الاثنین 16/12/95
کان البحث فی الفجر الصادق فهل یکفی ضیاء الافق و لو لم یصدق البیاض ای یکفی تغیر لون الظلمة او یلزم التغیر بحیث یصدق البیاض و تشکیل قطاع ابیض فی الافق الشرقی.
اقول: لاحد معین بین البیاض و السواد، کالحد ما بین الطفولیة و الشباب و الکهل و الشیخ، و من المعلوم لاحد معین بین هذه العناوین و کذا یکون فی تبین خیط الابیض فی الافق، فمن ذهب الی کفایة تغیر لون السواد حکموا بصدق الفجر الصادق عنده فیجوز اتیان الصلاة فیه؛ لکن اقول لادلیل علیه بل الوارد فی الروایات کون الفجر هو البیاض و نهر سوراء و بعبارة اخری ان الظاهر من الروایات صدق الفجر عند تبیض الافق.
و هذا بحث مهم حیث یکون الاختلاف بین التغیر و التبیض فی بعض مناطق الاروبا، اربعین دقائق.
و قد ورد فی الکتاب عنوان الخیط الابیض و لیس لکون الخیط موضوعیة بل قیل لایوجد هذا الشکل فی الافق، لکن یوجد هنا قطاع من الابیض یمکن ان یسمی بالخیط، اما التعبیر بالخیط الاسود یکون بلحاظ المقابلة.
و ان صرف تغیر اللون لایوجب صدق الخیط الابیض .
اما الروایات فی المقام
منها: عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع فَقُلْتُ مَتَى يَحْرُمُ الطَّعَامُ وَ الشَّرَابُ عَلَى الصَّائِمِ وَ تَحِلُّ الصَّلَاةُ صَلَاةُ الْفَجْرِ فَقَالَ إِذَا اعْتَرَضَ الْفَجْرُ وَ كَانَ كَالْقُبْطِيَّةِ الْبَيْضَاءِ فَثَمَّ يَحْرُمُ الطَّعَامُ وَ يَحِلُّ الصِّيَامُ وَ تَحِلُّ الصَّلَاةُ صَلَاةُ الْفَجْر و من المعلوم ان عنوان القبطیة البیضاء لایدصق بصرف تغیر اللون.
منها: مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ قَالَ كَتَبَ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْحُصَيْنِ إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ الثَّانِي ع……..الْفَجْرُ يَرْحَمُكَ اللَّهُ هُوَ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ الْمُعْتَرِضُ وَ لَيْسَ هُوَ الْأَبْيَضَ صَعَدا.
یمکن ان یقال انها تدل علی کون تغیر اللون هو البیاض لانه لیس الفجر الکاذب بیاضا لکن عبر عنه بالابیض، فلایلزم ان یکون الابیض المعترض ای الفجر الصادق بیاضا بل یکفی تغیر اللون، لکن لاتظهر هذا فی کون الفجر الصادق هو تغیر اللون.
و قد اورد السید الخویی علی سنده بسهل و حُصَین لکن یمکن ان یکون تصحیف ابی الحسین بن الحصین و هو ثقة فلو حصل الوثوق باتحادهما یرتفع اشکال السند لان الامر فی السهل سهل.
منها: ثُمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيِ الصُّبْحِ وَ هُوَ الْفَجْرُ إِذَا اعْتَرَضَ الْفَجْرُ وَ أَضَاءَ حُسْناً فَهَذِهِ صَلَاةُ رَسُولِ اللَّهِ ص الَّتِي قَبَضَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَيْهَا.
و الظاهر من اضائة الحسناء هو التبیض لا صرف التغیر لکن یمکن ان یودر علی ان فعل النبی ص لاتدل علی کون حد صلاة الصبح هو ذلک و لایجوز اتیانها قبل ذلک.
منها: وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُ قَالَ: الصُّبْحُ هُوَ الَّذِي إِذَا رَأَيْتَهُ كَانَ مُعْتَرِضاً كَأَنَّهُ بَيَاضُ نَهَرِ سُورَاءَ. و ان التعبیر نهر سوراء یناسب تبیض اللون لا صرف تغیره.
منها: ٍ عَنِ الْحَلَبِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنِ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ فَقَالَ بَيَاضُ النَّهَارِ مِنْ سَوَادِ اللَّيْل.
منها: عَنْ رُزَيْقٍ، قَالَ: كَانَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) يُصَلِّي الْغَدَاةَ بِغَلَسٍ عِنْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ الصَّادِقِ أَوَّلَ مَا يَبْدُو، وَ قَبْلَ أَنْ يَسْتَعْرِضَ، وَ كَانَ يَقُولُ: «وَ قُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً»
و یمکن ان یقال ان الاستعراض تد ل علی کفایة تغیر اللون حیث عبر بقبل ان یستعرض و فیه ان المراد من الاستعراض هو توسعة البیاض فی الافق و فی قبال اعتراض البیاض ای صار افقیا فی قبال صعود البیاض.
منها: ٍ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَضْرَمِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع فَقُلْتُ مَتَى أُصَلِّي رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ فَقَالَ حِينَ يَعْتَرِضُ الْفَجْرُ وَ هُوَ الَّذِي تُسَمِّيهِ الْعَرَبُ الصَّدِيعَ.
و ان هذه العبارة لااطلاق له و یتوقف علی صدق الفجر و یمکن صدق الفجر علی التبیض فلایکفی صرف التغیر،
منها: عَنِ الْحَلَبِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: وَقْتُ الْفَجْرِ حِينَ يَنْشَقُّ الْفَجْرُ إِلَى أَنْ يَتَجَلَّلَ الصُّبْحُ السَّمَاء
و هذا یتوقف علی تعیین معنی الفجر و نحن ندعی ان روایات القبطی و نهر سوراء تدل علی عدم کفایة التغیر بل المعیار هو التبیض.
فعلی ضوء ما ذکرنا لاتنافی بین هذ ه الروایات و ان الظاهر منها کون الملاک هو التبیض کما تدل علی الآیة.
و عند الشک تصل النوبة الی الاصل العملی فلو سلمنا الاستصحاب فی الشبهات المفهومیة فتدل علی بقاء اللیل فلو لم نسلم هذا -کما هو الصحیح- فتصل النوبة الی الاصل الحکمی فبالنسبة الی الصوم یجری البرائة عن لزوم الامساک، اما بالنسبة الی الصلاة فعلی مبنی السید الامام و السید الخویی لایجوز تقدم الصلاة لاستصحاب عدم الوجوب ای لایثبت الامر الیه. و ان التبیض یکون شرط الوجوب
لکن نقول عند الشک فی حدوث وجوب صلاة الصبح یجری البرائة عن شرطیة صلاة الصبح بالتاخیر فیمکن اتیانه رجاء فی زمان الشک. فحذ یتعارض مع البرائة عن لزوم الامساک فی الصوم، فبعد التعارض و التساقط یلزم الاحتیاط.