فهرست مطالب

فهرست مطالب

الاحد 1/12/95 زمان المغرب

قلنا ان الطائفة الاولی تدل علی کفایة استتار القرص و الثانی تدل علی لزوم زوال الحمرة المشرقیة، و قلنا امس ان الصریح من الطائفة الاولی ضعیفة سندا و الظاهر منها یمکن حملها علی مرتبة من الاستتار الملازم مع زوال الحمرة.

اما مرسلة علی بن حکم ورد مسندا فی امالی الصدوق حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِيدِ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَهْزِيَارَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَسْأَلُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقَ ع مَتَى يَدْخُلُ وَقْتُ الْمَغْرِبِ فَقَالَ إِذَا غَابَ كُرْسِيُّهَا قَالَ وَ مَا كُرْسِيُّهَا قَالَ قُرْصُهَا قَالَ مَتَى تَغِيبُ قُرْصُهَا قَالَ إِذَا نَظَرْتَ فَلَمْ تَرَهُ.

و ان والد داوود مجهول لکن شهادة داوود بالسماع منه یکفینا و السند صحیح و هذه الروایة صریح فی کفایة استتار القرص.

و قد حمل بعض الاصحاب هذه الروایة علی التقیة بقرینة اصرار السائل و فرار الامام ع عن الجواب الحق بحیث اجبر الامام ع فی الآخر عن التقیة، فلایجری فیه اصالة الجد.

اقول: ان السوال کان عن وقت المغرب و ما کان یصر السائل بالنسبة الی سواله بل کان سواله طبیعی حیث سال عن معنی کرسی الشمس، فلایکون هذه الروایة مقرونة بامارات التقیة، فدلالتها علی استتار القرص تام و لایمکن توجیهها.

اما روایة ٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الْفَضْلِ الْهَاشِمِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص يُصَلِّي الْمَغْرِبَ حِينَ تَغِيبُ الشَّمْسُ حَيْثُ يَغِيبُ حَاجِبُهَا. التی قال السید الخویی بکونها صریحا فی کفایة استتار القرص و فیه انها لایکون نصا علی المطلوب لانه من الممکن کون المراد من الحاجب هو ضیاء الشمس الذی تکون حول الشمس و یزول بزوال الحمرة المشرقیة و هذا مغایر مع الحمرة المغربیة.

قال فی الوافی: “لعل المراد بحاجبها ضوؤها الذي في نواحيها فإن حجاب الشمس يقال لضوئها و حاجبها لنواحيها و في بعض النسخ حين يغيب حاجبها”.[1]

و قال فی اللسان احاجب الشمس ناحیة منها، و قال الازهری انها طرف الشمس، و علیهما یکون الحاجب منتهی الشمس لا ضیائه کما علیه الوافی.

فروایة علی بن حکم تام سندا و دلالة. فلو کان الطائفة الثانیة قابلا للحمل علی الاولی فیکفی استتار القرص.

اقول: ان روایات الطائفة الثانیة، کلها قابل للحمل علی الطائفة الاولی ای العلامیة الا روایة ابن وضاح.

مثلا مرسلة  عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: وَقْتُ سُقُوطِ الْقُرْصِ وَ وُجُوبِ الْإِفْطَارِ أَنْ تَقُومَ بِحِذَاءِ الْقِبْلَةِ وَ تَتَفَقَّدَ الْحُمْرَةَ الَّتِي تَرْتَفِعُ مِنَ الْمَشْرِقِ فَإِذَا جَازَتْ قِمَّةَ الرَّأْسِ إِلَى نَاحِيَةِ الْمَغْرِبِ فَقَدْ وَجَبَ الْإِفْطَارُ وَ سَقَطَ الْقُرْصُ. فبقرینة الصحیحة الصریحة لداوود بن فرقد یحمل علی العلامیة لکون بعض المناطق جبلیا فمعرفة استتار القرص فی هذه الاماکن صعب فلذا اشار الامام ع بذهاب الحمرة لکونه علامة لاستتار القرص قطعا.

او روایة عَنْ بُرَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: إِذَا غَابَتِ الْحُمْرَةُ مِنْ هَذَا الْجَانِبِ يَعْنِي مِنَ الْمَشْرِقِ فَقَدْ غَابَتِ الشَّمْسُ مِنْ شَرْقِ الْأَرْضِ وَ غَرْبِهَا. و ان ذهاب الحمرة علامة قطعیة لاستتار القرص ای ذهاب الحمرة ملازم مع استتار القرص فی کلا الجانبین.

او ورایة ْ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَشْيَمَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ وَقْتُ الْمَغْرِبِ إِذَا ذَهَبَتِ الْحُمْرَةُ مِنَ الْمَشْرِقِ وَ تَدْرِي كَيْفَ ذَاكَ قُلْتُ لَا قَالَ لِأَنَّ الْمَشْرِقَ مُطِلٌّ عَلَى الْمَغْرِبِ هَكَذَا وَ رَفَعَ يَمِينَهُ فَوْقَ يَسَارِهِ فَإِذَا غَابَتْ هَاهُنَا ذَهَبَتِ الْحُمْرَةُ مِنْ هَاهُنَا. و هذه ایضا یمکن حملها علی العلامیة بقرینة الروایة الصحیحة الصریحة فی الطائفة الاولی، و ان تظهر فی کون المغرب هو ذهاب الحمرة.

و المهم هو صحیحة ابن وضاح فلو کان مجملا او ظاهرا فی کون الملاک هو ذهاب الحمرة فیمکن حملها علی الاولی.

قال السید السیستانی ان صحیحة ابن وضاح مجملة لکون سوال ابن وضاح مضطربة حیث ان فرض تواری القرص لایلائم مع ارتفاع اللیل او یزید اللیل ارتفاعا حیث ان تواری القرص هو استتار الشمس و ارتفاع اللیل او زیادته هو الظلمة و هذا یلائم مع ذهاب الحمرة فسال السائل عن ذهاب الحمرة المغربیة، فعلی هذا یصیر السوال و کذا جواب الامام ع مجملا و لو قلنا بحجة خبر الثقة و لایلزم وثوق الصدور.

لکن الانصاف ان هذا الاشکال غیر وارد، لانه لو کان مراده السوال عن ذهاب الحمرة المغربیة فالجدیر هو وقله “اصلی عند دخول اللیل او انتظر حتی تذهب الحمرة فی جانب الغرب ای عند سقوط الشفق، و هذا واضح لایحتاج الی هذه القیود المذکورة فی السوال.

انا نعتقد انه لاجمع عرفی بین ما ذکر الامام ع فی صحیحة علی بن حکم حیث قال ع اذا نظرت الیه فم تره و صحیحة ابن وضاح فی فرض تواری القرص و ارتفاع اللیل و اذان الموذنین حیث قال الامام ع اری لک ان تنتظر و تاخذ بالحائطة لدینک.

و ما ذکره السید الخویی ان مورد روایة ابن وضاح هو اشتباه استتار الرقرص لاحتمال غیبوبة الشمس خلف الجبل و هذا یلائم مع ارتفاع الحمرة فوق الجبل اذا کان الجبل فی جانب الغرب؛ و فیه ان هذا خلاف ظاهر الروایة حیث فرض السائل تواری الشمس فلو کان مراده تواریه خلف الجبل کان بالجدیر ذکره لکن لم یذکر هذا فی السوال بل ذکر قیود آخر کارتفاع اللیل او زیادته و الاذان؛ الانصاف ان الظاهر القوی من هذه الروایة هو ذهاب الحمرة المشرقیة، فحملها علی العلامیة بقرینة روایة داوود غیر محرز.

و حمل صحیحة ابن وضاح علی الاستحباب حیث ان امره ع بقرینة روایة داوود یحمل علب الاستحباب و فیه ان هذا الحمل لایلائم قوله ع الامر بالاحتیاط.

فالی هنا الجمع بینهما بحمل الثانیة علی العلامیة اما معلوم عدمه عرفا او مشکوک فتصل النوبة الی مرجحات باب التعارض.

و قبل البحث عن المرجحات عند التعارض قد یقال انه بعد تعارض النصین و تساقطهما نرجع الی ظهور الخطابات.

توضیح ذلک لو قال المولی یجب اکرام العالم و کذا قال لایجب اکرام العالم ثم قال اکرم العالم، فحذ یقال ان هذا الخطاب الثالث یکون مرجعا فوقانی حیث لایکون هذاالخطاب الثالث طرفا للمعارضة مع الخطاب الاول والثانی، حیث یوافق مع الاول و مع الثانی یحمل علی الاستحباب، فبعد تعارض الاولین و تساقطهما عند فقدان المرجح یکون الخطاب الثالث الظاهر فی وجوب اکرام العالم مرجعا، کما هو الحال فی الرجوع الی العام الفوقانی، هذا ما ذهب الیه مثل السید الصدر. و نحن ایضا نسلمه هذا ببیان عرفی لا عقلی کما علیه السید الصدر فظاهر مثل اکرم العالم حجة لو لم یوجد نص معتبر خلافه فی حد ذاته و فی المثال یوجد نص معتبر خلاف هذا الظاهر و ان ابتلی هذا النص بالمعارض. فالمرجع هو ارتکاز العقلاء فهل العقلاء یرجعون الی الظاهر عند وجود النص المخالف فی حد ذاته کما هو فی العام ام لا؟ و هذا بحث مشکل و لایبعد الرجوع الی هذا الظهور کما استبعده السید الزنجانی فی الجلسة الحضوری عنده.

اما تظبیق هذا فی المقام، و ان صحیحة ابن وضاح نص علی کون الملاک هو زوال الحمرة المشرقیة و صحیحة داوود نص علی کون الملاک هو استتار القرص فلو لم یوجد هنا مرجح فیلزم الرجوع الی ظهورات التی تحمل علی مرتبة من الاستتار و هو ذهاب الحمرة.

فلو لم نسل اصل المبنی کما علیه السید الزنجانی او لم نسلم الجمع بین سائر الروایات فحذ یکون المرجع هو الاصل العملی.

 


[1] . الوافی 7/258