انتفى الأمر الأول فكانت النجوم طالعة قبل الغروب بأمتار أو بعده بزمان، فلا جرم تنحدر قبل الانتصاف في الأول و بعده في الثاني، فلا يكون انحدارها دليلًا على الانتصاف، كما أنه لو انتفى الأمر الثاني فاختلف المدار و كان مسير الشمس و مدارها ليلًا أربع عشرة ساعة مثلًا و سير النجوم أقل من ذلك أو بالعكس، فإنها تنحدر قبل الانتصاف أو بعده بطبيعة الحال و إن اتحدت معها في الطلوع.

نعم، مع الاتحاد من كلتا الناحيتين كان انحدارها علامة على الانتصاف، شريطة اللحاظ من الغروب إلى طلوع الشمس كما عرفت. و أما لو لوحظ الانتصاف منه إلى طلوع الفجر فكلّا، ضرورة تحقق الانتصاف حينئذ قبل الانحدار.»[1]

اقول: فانه لو کان مدار النجم هو مدار الشمس فیکون الفاصلة بین طلوع النجم و غروبها ایضا کمثل طلوع الشمس و الغروبها مع ان الملاک یکون فی المدار المعاکس للشمس بحیث یکون طلوع النجم و غروبها مبینا لزمان اللیل؛ فحذ یتوقف علی التجربة و انه کثیر ما لایری النجم فی المشرق عند الغروب و کذا فی المغرب عند طلوع الشمس و هذا امر تقریبی یتوقف علی التجربة، فمنتصف اللیل عند السید الخویی مع منتصف اللیل عند الشمهور یکون ثلاث ارباع الساعة، فهذا المقدار من التخمین و التقریب لایضر بنظر المشهور.

و الانصاف ان دلالته هذه الروایة علی خلاف رای المشهور غیر تام.

اما سائر الاستدلالات من السید الخویی بان العرف یحکم باللیل بعد طلوع الفجر ایضا و هذا صحیح  و ما ذکره الشیخ الطوسی «الفجر الثاني هو أول النهار و آخر الليل فينفصل به الليل من النهار و تحل به الصلاة و يحرم به الطعام و الشراب على الصائم و تكون صلاة الصبح من صلاة النهار، و به قال عامة أهل العلم»[2]و فیه ان صدق النهار بعد طلوع الفجر عرفا محل الکلام.

اما الاستدلال بمنتصف النهار و انه لما کان بدایة النهار هو طلوع الفجر فحذ یختل بمنتصف النهار وهذا ایضا صحیح حیث ان الزوال هو وسط النهار فیلزم ان یراعی النصفیة فیه و لایرعی هذا الا بکون اول النهار هو طلوع الشمس.

لکن المهم لنا هو انه هل یستفاد من الروایات حقیقة شرعیة منها فلایکفی صدق العرفی ام لا؟

و قد استدل المشهور بالعرف العام کما ذکرنا عن البحار و هذا امر غیر مفهوم لنا لکن استدلوا بالآیات ایضا

منها: انا انزلناه فی لیلة القدر ..سلام هی حتی مطلع الفجر

و قال صاحب الجواهر انه لایصغی کون بعد الفجر لیلا لکن خصص من کونه سلاما.

و فیه انه قد یطلق اللیل فی قبال الصبح و قد یکون فی قبال النهار کقوله تعالی  فمحونا آیة اللیل و جعلنا آیة النهار مبصرة و المراد من آیة النهار هو الشمس و قد یستعمل اللیل فی قبال الصبح کما هو فی سورة القدر و کذا یکون فی سائر الآیات و اللیل اذا عسس و الصبح اذا تنفس و الصبح یکون من اللیل بالمعنی الاعم نعم اذا اجتمعا افترقا، و ان اللیل بقول مطلق یشمل ما بین الطلوعین، کما و اللیل اذ ادبر و الصبح اذا اصفر و ان هذا هو اللیل بالمعنی الاخص و انا ندعی ان الظهور العرفی للیل اعم من طلوع الفجر و بما ذکرنا یجاب عن اکثر الآیات التی استدلوا المشهور بها فی المقام کقوله تعالی فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَ لا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصيبُها ما أَصابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَ لَيْسَ الصُّبْحُ بِقَريب‏” او “وَ إِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحينَ وَ بِاللَّيْلِ أَ فَلا تَعْقِلُون‏

و ان الصبح یکون فی قبال اللیل بالمعنی الاخص مع ان اللیل بالمعنی الاعم یشمل الصبح ایضا.

و کذا قوله تعالی يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ أَيَّاماً مَعْدُوداتٍو من المعلوم ان الیوم استعمل یقینا فی طلوع الفجر حیث قال تعالی وَ كُلُوا وَ اشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْر.

و بما ذکرنا تظهر الجواب عنها حیث ان الیوم فیه استعمل فی المعنی الاوسع الذی یشمل طلوع الفجر و نحن لاننکره لکن لاتدل علی المطلوب. و ان البحث یکون فی الظهور الاطلاقی لللیل و النهار.

و قال الشیخ الطوسی بآیة وَ أَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَ زُلَفاً مِنَ اللَّيْل‏ و انه یقع الاجماع بان المراد من طرفی النهار هو صلاة الصبح و العصر فلما یکون العصر فی النهار قطعا فبقرینة المقابلة یقع صلاة الصبح ایضا فی النهار فالنهار یبدا من طلوع الفجر حیث یکون الصبح منه.

و فیه انه ورد فی صحیحة زرارة ….وَ قَالَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى فِي ذَلِكَ أَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ- وَ طَرَفَاهُ الْمَغْرِبُ وَ الْغَدَاة. فلایکون العصر طرف النهار بل یکون المغرب طرفا فلما یکون المغرب خارجا عن النهار فکذا یکون الصبح.

 



[1] . الموسوعة 11/190

[2] . الخلاف 1/266