الدرس 66-271
الأحد – 25 رجب الاصب 46
أعوذ باللّه من الشيطان الرجيم بسم اللّه الرحمن الرحيم الحمد للّه ربّ العالمين و صلی اللّه علی سيّدنا محمّد و آله الطاهرين و لعنة اللّه علی أعدائهم أجمعين.
كان الكلام في طرق ثبوت هلال شهر رمضان و كان الطريق الاول رؤية المكلف.
فقلنا بان هناك بحث مهم و هو انه هل يكفي رؤية الهلال بالعين المسلحة أو لا بد من رؤية الهلال بالعين العادية و المجردة؟ المشهور انه لا بد من رؤية الهلال بالعين المجردة و لكن ذكر جمع من المعاصرين انه يكفي رؤية الهلال بالعين المسلحة منهم الشيخ البهجت و بعض المعاصرين في مجلة كانت تصدر عنهم تسمی بمجلة فقه آل البيت.
حالات القمر
انا قبل ان ادخل في هذا البحث اذكر حال القمر:
القمر يدور حول الارض و لو كانت الارض ثابتة لا تكون لها حركة انتقالية في مدار الشمس. لان للارض حركة وضعية حول نفسها كل 24 ساعة و حركة انتقالية في مدار الشمس و بذلك تتشكل فصول اربعة و ترجع الارض الی الحال السابقة خلال سنة شمسية. لو لم يكن للارض حركة انتقالية بل فرضنا كونها ثابتة في مدار الشمس فالقمر خلال 27 يوما و 7 ساعات و 43 دقيقة و 25 ثانية يصل الی مكانه قبل الشهر و لكن حيث ان للارض حركة انتقالية فتبتعد الارض من مكانها قبل الشهر و لاجل ذلك ينجبر القمر خلال الشهر يجبر هذا الابتعاد الارض عن ذاك المدار السابق و لاجل ذلك يصل القمر الی المكان السابق خلال 29 و 12 ساعة و يسمی هذا بالشهر الهلالي، ذاك الاول يسمی بالشهر النجومي، الشهر الهلالي يعني يصل القمر الی نفس المكان الذي يكون قابلا للرؤية في الشهر الجديد. مدة الشهر الهلالي 29 يوما و 12 ساعة و 44 دقيقة.
آخر الشهر يصير حال التقارن يعني القمر و الشمس يكونان متقارنين و النصف المضيء للقمر الذي يأخذ ضوءه من الشمس يكون في خلاف الارض يعني نحن في الارض لا نراه و لكن حينما يبتعد القمر عن حال التقارن (يبتعد عن الشمس)، كل ما يبتعد النصف المضيء للقمر يتبادل و يتشكل ضوء في جانب النصف الذي من القمر يكون قابلا للرؤية لنا و هذا يسمی بالهلال. و كل ما يبتعد القمر من الشمس فيكون ضوءه اكثر الی ان يصل الی نصف الشهر فيكون نصف القمر المواجه لنا مواجها للشمس و يأخذه من الشمس تماما، يسمی بالبدر. و ليكن معلوم ان القمر ليس له حركة وضعية حول نفسه، دائما يكون نصف معين من القمر مواجه للارض و نصفه الآخر لا نراه ابدا الا اذا ذهبنا مع سفينة فضائية الی القمر و نزلنا علی النصف الذي يكون في خلاف الارض و الا نحن في الارض لا نشاهد الا نصفا معينا من القمر.
هذا النصف في حال التقارن يعني في حال يكون ذاك النصف الذي في خلاف الارض مواجه للشمس، هذا النصف ليس له ضوء حتی نراه. و حينما يبتعد عن حال التقارن يحصل له ضوء شيئا فشيئا و اول حالة حصول الضوء له مما يكون قابل للرؤية يسمی بالهلال، في ليلة السابع يسمی بالتربيع و هكذا.
في حال كون القمر مواجها للشمس بحيث يكون ذاك النصف الذي علی خلاف الارض و ليس مواجها لنا هو القسم المضيء من القمر، قد تقع الارض في ظل القمر و يحصل حال الكسوف يعني يمنع القمر من رؤية نور الشمس فيحصل حال الكسوف و لاجل ذلك دائما يكون كسوف الشمس في آخر الشمس. و في ليالي البدر القسم الذي يواجه الارض هو يكون مضيئا لكن قد يقع القمر في ظل الارض و يكون الارض حاجبا بين القمر و بين ضوء الشمس فيزول ضوء القمر لان الارض منعت بين القمر و بين الشمس، صار القمر في ظل الارض فيحصل حال الخسوف للقمر و لاجل ذلك خسوف القمر دائما يكون في ليالي البدر.
هذه هي حال التي تمضي علی القمر في دورانه حول الارض خلال الشهر.
بعضهم توهموا لقلة علمهم انه حينما يخرج القمر عن حال التقارن يبدأ الشهر الجديد مع انه حتی بالآلات المسلحة كالتلسكوب قد لا يری ضوء للقمر، مجرد ابتعاد القمر عن حال التقارن لا يشكل له ضوءا واضحا حتی يری بالآلات المستحدثة لكن لا بد ان يبتعد القمر بمقدار عن الشمس عن حال التقارن فيتشكل له ضوء يكون قابل للرؤية بالعين المسلحة بالتلسكویات بالطيارة لان راكب الطيارة يصعد في السماء و يری القمر الذي هبت و سقط عن الافق و يری له ضوء و هنا في ايران هكذا يعلنون اول الشهر إما بملاحظة الضوء في اول الشهر للقمر بواسطة التلسكویات التي تطلع علی الهلال بآلاف ضعف ثبت الهلال أو يركبون الطيارة و يصعدون السماء من هناك يقولون شفنا الهلال و الهلال في جو افقهم و بعد ذلك يعلنون انه ثبت الشهر الجديد.
لو كانوا مثل السيد الخوئي يرون ان الهلال اذا رؤي في بلد غربي يكفي ذاك لثبوت الشهر الجديد في البلاد الشرقية التي تتحد مع ذلك البلد و لو في بعض الليل كان في محله اما من يقول بانه لا بد من رؤية الهلال في كل بلد اهنانة خب لا يمكن رؤية الهلال و الذي يركب الطيارة من السماء يعاين الهلال هذا لا يفيد فضلا عن رؤية الهلال في اهواز مثلا الذي هو بلد غربي بالتلسكوپ ثم يعلن لكل مناطق ايران، هذا من الناحية الفقهية لا يتم، انه في مشهد لم يمكن رؤية الهلال حتی بالعين المسلحة. هذا يحتاج الی التدقيق و ان شاء الله يدققون اكثر و لعله يدققون، نحن لا ندري.
الدليل الاول لكفاية رؤية الهلال بالعين المسلحة و النقاش فيه
المهم ان نتكلم هل يكفي رؤية الهلال بالعين المسلحة أو لا؟
نذكر الدليل الاول لمن يقول بكفاية رؤية الهلال بالعين المسلحة و هو الدليل الذي اختاره بعض المعاصرين ممن يعتنی بشأنهم. استدل بكفاية رؤية الهلال بالعين المسلحة بصحيحة علی بن جعفر قال سألته عمن يری هلال شهر رمضان وحده لا يبصره غيره أ له ان يصوم؟ قال اذا لم يشق فيه فليصم وحده و الا يصوم مع الناس اذا صاموا. يقول هذا الاطلاق يشمل من كان له عين غير متعارفة، بعض الناس عيونهم قوية فوق المتعارف، لعل هذا الشخص عينه تبصر ما لها يراه غيره، يعاين الافق و لا احد يشوف. يقول شوفوا هذا الهلال! انت ما تشوف؟ يقول صديقه انا ما اشوف، انت اعمي ما اشوف؟ لا انا مو اعمي انت بصرك في الدنيا حديد، بعض الناس بالآخرة يصير بصرهم حديد انت بالدنيا صار بصرك حديد. و حينئذ نقول ایّ فرق بين هذا الانسان الذي عينه فوق المتعارف و حسب صحيحة علی بن جعفر هو رأی الهلال فيصوم و بين ذاك الذي عنده تلسكوپ يعاين الهلال هو ايضا يصوم لعدم احتمال الفرق.
هذا اهم من الدليل الثاني الذي نذكره حيث استدلوا باطلاق صم للرؤية و افطر للرؤية و لاجل ذلك جعلت ذاك الدليل الثاني اي التمسك باطلاق صم للرؤية و افطر للرؤية جعلته كالدليل الثاني و جعلت هذا الدليل كالدليل الاول.
و لكن هذا الدليل لا يتم ابدا، مع كمال احترامنا لهذا القائل لا نقبل كلامه هنا ابدا. و ذلك لعدة اشكالات:
الاشكال الاول: الموضوع في هذه الصحيحة من يری الهلال و كما صرح السيد الخوئي الهلال اسم لحالة تمضي علی القمر يتشكل فيه ضوء قابل للرؤية لعامة الناس.
الضوء الذي لا يمكن ان يری الا بالتلسكوپات يكون نظير انت تروح للمختبر، في المختبر يستخدمون ميكرسوبات، يقولون اشكد تحت اظفارك بذر دم، هذا الدم ذاك الدم هذا قذر آخر، تقول كل انا ما اشوف، يقولون تعال شوف من هذه الآلة ميكرسوب، شوف عاين!، من تعاين تستقذر ايدك، انا اكلت بيدي الطعام اليوم، اشلون هذا؟ هذا الدم، ذاك تكرمون شيئا آخر تحت الاظفار. لكن العرف هل سمی ذاك بالدم؟ نعم من باب المسامحة و التجوز ذاك اب المختبر يقول في ايدك دم و قذر آخر لكن هذا من باب التجوز و الا العرف لم يسم هذا بالدم لم يسم ذاك بالقذر الآخر.
كما ذكر السيد الخوئي رحمة الله عليه في هذا البحث الهلال لم يوضع الا لمقدار من ضوء القمر يكون قابل للرؤية بالعين العادية. يسألونك عن الاهلة قل هي مواقيت للناس، هذا الذي ما يقدر احد يشوفه الا بعد مئات سنة، هذا هو ميقات للناس؟ ذاك ابدا ما يمكن يری، هذا ميقات للناس؟ فالهلال لم يوضع الا لمقدار من ضوء القمر يكون قابل للرؤية بالعين العادية. و لا اقل من الشك، حتی لو تشك في سعة المفهوم، لا اقل تشك فتشك في انطباق صحيحة علی بن جعفر عليه، الرجل يری الهلال، مثل مذكور: الرجل يری الدم في الطعام لا يراه غيره، جافة واحد ميكروسكوپ قال انا اشوف الدم، يا ابه هذا مو دم، لا اقل من الشك في صدق مفهوم الدم عليه، لان الناس وضعوا هذا اللفظ لمفهوم قابل للحس.
الاشكال الثاني: لو كان المقصود في هذه الصحيحة الانسان الذي يكون خارج عن المتعارف في حدّة نظره و قوة بصره لكان ينبغي للسائل ان ينبّه عليه فحينما يقول لا يبصره غيره لا يعني ان الآخرين في مستوی المتعارف هذا فوق المتعارف و الا لكان يجب ان ينبه عليه.
الاشكال الثالث: افرض ان الذي له عين زائدة علی المتعارف هو يكتفي بما رآه، ما هو وجه الغاء الخصوصية عن هذا الذي لو فرض كونه فوق المتعارف، فوق المتعارف بدرجات، تلغون الخصوصية عنه الی التلسكوپ الذي هو فوق المتعارف بآلاف ضعف، شنو هذا الالغاء للخصوصية.
و الاشكال الرابع و الاخير: لو فرضنا ان هذه الصحيحة تامة دلالة لكنها معارضة لصحيحة اخری اقرأها عليكم تاملوا فيها: صحيحة معمر بن خلاد قال كنت جالسا عند ابي الحسن عليه السلام الامام الكاظم عليه السلام آخر يوم شعبان و لم يكن هو صائما فاتوه لمائدة فقال ادنُ و كان ذلك بعد العصر فقلت له جعلت فداك صمت اليوم قال و لمَ؟ قلت جاء عن ابي عبدالله عليه السلام في اليوم الذي يشك فيه انه من رمضان انه قال يوم وفّق له يعني اذا يصوم بعنوان التطوع فلو كان في الواقع اول رمضان يجزئه قال عليه السلام انما ذلك اذا كان لا يعلم هو من شعبان أو من شهر رمضان. نعم صحيح، لكن موضوع هذا الحديث يوم الشك فاما و ليس علة و لا شبهة فلا، يعني اليوم مو يوم الشك لانه ماكو غيم، ماكو علة في السماء، الجو صافي، حاولنا نستهل نشوف الهلال فما شفنا، يعني نطمئن بعدم الهلال في الافق، هذا مو يوم الشك، فاما و ليس علة و لا شبهة فلا، يعني هذا مو يوم الشك، يوم الشك اليوم الذي كان مغيم، غبار في الافق اما الجو صافي، الجماعة راحوا استهلوا و لا شافوا الهلال، نطمئن انه ماكو هلال في الافق، الذي يدعي كفاية الرؤية بالعين المسلحة يمكنه ان يتكلم هذا الكلام؟ لانه يقال يا سيدنا يابن رسول الله هسة اصلا لم يخترع التلسكوبات، هل تخترع التلسكوبات، ذاك الوقت تشوفون اك هلال في الافق. فهذا يعني ان الهلال الذي يكون موضوعا لشروع الشهر الجديد هو الهلال الذي يری في العين العادية و قد لا يری لغيم و غبار و نحو ذلك.
هذه الصحيحة إما مخصصة لصحيحة علی بن جعفر كما هو الصحيح لو تم اطلاقها أو معارضة معها و بعد ذلك يرجع الی القاعدة الاولية فما ذكره بعض المعاصرين و نقل عنه في مجلة فقه اهل البيت الجزء 31 صفحة 64 ليس تاما و لم يكن ينبغي ان يصدر من مثله.
و بقية الكلام في الليلة القادمة ان شاء الله.