دانلود فایل صوتی 240506_2054
دانلود فایل متنی جلسه 87 - تاریخ 14030217= 451027

فهرست مطالب

فهرست مطالب

الدرس 87-194

الإثنين – 27 شوال المكرم 45

 

أعوذ باللّه من الشيطان الرجيم بسم اللّه الرحمن الرحيم الحمد للّه ربّ العالمين و صلی اللّه علی سيّدنا محمّد و آله الطاهرين و لعنة اللّه علی أعدائهم أجمعين.

 

ارجع الی اشكال السيد الروحاني في المرتقی حول اجراء استصحاب بقاء الليل أو عدم النهار لاثبات جواز التسحر في الزمان المشكوك.

هنا لم يستشكل في اجراء ‌استصحاب بقاء الليل أو استصحاب عدم طلوع الفجر لكنه قال هذا الاستصحاب لا يفيدنا، هكذا قال، لان الواجب هو الصوم في تمام النهار و استصحاب عدم النهار لا يثبت كون الصوم ساعة ثلاثة و خمسة و اربعين دقيقة مثلا، نشك ان هذه الساعة من الليل أو من النهار، نقول هذه الساعة كانت ليلا، اشوگت كانت ليلا؟ لم تكن نهارا، اشوگت لم تكن نهارا؟ ليس لذلك حالة سابقة متيقنة حتی تستصحب.

راجعت كتاب المرتقی و ما كتبناه في الاصول فرأيت ان السيد الروحاني يستشكل حتی في جريان استصحاب بقاء الليل أو استصحاب بقاء النهار حتی بنحو مفاد كان التامة تستصحب بقاء الليل يقول هذا لا يتم، لماذا؟ لان الزمان ليس له زمان، تقول الليل كان موجودا في زمان و في الزمان الثاني يبقی وجوده، الليل هو نفس الزمان، ليس له ظرف زماني، الليل كان موجودا في زمان و نشك في بقاءه في زمان آخر، الليل نفس الزمان و ليس له وعاء زماني فكيف تستصحب الليل أو تستصحب عدم النهار؟

و اما استصحاب ان هذا الزمان كان ليلا و لم يكن نهارا فقال بان اشكاله اولا: ان كون هذا الزمان نهارا مثل كون هذا زيدا، عنوان مقوم لذاته، هل يمكنك ان تستصحب بقاء زيدية زيد؟ تستصحب بقاء عدالة زيد ميخالف، تستصحب بقاء ايّ وصف من اوصاف زيد ميخالف تستصحب بقاء عنوانه الذاتي، تستصحب زيدية زيد‌ شنو معناه؟ لفظ النهار لا يعبّر الا عن الذات لا عن وصف قائم بالذات فهو نظير لفظ زيد بالنسبة الی زيد، لفظ الحجر بالنسبة الی ذات الحجر، كيف تستصحب كون الزماني ليلا.

مضافا الی اننا حينما نشك في تبدل الليل الی النهار نشك في تبدل العنوان المقوم للذات، و الاستصحاب لا يجري الا في فرض احتمال تبدل الحالات لا العناوين المقومة لان تبدل العنوان المقوم يعني تبدل الوجود عرفا، لماذا قالوا في الاستحالة‌ ان الاستحالة‌ مطهرة، اذا استحال الخشب رمادا لماذا قالوا لا يمكن استصحاب كون هذا الخشب نجسا؟ لانه تبدل عنوانه الذاتي، لم يتبدل حالته و وصفه. الليل و النهار عنوانان ذاتيان للزمان، تشك في تبدل هذا العنوان الذاتي الی عنوان ذاتي آخر، ‌فكيف تستصحب مع الشك في بقاء الموضوع.

مضافا الی اشكال ثالث و هو ان هذا الزمان متي علمت بانه كان ليلا، الزمان السابق كان ليلا، هذا الزمان يعني ساعة ثلاثة و خمس و اربعين دقيقة، هذه الساعة، هذا الزمان، ‌متي علمت بانه كان ليلا حتی تستصحب؟

المهم هو الاشكال الاخير، و هذا الذي جعلنا في الاصول نتوقف في جريان استصحاب الزمان بنحو مفاد كان الناقصة، اما بقية ‌الاشكالات فهي مندفعة. اما ما ذكره حول استصحاب بقاء الزمان بنحو مفاد كان التامة، استصحاب بقاء الليل أو استصحاب عدم النهار، اي اشكال في ان نجري استصحاب بقاء الليل؟ الليل له وجود نشك ان وجوده طويل أو قصير فنستصحب بقاء وجوده، شنو اشكال؟ الزمان ليس له زمان، صحيح، لكن له وجود، له وجود مستمر و نشك في استمرار وجود الليل الی هذا الزمان، ‌شنو اشكال استصحاب بقاء الليل؟

نعم، كلامكم من ان استصحاب بقاء الليل لا يثبت ان هذا الزمان المشكوك ليل هذا اشكال آخر، انا اقبله، لكن انتم انكرتم في الاصول جريان استصحاب بقاء الليل بنحو مفاد كان التامة و استصحاب عدم وجود النهار بنحو مفاد ليس التامة، ‌هذا مو صحيح، ايّ مانع لا يوجد اي مانع من جريان استصحاب بقاء الليل و عدم وجود النهار و قلنا بانه يكفي لنفي الوجوب الفعلي بقول مطلق للصوم، ‌قبل طلوع الفجر وجب الصوم لكن وجب الصوم في النهار لا بقول مطلق، فاذا وجد النهار العرف يقول وجب الصوم بقول مطلق، في عالم المجعول هكذا يعبر العرف كما ذكرنا ان المولی اذا قال يجب عليك ان تكرم زيدا علی تقدير مجيئه فقبل مجيئه الوجوب فعلي كواجب معلق لكن العرف يقول اذا جاء زيد فيجب اكرامه بقول مطلق فنجري البراءة حينما نشك ان في مجيء زيد الوجوب اكرامه كما نستصحب عدم مجيئه لنفي هذا الوجوب المطلق الثابت بنظر العرفي. و لاجل ذلك و لا احد يشك في ان من نظر انه اذا جاء ولدي من السفر اذبح شاة اذا شك انه هل جاء ولده من السفر ام لا يستصحب عدم مجيء ولدي من السفر حتی لا يجب عليه ذبح شاة فعلا مع ان وجوب الوفاء‌ بالنذر ليس متأخرا عن مجيء ولده من السفر، بمجرد انشاء النذر يكون وجوب الوفاء بالنذر فعليا كواجب معلق، الوجوب فعلي و الواجب استقبالي.

و اما ما ذكره من الاشكال في استصحاب كون الزمان ليلا فقال هذا شك في بقاء العنوان و يعتبر في جريان الاستصحاب احراز بقاء العنوان الذاتي، هذا مو صحيح، اذا احتملنا تبدل الذات الی ذات آخر اي مانع من استصحاب بقاء تلك الذات، اذا شككنا في استحالة‌ الكلب الی الملح، نستصحب ان هذا الموجود كان كلبا و الان كما كان، نستصحب بقاء‌ كلبيته. الذي منع منه هو انه يجری استصحاب نجاسته بعد ما علم باستحاله أو شك في استحالته، تستصحب ان هذا كان نجسا و الان كما كان هذا مو صحيح للشك في بقاء الموضوع اما المعروض للصورة النوعية ذات الجسم و ليست الصورة‌ النوعية. ما تقولون بالنسبة الی قوله تعالی ألم يك نطفة من مني يمنی ثم كان علقة فخلق فسوّی؟ هذا الانسان كان نطفة ثم صار علقة ثم صار مضغة ثم صار عظما، ‌تبدل في الذات. هذا اتعجب لماذا خفي علی هذا الرجل العظيم الاصولي. السيد الخوئي ذاك ايضا في بحث الاستحالة. اذا شك في استحالة شيء يمكن اجرا‌ء استصحاب بقاء ذلك العنوان في حقه، اذا يصح ان يقول الله سبحانه و تعالی هذا الانسان كان نطفة فاذا شك في استحالة النطفة الی الانسان يقال هذا كان نطفة و اشك في انه لا يزال نطفة أو تحول الی الانسان، نستصحب بقاء كونه نطفة. اذا صدق شككت في زيدية زيد يعني احتملت انه مما الله سبحانه و تعالی مسخه، قلنا لهم كونوا قردة خاسئين، احتملت ان زيدا راح نزل بهم صار ضيفا عندهم، هذا من سوء الحظ نفس الليل الذي مسخ اصحاب السبت و قيل لهم كونوا قردة خاسئين، اذا نزل البلاء لا يرحم احدا، ما يقولون ان هذا الضيف الذي عندهم عوفوا، لا، كلهم، فاشك ان زيدا خرج من عندهم قبل ما الله يمسخهم الی صورة‌ القردة و الخنازير أو لا، بقي عندهم اشتغل بالملاهي عندهم فمسخ كما مسخوا، استصحب بقاء كونه انسانا، اشبيه، استصحاب كون زيدا يعني استصحاب كونه انسانا، زيد يعني من هو؟ زيد هذا الانسان الخاص لماذا لا يجري الاستصحاب، ليش تستنكرون جريان الاستصحاب في بقاء زيدية‌ زيد اي بقاء انسانية زيد، اذا شك صدق في استحالته الی من صورة‌الانسانية الی صورة اخری يمكن الاستصحاب، ‌لماذا لا يمكن.

فالمهم ان نری ان المعروف لعنوان الليلية هو هذه القطعة المعينة من الزمان، اذا هكذا، لا يمكن الاستصحاب لعدم اليقين بالحالة السابقة. هذا الزمان المعين كان ليلا يقينا، لا، مو معلوم، من وين؟ هذا الزمان المشكوك متي كان ليلا يقينا حتی يستصحب؟ لكن المحقق العراقي قال نوسع الموضوع نقول هذا الزمان ننظر الی زمان اوسع من هذه الدقيقة ننظر الی مجموع الدقائق، ننظر الی مثلا هذه الساعة، ساعة الثلاثة نقول هذه الساعة كانت ليلا و نشك ان هذه الساعة لا تزال متصفة بهذا العنوان الذاتي و هو عنوان الليلية ام لا، فنقول ساعة الثلاثة حين وجودها الاعتباري كانت متصفة بصفة الليلية و لا ندري هل هذا الوصف و العنوان الذاتي ارتفع عن هذه الساعة أو لا، قد يقال كما ذكر المحقق العراقي و قبله في البحوث انه لماذا لا يجري الاستصحاب لبقاء هذا العنوان الذاتي و هو عنوان الليلية لهذه الساعة نعم اذا قلت هذه الدقيقة كانت ليلا لا يعلم حالته السابقة اما اذا قلت هذه الساعة كانت ليلا كل مركب تدريجي يقال بانه يمكن اتصاف هذا المركب التدريجي من بدء وجوده بوصف فاذا شك في تبدل هذا الوصف يستصحب بقاء هذا الوصف، هذا الخطيب كان صوته مرتفعا حينما بدأ يختم، بعض الخطباء من حين يخطبون يصوحون، لا يتعبون، الله يساعدهم و يوفقهم، هذا من اول ما قام يخطب كان صوته عاليا، نقول نستصحب بقاء علو صوته حينما بدأ بالخطبة كان صوته عاليا، كانت خطبته بصوت عال فنستصحب ذلك. ايّ اشكال فيه؟ كان يمشي مشيا سريعا، نخاف تعب و صار مشيه بطيئا نقول مشيه كان سريعا و نستصحب انه لا يزال مشيه سريعا فهل هذا الاستصحاب بالنسبة الی كون هذه الساعة لا هذه الدقيقة، هذه القطعة الكبيرة من الزمان مو القطعة الصغيرة‌ المضيقة، هذه القطعة الكبيرة هل لا تزال متصفة بعنوان الليل و متصفة‌ بعدم عنوان النهار ام لا؟ نحن في الاصول منعنا من ذلك و ان قبل ليال دافعنا عن هذا الاستصحاب فنحكم الاعلام في ان ما قلنا في الاصول من عدم جريان هذا الاصول وفاقا للمرتقی صحيح أو ما قلناه في تلك الليلة من جريان هذا الاستصحاب وفاقا للمحقق العراقي و البحوث هو الصحيح، تعالوا نتحاكم في الليلة‌ القادمة ان‌شاءالله.

و الحمد لله رب العالمين.