الدرس 82-287

السبت – 6 شوال المكرم 46

أعوذ باللّه من الشيطان الرجيم بسم اللّه الرحمن الرحيم الحمد للّه ربّ العالمين و صلي اللّه علی سيّدنا محمّد و آله الطاهرين و لعنة اللّه علی أعدائهم أجمعين.

كان الكلام في ثبوت هلال شهر رمضان.

قول المنجمين

ذكر صاحب العروة انه لا يثبت الهلال بقول المنجمين لانه لا يورث العلم بقابلية الهلال للرؤية بالعين العادية نعم اذا اتفق المنجمون عدم قابلية الهلال للرؤية فهذا يشكل مانعا عن حجية البينة علی رؤية الهلال، ‌ذاك بحث آخر، يصير كمعارض حكمي، قامت بينة عادلة علی رؤية الهلال لكن الفلكيين يقولون لا يمكن رؤية الهلال هذا يوجب الغاء حجية البينة كما ذكر السيد السيستاني، ذاك بحث آخر اما ان قول المنجمين حجة أو لا، قولهم ليس بحجة لانه لا يورث العلم أو الاطمئنان الذي هو هو حجة بنظر المشهور.

غيبوبة الهلال بعد الشفق

ثم قال و لا بغيبوبة الشفق. هذا سهو من صاحب العروة في التعبير، ‌انا راجعت نفس خط صاحب العروة لانه موجود العروة التي كتبها صاحب العروة بنفسه، شفت انه نفس هذه العبارة موجودة فيه. خطأ. و مقصود السيد اليزدي صاحب العروة انه لا يثبت بغيبوبته بعد الشفق يعني اذا استمر الهلال و بقي في الافق الی ان زالت الحمرة ‌المغربية يعني بقي الهلال الی ساعة بعد غروب الشمس.

لا تقولون: قطعا هذه هي الليلة الثانية و الا ساعة يضل الهلال بالافق. ميصير، ليش ميصير؟ لان اوضاع الهلال تختلف، اذا كان الشهر السابق ناقصا يختلف عما اذا كان الشهر السابق كاملا. و حتی اذا كان الشهر ناقصا، اذا كان الشهر كاملا واضح لانه مضت فترة ‌طويلة علی ولادة الهلال و اذا كان الشهر ناقصا هو ذلك، ‌يمكن ان تكون ظروف القمر بنحو لم يكن يمكن رؤيته في الليلة ‌السابقة لانه مضت علی ولادته مدة لا بأس بها، ضل الهلال في الافق في هذه الليلة.

و الشاهد علی ذلك صحيحة ابي علی بن راشد قال كتب الیّ ابو الحسن العسكري عليه السلام كتابا (الامام الهادي عليه السلام) و أرّخه يوم الثلاثاء لليلة ‌بقيت من شعبان و ذلك في سنة اثنتين و ثلاثين و مأتين (آخر سنة كان الامام الهادي عليه السلام في المدينة المنورة ثم جابوه الی سامراء لاقامة الجبرية هناك) يقول ابو علی بن راشد كان يوم الاربعاء يوم شك و صام اهل بغداد يوم الخميس و اخبروني انهم رأوا الهلال ليلة ‌الخميس، اهل بغداد قالوا ما شفنا الهلال لية ‌الاربعاء و انما شفناه ليلة ‌الخميس فصمنا يوم الخميس و لم يغب الا بعد الشفق بزمان طويل يعني غاب الهلال في ليلة الخميس بعد سقوط الشفق بزمان طويل، ‌مو بعد سقوط الشفق بعد زوال الحمرة ‌المغربية بدقائق، لا، يعني مثلا ساعة و نصف هكذا أو ساعتين، ‌فاعتقدت ان الصوم يوم الخميس و ان الشهر كان عندنا ببغداد يوم الاربعاء فكتب عليه السلام الیّ زادك الله التوفيق قد صمت بصيامنا يعني انت صمت يوم الخميس نحن ايضا صمنا الخميس لم نصم يوم الاربعاء مع ان طول مكث الهلال في الافق ليلة ‌الخميس اوجب ان نعتقد باننا لماذا لم نصم يوم الاربعاء و اليوم الاربعاء اول شهر رمضان لانه ليلة ‌الخميس زل الهلال في الافق قريبا من ساعتين لكن الامام الهادي عليه السلام قال قد صمت بصيامنا، انت ما صمت يوم الاربعاء صمت يوم الخميس ميخالف، ‌نحن ايضا مثلك صمنا يوم الخميس، ثم لقيته بعد ذلك فسألته عما كتب به اليه فقال أ و لم اكتب اليك انما صمت الخميس؟ يعني لا تعتن بطول مكث الهلال ليلة الخميس في الافق و لا تصم الا للرؤية.

بعض الذين هم خبرة في متابعة الاهلة ‌في الازمنة السابقة شافوا ان هذه السنة هكذا كانت، يعني ليس مجرد خبر ظني بل يصادف العلم لانه يمكن المحاسبات الفلكية حتی بالنسبة الی ما قبل الف سنة الفين سنة.

و لا بغيبوبة الشفق في الليلة الاخری‌ يعني و لا بغيبوبته بعد الشفق في الليلة ‌الاخری هذا لا يكشف عن كون اليوم السابق اول الشهر.

رؤية الهلال يوم الثلاثين قبل الزوال

و لا برؤيته يوم الثلاثين قبل الزوال.

السيد الخوئي يعتمد علی رواية معتبرة فافتی بخلاف المشهور بانه اذا رؤي الهلال قبل الزوال فهذا يكشف عن كون هذا اليوم اول الشهر الجديد و اذا رؤي الهلال بعد الزوال هذا لا يكشف عن كون هذا اليوم اول الشهر الجديد. انا فالسنة كنت القي بحث الهلال لجماعة من الطلبة الايرانيين و الباكستانيين فهذا امر لم نعلم انه هل يتفق عادة ام لا فجماعة من الطلبة الباكستانيين نحن شفنا الهلال بعد طلوع الشمس من اليوم الثلاثين مثلا من شهر رمضان، نحن رأينا، في ظروف الخاصة يمكن ذلك مع ان المتعارف هو رؤية الهلال في غروب الشمس لا حين طلوع الشمس أو بعده.

الرواية التي استند اليها السيد الخوئي هي هذه الرواية: عبدالله بن صلت عن الحسن بن علی بن فضال عن عبيد بن زرارة و عبدالله بن بكير قالا قال ابوعبدالله عليه السلام اذا رؤي الهلال قبل الزوال فذلك اليوم من شوال يعني من الشهر الجديد و اذا رؤي بعد الزوال فذلك اليوم من شهر رمضان. و في صحيحة ‌حماد نفس هذا المضمون عن ابي عبدالله عليه السلام اذا رؤوا الهلال قبل الزوال فهو لليلة الماضية و اذا رأوه بعد الزوال فهو لليلة ‌المستقبلة.

المشهور اعرضوا عن الافتاء بمضمون هاتين الروايتين المعتبرتين و لعلهما رواية واحدة بسندين متعددين و لكن من لا يری مثل السيد الخوئي وهن الخبر المعتبر باعراض المشهور يلتزم بمضمون الخبر خلافا للسيد السيستاني و نحن نحتاط في هذا المجال.

لكن انا ينبغي ان الفت نظركم الی نكتة غفل عنها بعض الذي يجيبون آراء شاذة يقولون اذا رؤي الهلال قبل الزوال في بلدنا، قبل اذان الظهر في بلدنا رؤي الهلال في غروب الشمس مثلا امريكا الجنوبية الی طلوع الشمس و لا شافوا الهلال في ایّ مكان لكن قالوا قبل اذان ظهرنا اتصلوا قالوا الان حوالي غروب الشمس في امريكا الجنوبية رأينا الهلال، قال بعضهم و نسب ذلك الی السيد الخوئي انه اذا رؤي الهلال قبل الزوال فهو لليلة السابقة، ايها المواطنون في ايران مثلا هذا اول الشهر عندكم، ‌يا ابه لم ير الهلال في اي مكان قبل طلوع الشمس يقال ميخالف، السيد الخوئي يعتقد انه اذا رؤي الهلال قبل الزوال فهو لليلة ‌السابقة.

مع ان السيد الخوئي يصرح في كتابه يقول انما يثبت الشهر في بلدنا اذا رؤي اهلال في بلد آخر يشاركنا في بعض الليل قبل طلوع الشمس، ‌موجود في كلام السيد الخوئي في هذا البحث، راجعوا!. نعم الشيخ الفياضي ينسب الی السيد الخوئي انه كان يقول لا بد من مشاركة بلدنا مع ذلك البلد الذي رؤي فيه الهلال في بعض الليل قبل طلوع الفجر. شيخ جعفر النائيني يؤيد الشيخ الفياضي يقول نعم نحن كنا في لجنة ‌الاستفتاء للسيد الخوئي هكذا كنا نكتب، انا لم أر ما يؤيد كلامهما بل مقتضی مباني السيد الخوئي ان الليل يمتد الی طلوع الشمس و الموجود في تقرير السيد الخوئي عنوان المشاركة ‌في بعض الليل الی طلوع الشمس. علی اي حال‌ ذاك مو مهم، ‌المهم انه من وين جابوا انه الی طلوع الشمس لم ير الهلال في اي مكان، ساعة احدی عشر و نصف حوالي غروب الشمس في برازيل مثلا رؤي الهلال فيثبت الشهر لنا، شيء عجيب، اذا رؤي الهلال قبل الزوال فهو لليلة ‌السابقة يقول السيد الخوئي يعني اذا رؤي الهلال في بلدنا، ‌رؤي الهلال قبل الزوال في بلدنا فهذا يكشف عن كون هذا اليوم اول الشهر بالنسبة الينا و من كان يشاركنا في الليل. شنو علاقة بمن يعيش في برازيل و يری الهلال حوالي غروب الشمس لا قبل الزوال و نحن لا نشاركه و لا في جزء من الليل فيثبت اول الشهر لنا؟ شيء عجيب، مو مهم.

يقول صاحب العروة انا لا اعتقد بان رؤية الهلال قبل الزوال يكشف عن كون هذا اليوم اول الشهر لان هذه رواية التي تعدد السند فيها معرض عنها فلا يعمل بها.

الاسير و المحبوس

و لا بغير ذلك مما يفيد الظن و لو كان قويا الا للاسير و المحبوس، سيأتي حكم الاسير و المحبوس انه يكفي لهما تحصيل الظن القوي.

التطويق

و هناك مطلبان آخران ينبغي التعرض اليهما و لم يتعرض اليهما صاحب العروة:

المطلب الاول:‌ السيد الخوئي يری ان التطويق اي كون الهلال محاطا بالنور دليل ان هذه الليلة هي الليلة ‌الثانية ‌من الشهر و يستند الی رواية معتبرة يعقوب بن يزيد عن محمد بن مرازم عن ابيه عن ابي عبدالله عليه السلام اذا تطوّق الهلال فهو لليلتين و اذا رأيت ظل رأسك فيه فهو لثلاث، ‌ذاك مو مهم، لا كلام لنا فيه، التطويق الله يرحم الشيخ التبريزي كان يقول انا ايضا اعتقد بالتطويق، ‌الشيخ الوحيد يحتاط وجوبا، لكن الشيخ التبريزي انا افتي بان التطويق يكفي لكن معنی كون الهلال مطوقا مو معلوم يعني يتبين الخط الدائري للقمر هذا هو الطوق؟ يعني الخط الدائري لتمام القمر هذا يتبين بنحو و آخر، ‌هذا هو الطوق؟ أو لا، ‌كون الضوء محيطا بنفس الهلال، هذا هو الطوق؟ حيث انه مو معلوم فمن ناحية ‌تطبيقية الشيخ التبريزي كان يقول انا ما اقدر أطبق هذه النظرية التي اعترف بها.

اولا ينبغي الكلام حول نظرية التطويق: المشهور قالوا هذا معرض عنه، ‌كون الهلال ذا طوق دليل علی انه لليلة الثانية هذا معرض عنه و ان نسب الی الشيخ الصدوق ان الهلال اذا كان مطوقا بان كان النور في جميع اطراف القمر كطوق محيط به، هكذا فسر التطويق، ان يكون النور في جميع اطراف القمر كطوق محيط بالقمر مو بالهلال فهو امارة ‌كونه لليلتين فيحكم بان الليلة ‌السابقة هي الليلة ‌الاولی‌ و لو لم ير الهلال فيها و مال اليه المحقق الخراساني في الذخيرة. بل يظهر من الشيخ الطوسي في التهذيب القول به في خصوص ما اذا كان في السماء غيم و نحوه.

السيد الخوئي يقول صاحب الجواهر تعرض لهذه الرواية و ناقش فيها بضعف السند، ‌يا شيخنا يا صاحب الجواهر! سند الصدوق ضعيف الی ابن مرازم، ‌طريقه اليه مجهول، سند الكليني، سند الشيخ الطوسي مو ضعيف، رواه الشيخ الطوسي باسناده عن سعد بن عبدالله عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن مرازم عن ابيه، كلهم ثقات، و هكذا رواه الكليني عن احمد بن ادريس و شيخه الذي هو من الثقات الاجلاء عن محمد بن يحيی‌ الذي هو من الثقات عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن مرازم عن ابيه، شنو اشكال في سند هذه الرواية؟ كما ان اعراض المشهور لا يوجب وهنا في سند الرواية. و لاجل ذلك افتی السيد الخوئي بان التطويق دليل ان اليوم السابق اول الشهر.

ثم تعرض لبحث و هو هل التطويق امارة تعبدية يعني اذا احتملنا قابلية الهلال للرؤية في الليلة ‌السابقة فهنا يعطي دور امارية التطويق أو لا، التطويق امر تكويني واقعي ملازم لكون الهلال لليلة الثانية. يقول السيد الخوئي ليس من البعيد ان نقول بان هذه الرواية التي تقول اذا تطوق الهلال فهو لليلتين اخبار عن امر تكويني. لا تقولون الهلال قطعا مطوق و قطعا لم يمكن رؤية الهلال في الليلة ‌السابقة، مو صحيح إما انت مشتبه في انك تدعي ان الهلال مطوق أو انك مشتبه في انك تدعي انه لم يكن يمكن رؤية الهلال في الليلة ‌السابقة. هكذا يقول السيد الخوئي. يقول و الشاهد علی ذلك ان قوله عليه السلام و اذا رأيت ظل رأسك فيه فهو لثلاث قطعا اخبار عن امر تكويني خارجي لعدم حدوث الظل قبل الثلاث. فبمقتضی السياق التطويق ايضا امر تكويني ملازم لكون الهلال لليلة الثانية.

تاملوا في هذا المطلب الذي لاجله يقول السيد الخوئي انا اعتقد ثبوت الهلال بالتطويق و ان كان علی خلاف المشهور.

هذا هو المطلب الاول الذي ينبغي ان اتكلم عنه.

ذهاب الصدوق في الفقيه بالعدد

و المطلب الثاني الذي يناسب ان تراجعوا انه ذهب الصدوق في الفقيه بالعدد قال شهر رمضان لا ينقص ابدا. انا سامع بعض الجماعات اخيرا تبنّوا، الجماعات التي لا يعتنی بشأنهم، لا اقول يعتنی بشأنهم لكن علی اي حال يؤثرن في نفوس الناس، الصدوق رحمه الله يقول شهر رمضان لا يقل عن ثلاثين يوم كما ان شهر شعبان لا يزيد عن تسعة و عشرين يوما، اك روايات شهر رمضان ثلاثون يوما لا ينقص و الله ابدا، ‌ما صام رسول الله منذ بعثه الله تعلي الی ان قبض اقل من ثلاثين يوما و لا نقص شهر رمضان منذ خلق الله السموات و الارض من ثلاثين يوما و ليلة.

هل هذا الرأي الذي يستند الی بعض الروايات و يعارضها بعض روايات اخری جمعها الشيخ المفيد في الرسالة في الرد علی اصحاب العدد و قال ان شهر رمضان كسائر الشهور قد يتم و قد ينقص‌، هل نظرية الصدوق اولا يمكن تأييدها فقهيا مع ملاحظة الروايات ثم انه هل يمكن تأييدها فلكيا، ‌أليس خلاف الوجدان، شهر رمضان قد ينقص قد يتم، شنو الفرق عن سائر الشهور؟ تاملوا في هذين المطلبين الی الليلة ‌القادمة ان‌ شاء الله.

و الحمد لله رب العالمين.