الدرس 87-292
الإثنين – 15 شوال المكرم 46
أعوذ باللّه من الشيطان الرجيم بسم اللّه الرحمن
الرحيم الحمد للّه ربّ العالمين و صلی اللّه علی سيّدنا محمّد و آله
الطاهرين و لعنة اللّه علی أعدائهم أجمعين.
رؤية الهلال قبل الزوال
كان الكلام في التفصيل بين رؤية الهلال قبل الزوال و رؤية
الهلال بعد الزوال حيث افتی جماعة كالسيد الخوئي و السيد سعيد الحكيم بان رؤية
الهلال قبل الزوال تكشف عن كون اليوم اول الشهر الجديد استنادا الی صحيحة حماد
و موثقة ابن بكير. الا ان الكلام كان في الروايات التي يتوهم معارضتها مع هذا
التفصيل.
تتمة
البحث عن رواية محمد بن عيسی
وصلنا الی رواية محمد بن عيسی و ناقشنا في
سندها لاجل ابن بطة و لاجل اشكالنا في اسناد الشيخ الطوسي الی علی بن
حاتم. فقلنا بانه مع غمض العين عن ضعف سند الرواية فهذه الرواية تدل علی خلاف
ذاك التفصيل، تدل علی ان رؤية الهلال قبل الزوال لا تكشف عن كون اليوم اول
الشهر الجديد لان الظاهر من هذه الرواية رؤية هلال شوال، ربما غم علينا الهلال في
شهر رمضان كما في نسخة الاستبصار، أو غم علينا هلال شهر رمضان و لكن بقرينة بقية الرواية
و فهم الشيخ الطوسي في التهذيب قلنا بان المراد من هذه الجملة ايضا الهلال في شهر
رمضان يعني الهلال في آخر شهر رمضان، ربما غم علينا الهلال في شهر رمضان أو ربما
غم علينا هلال شهر رمضان كما في التهذيب. فيری من الغد الهلال قبل الزوال و
ربما رأيناه بعد الزوال فتری ان نفطر قبل الزوال اذا رأيناه ام لا؟ فكتب عليه
السلام تتم الی الليل فانه اذا كان تاما رؤي قبل الزوال يقول يكون تتم صومك
هذا اليوم، يوم الشك من شعبان لم يفرض انه صائم، هذا ظاهر في يوم الشك من آخر
رمضان، رأی الهلال قبل الزوال و قد نوی ان يصوم في يوم الشك من آخر
رمضان، الامام يقول تتم الی الليل فانه ان كان تاما يعني ان كان الشهر تاما رؤي
الهلال قبل الزوال. اذا كان هذا مرتبطا باول رمضان و يقول الامام اذا رأيت الهلال
قبل الزوال فصم لانه يثبت به ان اليوم اول رمضان كما احتمله السيد الخوئي، اولا:
لا قرينة علی انه فرض انه صام يوم الشك من شعبان، لو كان المراد من قوله
ربما غم علينا هلال شهر رمضان اول شهر رمضان يوم الشك من شعبان كما احتمله السيد
الخوئي و قال الامام قال اذا رأيت الهلال قبل الزوال فاتم صومك يعني هذا اليوم اول
رمضان فاتم صومك احتمل السيد الخوئي هذا المعنی فقال بناءا علی هذا الاحتمال
لا ينافي مبنانا، نقول: اولا لم يفرض انه في يوم الشك في شعبان صام حتی يقول
الامام له تتم الی الليل. مضافا الی انه لا يتناسب مع هذا التعليل، فانه
ان كان تاما يعني ان كان الشهر تاما رؤي قبل الزوال فانه ان كان الشهر تاما يعني
ان كان شهر شعبان علی كلام السيد الخوئي ان كان شهر شعبان تاما ثلاثين يوما رؤي
قبل الزوال خب ان كان شهر شعبان تاما فمعنی ذلك ان اليوم من شعبان، فاشلون يقول
الامام تتم صومك، يعني ان هذا اليوم اول رمضان، اذا كان هذا اليوم اول رمضان فمعنی
ذلك ان شهر شعبان ناقص، فكيف يقول الامام صم هذا اليوم فانه اول رمضان فان شهر
شعبان اذا كان تاما رؤي الهلال قبل الزوال.
الا ان نحمله علی فرض انه اشتبه الامر في اول شعبان، هم
يعتبرون ان اليوم يوم ثلاثين من شعبان لانهم في اول يوم شعبان اشتبهوا و هذا اليوم
بعد اليوم الثلاثين من شعبان، و شهر شعبان تام و لكن هذا اليوم من رمضان لانه اذا كان
شهر شعبان تاما رؤي هلال رمضان قبل الزوال. هذا معنی غير مناسب. و لاجل ذلك
ذكر صاحب الحدائق ان الظاهر كون المراد من انه غم علينا هلال شهر رمضان اي غم علينا
الهلال في آخر شهر رمضان و بذلك يتم متن الحديث، يقول الامام في آخر رمضان رأيت
الهلال قبل الزوال اتم صومك، لا يثبت برؤية الهلال قبل الزوال ان هذا اليوم اول
شوال و شهر رمضان في هذه السنة شهر تام و في الشهر التام يمكن ان يری الهلال
في اليوم الثلاثين قبل الزوال. هذا امر معقول. فاذا كان المعنی هكذا فمعنی
ذلك ان رؤية الهلال قبل الزوال قد تتفق في اليوم الثلاثين من شهر رمضان و شهر شوال
لا يبدأ الا في غد و هذا خلاف تفصيل السيد الخوئي.
السيد الحكيم قال: نعم صحيح، المناسبات
تقتضي ان نحمل هذه الرواية علی هلال شوال، الهلال في آخر شهر رمضان لكن
الانصاف ان ذلك لا يبلغ في وضوح الدلالة حدا يصلح لمعارضة النصوص الدالة علي ان رؤية
الهلال قبل الزوال تكشف عن كون اليوم اول الشهر الجديد. يعني اك مناسبات لان نحمل
هذه الرواية علی رؤية هلال شوال في اليوم الثلاثين من رمضان و ان الامام يقول
هذا لا يوجب ان تعيد بل اتم صومك الی الليل فيكون مخالف لكفاية رؤية الهلال
قبل الزوال في الحكم بثبوت الشهر الجديد لكن هذا المقدار من المناسبات لا يوجب
وضوح الدلالة بل يوجب الظن بالدلالة و الظن لا يغني من الحق شيئا.
انصافا انا اقبل هذا الكلام اقول المناسبات و ان كانت تقتضي
ان يكون المراد رؤية هلال شوال من يوم الثلاثين من رمضان لكن هذا التعقيد في الرواية
ليش؟ هذا ينافي الظهور. محاولة تصحيح رواية ان كان تعدي الی العمل بظهور
الرواية فلا بأس بها و اما اذا محاولات لا تخرج التعقيد عن كونه تعقيدا و لا تجعل
الخطاب ظاهرا في المعنی الذي يراد اثباته فهذا لا يفيد، فان الظن لا يغني من
الحق شيئا. و المهم ضعف سند الرواية.
موثقة اسحاق بن عمار
الرواية الاخری موثقة اسحاق بن عمار: سألت اباعبدالله
عليه السلام عن هلال رمضان يغم علينا في تسع و عشرين من شعبان فقال اذا رأيته من
وسط النهار فاتم صومه الی الليل يعني احكم بان هذا اليوم اول رمضان.
و لكن لا بد من حمل هذه الرواية ان امكن العمل بها
علی رؤية الهلال في وسط النهار قبل الزوال و الا رؤية الهلال بعد الزوال مما
لا يشك في انها لا تفيد في ثبوت الشهر الجديد الا ان تقولوا بانه علی اي حال
يكفي هذا المقدار في المعارضة مع الروايات المفصلة بين رؤية الهلال قبل الزوال و رؤية
الهلال بعد الزوال.
نقول: انصافا مضمون هذه الرواية امر
لا يمكن تصديقه. رؤية الهلال في النهار في بداية النهار امر معقول، رؤية الهلال
في آخر النهار امر معقول، بداية النهار، حوالي طلوع الشمس لانه قد لا يكون ضوء
الشمس محيطا و قد يمكن ان يری الهلال الذي هو متأخر عن الشمس و يطلع بعد
طلوع الشمس بقليل، قد يمكن رؤيته كما رأينا صورة ذلك و الظاهر انه صوّروه من طريق
تلسكوب و نحو ذلك، و اما بعد ما ترتفع الشمس في وسط النهار كيف يمكن رؤية الهلال؟
و لكن ان امكن هذا الفرض مع انه بعيد
كل البعد و هذا يوجب وهنا في حجية هذه الرواية، لو فرض امكان ذلك انه حوالي زوال
الشمس و الشمس محيطة بنا و سلّطت ضوءها علی الكرة الارضية نشوف الهلال القريب
من الشمس، لو فرضنا انه ممكن مع انني مصر علی انه غير ممكن عادة بل غير ممكن
عقلا حسب ما افهم و لكن لو فرض اتفاق ذلك فلماذا لا يمكن تقييد هذا بما اذا كان
قبل الزوال لان وسط النهار امر عرفي، وسط النهار من حوالي الزوال لا الزوال بدقة، فيمكن
حمله علی رؤية الهلال في وسط النهار لكن قبل اذان الظهر.
رواية جراح المدائني
و اما رواية جراح المدائني من رأی هلال شوال بنهار في
شهر رمضان فليتم صومه يعني لا يعتني برؤية الهلال في نهار شهر رمضان لو تم سندها
فهي مطلقة يمكن حملها علی رؤية الهلال بعد الزوال. مضافا الی ضعف سند
الرواية انا ما ادري السيد الحكيم رحمة الله عليه في مصباح المنهاج كيف صح سند هذه
الرواية مع ان جراح المدائني و القاسم بن سليمان لم يوثقا. السيد الخوئي سابقا كان
يعتمد علی التوثيق العام لرجال كامل الزيارات يقول هما موجودان في رجال كامل
الزيارات لكنه عدل عن هذه النظرية، اما السيد الحكيم ما ادري كيف ذكر ان هذه الرواية
معتبرة. علی اي حال لا نری اعتبار هذه الرواية و لو فرض اعتبرها يمكن
تقييدها بما دل علی ان رؤية الهلال بعد الزوال لا تفيد شيئا. فنحمل هذه
الروايه علی رؤية الهلال بعد الزوال و اما رؤية الهلال قبل الزوال فهي تكشف
عن كون اليوم اول الشهر الجديد نقيد هذا الاطلاق في رواية الجراح المدائني.
المختار في المقام
و بذلك انا ايضا مثل السيد سعيد الحكيم اشوف انه ماكو مانع
من الالتزام بان رؤية الهلال قبل الزوال تكشف عن كون اليوم اول الشهر الجديد، هذا يختلف
عن قضية التطويق. قضية التطويق قضية واضحة و عامة البلوی لو كان تطويق
الهلال امارة كون الليلة الليلة الثانية من الشهر فهذا لم يكن مما يخفی
علی عامة الناس و علی المشهور لان هذه امارة واضحة كون القمر مما يمكن
ان يری الخط الدائري له هذا امر واضح اذا كان ضوء القمر شديدا يمكن ان يری
محيط القمر و لكن رؤية الهلال قبل الزوال امر نادر، عدم اشتهار كفاية ذلك للحكم بكون
اليوم اول الشهر الجديد لا يضر شيئا. و لاجل ذلك لا بأس بان نقول بان رؤية الهلال
قبل الزوال تكشف عن كون اليوم اول الشهر الجديد و ان كان السيد السيستاني ايضا
الحق ذلك بالتطويق لم يقل بكفاية رؤية الهلال قبل الزوال كما لم يقل بكفاية التطويق
في الحكم بكون الليلة الليلة الثانية من الشهر. ان شئتم فصيروا مثل السيد الصدر، في
التطويق افتی بعدم كفاية التطويق، في رؤية الهلال قبل الزوال احتاط احتياطا
وجوبيا. لا بأس. اما السيد سعيد الحكيم افتی بكفاية رؤية الهلال قبل الزوال
إما ان تفتوا مثل السيد سعيد الحكيم أو احتاطوا مثل السيد الصدر يعني مقتضی
الصناعة كفاية رؤية الهلال قبل الزوال في ثبوت الشهر الجديد.
و بذلك تم هذا البحث.
شهر رمضان قد ینقص و قد یتم
يقع الكلام في مبنی اختاره الصدوق في كتاب من لا يحضره
الفقيه استنادا الی بعض الروايات فقال شهر رمضان لا ينقص ابدا، ابدا ميصير يكون
شهر رمضان تسع و عشرين يوم، لا تشيل ايضا شهر شعبان لا يتم ابدا، تسع و عشرين، شهر
رمضان ثلاثين يوم، ميصير يكون ناقص. يقول الشيخ الصدوق في من لا يحضره الفقيه
الجزء 2 صفحة 169 يذكر الروايات ثم يقول بعد ذلك قال مصنف هذا الكتاب، بعد ما ذكر
عدة روايات تدل علی ان شهر رمضان لا ينقص ابدا و شهر شعبان لا يتم ابدا، قال
مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه من خالف هذه الاخبار و ذهب الی الاخبار
الموافقة للعامة في ضدها يعني عمل بروايات اخری تقول شهر رمضان قد ينقص و قد
يتم كسائر الشهور، من لم يعمل بهذه الروايات التي تقول بان شهر رمضان لا ينقص
ابدا و عمل بروايات مخالفة لها تدل علی ان شهر رمضان قد يتم و قد ينقص، أُتقي
كما يتقی العامة، اذا شفتم فالعام يقول انا ما اقبل، هذه الفكرة ما اقبلها
ان شهر رمضان قد يكون ناقص و قد يكون تام، سرؤيةا ويا تقية، كما تتقون من العامة اتقوا
من هذا العالم. من عمل بالروايات الموافقة للعامة التي تدل علی ان شهر رمضان
قد يكون ناقص و قد يكون تام و لا يعمل بالروايات التي انا ذكرتها و تدل علی ان
شهر رمضان لا ينقص ابدا، اوصيكم بشيء: لا بد ان تعملوا معه بالتقية، يتقی كما
يتقی العامة و لا يكلم الا بالتقية، كائنا من كان، الا ان يكون مسترشدا فيرشد،
اذا صدق هذا يريد يتعلم الحكم الشرعي بينوا له الحكم الشرعي و لكن اذا كان معاند
عوفوه فان البدعة انما تماث و تبطل بترك ذكرها (شنو هذا التشدد؟) و لا قوة الا
بالله.
الشيخ المفيد و ان نقل انه كان يقبل هذه الفكرة في بداية امره
لكنه كتب كتابا سماه بالرد علی اصحاب العدد، هو ايضا يتحجّم علی الشيخ
الصدوق يقول هؤلاء الذين قالوا بان شهر رمضان لا ينقص ابدا خالفوا نص القرآن و لغة
العرب و فارقوا كافة علماءالاسلام و باينوا اصحاب علم النجوم فلم يصيروا لا
الی القول المسلمين و لا الی قول المنجمين، فصاروا مذبذين لا
الی هؤلاء و لا الی هؤلاء و احدثوا مذهبا غير معقول. ثم ذكر روايات
التي استدل بها الصدوق و اجاب عنها قال بانها احاديث شاذة متنها يشتمل علی امر
غير معقول.
سأذكر كلام الشيخ المفيد في اليالي القادمة. و علی اي
حال في آخر هذه الرسالة الشيخ المفيد هكذا كلامه قال: فاما ما تعلق به من شذ من
اصحابنا و مال الی مذهب الغلاة و عدل عن ظاهر حكم الشريعة، جاء بادلة الشيخ
الصدوق و اجاب عن ادلته فقال في نهاية كلامه: و جواز نقصان شهر رمضان قد رواه جمهور
علماء الامامية و عمل به كافة فقهاءهم و ليس من باب التقيه في شيء نسأل الله التوفيق
و اياه نستهدي الی سبيل الرشاد.
هذا الصراع بين علمين الشيخ الصدوق و الشيخ المفيد، شيخ
الطائفة قبل الشيخ الطوسي كان هو شيخ الطائفة، هذا الصراع بينهما ماذا نصنع؟ نذكر
الراوايات اولا التي استدل بها الصدوق ثم نذكر الروايات التي جاء بها الشيخ المفيد
ردا علی الشيخ الصدوق ثم نتكلم حول ذلك ان شاء الله.
و الحمد لله رب العالمين.