فهرست مطالب

فهرست مطالب

السبت 30/11/95

قال المحقق النایینی الحق مع المشهور فی کون وقت المغرب هو زوال الحمرة المشرقیة و ان الطائفة الاولی الدالة علی کفایة استار القرص یکون علی خمسة اقسام

الاول: ما تدل علی “ان وقت المغرب اذا غابت الشمس” و هذا قد فسر بالطائفة الثانیة بانه اذا غابت الحمرة من هذا الجانب ای المشرق فقد غاب من شرق الارض و غربها و هی تدل علی لزوم زوال الحمرة المشرقیة ایضا.

و نحن نسلم ان الغروب یتحقق بالاستتار لکن تفسیر الشارع الغروب بهذه المرتبة یوجب رفع الید عن ظهور الطائفة الاولی.

القسم الثانی: عَنْ عُبَيْدِ بْنِ زُرَارَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ صَحِبَنِي رَجُلٌ كَانَ يُمَسِّي بِالْمَغْرِبِ وَ يُغَلِّسُ بِالْفَجْرِ فَكُنْتُ أَنَا أُصَلِّي الْمَغْرِبَ إِذَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ وَ أُصَلِّي الْفَجْرَ إِذَا اسْتَبَانَ لِيَ الْفَجْرُ فَقَالَ لِيَ الرَّجُلُ مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَصْنَعَ مِثْلَ مَا أَصْنَعُ فَإِنَّ الشَّمْسَ تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ قَبْلَنَا وَ تَغْرُبُ عَنَّا وَ هِيَ طَالِعَةٌ عَلَى آخَرِينَ بَعْدُ قَالَ فَقُلْتُ إِنَّمَا عَلَيْنَا أَنْ نُصَلِّيَ إِذَا وَجَبَتِ الشَّمْسُ عَنَّا وَ إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ عِنْدَنَا لَيْسَ عَلَيْنَا إِلَّا ذَلِكَ وَ عَلَى أُولَئِكَ أَنْ يُصَلُّوا إِذَا غَرَبَتْ عَنْهُمْ.

و ان هذا القسم ایضا یفسر بالطائفة الثانیة فیکون المراد من التمسیة بالمغرب هو اقامة المغرب بعد زوال الحمرة لانه هو اول اللیل و الرجل کان قد یاخر عن زوال الحمرة ایضا

الثالث: ما یحکی عن فعل الامام ع مثل روایة أَبَانِ بْنِ أَرْقَمَ وَ غَيْرِهِمْ قَالُوا أَقْبَلْنَا مِنْ مَكَّةَ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِوَادِي الْأَجْفَرِ إِذَا نَحْنُ بِرَجُلٍ يُصَلِّي وَ نَحْنُ نَنْظُرُ إِلَى شُعَاعِ الشَّمْسِ فَوَجَدْنَا فِي أَنْفُسِنَا فَجَعَلَ يُصَلِّي وَ نَحْنُ نَدْعُو عَلَيْهِ حَتَّى صَلَّى رَكْعَةً وَ نَحْنُ نَدْعُو عَلَيْهِ وَ نَقُولُ هَذَا مِنْ شَبَابِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ فَلَمَّا أَتَيْنَاهُ إِذَا هُوَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ع فَنَزَلْنَا فَصَلَّيْنَا مَعَهُ وَ قَدْ فَاتَتْنَا رَكْعَةٌ فَلَمَّا قَضَيْنَا الصَّلَاةَ قُمْنَا إِلَيْهِ فَقُلْنَا جُعِلْنَا فِدَاكَ هَذِهِ السَّاعَةَ تُصَلِّي فَقَالَ إِذَا غَابَتِ الشَّمْسُ فَقَدْ دَخَلَ الْوَقْتُ.

و هذا القسم لایمکن حمله علی الطائفة الثانیة فیحمل علی التقیة لان کونه من شباب اهل المدینة کنایة عن کونه عامیا و هم یصلون عند استتار القرص.

الرابع: مرسلة علی بن حکم ٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ عَمَّنْ حَدَّثَهُ عَنْ أَحَدِهِمَا ع‏ أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ وَقْتِ الْمَغْرِبِ فَقَالَ إِذَا غَابَ‏ كُرْسِيُّهَا قُلْتُ وَ مَا كُرْسِيُّهَا قَالَ قُرْصُهَا فَقُلْتُ مَتَى يَغِيبُ قُرْصُهَا قَالَ إِذَا نَظَرْتَ إِلَيْهِ فَلَمْ تَرَهُ.

و هذا ایضا لایمکن توجیهها و بقرینة تکرار السوال من قبل السائل یحمل قوله “فلم تره” علی التقیة و یمکن ان یرجع الضمیر فی الیه الی الشمس بتوابعه و منها الحمرة من جانب الشرق، لکن هذا خلاف الظاهر و الاحسن حمله علی التقیة.

الخامس: ما دل علی “ان وقت المغرب ما بین غروب الشمس الی سقوط الشفق” و یحمل غروب الشمس فیها علی زوال الحمرة و هو مرتبة من مرتبة الغروب.

و حاصل الکلام انها لاتعارض بین الطائفتین لان روایات الطائفة الاولی اما ان یکون قابلا للحمل او یحمل علی التقیة، فلاتصل النوبة الی اصالة الجد فی هذا القسم کی یتعارض مع الطائفة الثانیة، فلو لم نسلم هذا و قلنا بجریان اصالة الجد فی الطائفة الاولی و عدم کون التوجیه المذکور فیها عرفیا، فحذ یقدم روایات الطائفة الثانیة لکونه مخالفا لقول العامة.

لایقال ان الترجیح بمخالفة العامة موخر عن الترجیح بصفات الراوی وفقا لمقبولة عمرو بن حنظلة، لانا نقول انا نسلم هذا الترتیب لکن کلا الطائفیتن متساویة فی الرواة من حیث الوصف حیث انه یوجد فی کلیهما اعدل او الاصدق و الخ.[1]

اقول: ان کلمات المحقق النایینی و السید البروجردی و الشیخ الحائری و المحقق الهمدانی فی الجمع بین الطائفتین صحیح من حیث المجموع و ان یمکن المناقشة فی جزئیات کلماتهم اما اصل کلامهم صحیح فالحق مع المشهور فی لزوم ذهاب الحمرة.

لانه بعض روایت الطائفة الاولی یقبل التوجیه حیث ان الطائفة الثانیة مثل “اذا غابت الحمرة من هذا الجانب فقد غابت من شرق الارض و غربها” فسر غروب الشمس و استتار القرص بزوال الحمرة. و ان العرف لایابی عن هذا التفسیر و یحمل الطائفة الاولی الظاهر فی کون الغروب هو الاستتار، علی زوال الحمرة بقرینة الطائفة الثانیة، حیث انه یکون من مراتب الغروب.

نعم حمل بعض رویات الطائفة الاولی علی الثانیة مشکل کمرسلة علی بن حکم لکن سندها ضعیف، و کذا موثقة سماعة  وَ قَالَ سَمَاعَةُ بْنُ مِهْرَانَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع فِي الْمَغْرِبِ إِنَّا رُبَّمَا صَلَّيْنَا وَ نَحْنُ نَخَافُ أَنْ تَكُونَ الشَّمْسُ خَلْفَ الْجَبَلِ أَوْ قَدْ سَتَرَنَا مِنْهَا الْجَبَلُ فَقَالَ لِي لَيْسَ عَلَيْكَ صُعُودُ الْجَبَلِ. لکن لایکون هذا قابلا للالتزام کما ذکر صاحب الوسائل حیث کون الملاک هو استتار الشمس خلف الجبل خلاف الضرورة و لم یقل به احد.

و سائر الروایات من الاولی قابل للحمل علی الطائفة الثانیة حتی عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الْفَضْلِ الْهَاشِمِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص يُصَلِّي الْمَغْرِبَ حِينَ تَغِيبَ الشَّمْسُ حَيْثُ يَغِيبُ حَاجِبُهَا.

و المراد من غیبوبة الجاجب بقرینة الطائفة الثانیة هو زوال الحمرة، و انه لما یکون الطائفة الثانیة صریحا فی کون الملاک هو زوال الحمرة کما هو فی صحیحة عبدالله بن وضاح فیحمل الطائفة الاولی علیها.

اقول: اولا: ان الجمع العرفی بیهما یقتضی هو حمل الطائفة الاولی علی الثانیة فیلزم ذهاب الحمرة المشرقیة.

ثانیا: لو لم نسلم هذا الجمع و عدم کونه عرفیا لکن جمع مخالفنا کالسید الخویی و حمل الطائفة الثانیة علی ذهاب الحمرة فی جانب المشرق الحقیقی ایضا غیر عرفی و حمل مثل روایة ابن وضاح او بُرید علی صرف استتار القرص بعید حیث ان غروب الشمس من شرق الارض و غربها لایتفق الا بزوال الحمرة فلایکفی استتار القرص عن جانب الغرب فقط.

فلو لم نسلم هذا تصل النوبة الی الترجیح بمخالفة العامة و ان الطائفة الاولی موافق للعامة.

و قال فی مبانی منهاج الصالحین ان روایات الترجیح بمخالفة العامة و موافقة الکتاب لایکون صحیحا سندا فالترجیح منحصر فی الاحدثیة کما تدل علیه بعض الروایات، لکن فی المقام لایمکن تشخیص الاحدث کی یتقدم علی الآخر، اما قوله بضعف سند روایات الترجیح و هو یکون علی مبانیه فی الرجال کعدم توثیق عمرو بن حنظلة اما روایة قطب الراوندی و فی سنده سید ابو البرکات الذی لم یرد فیه توثیق.

 

 


[1] . کتاب الصلاة 1/59