الدرس 64-269
الإثنين – 19 رجب الاصب 46
أعوذ باللّه من الشيطان الرجيم بسم اللّه الرحمن الرحيم الحمد للّه ربّ العالمين و صلی اللّه علی سيّدنا محمّد و آله الطاهرين و لعنة اللّه علی أعدائهم أجمعين.
كلام السيد الزنجاني فيما لو استمر العذر للحامل المقرب أو المرضع الی السنة القادمة
كان الكلام في مطلب، نقل عن السيد الزنجاني من انه لو استمر العذر للحامل المقرب أو المرضع القليلة اللبن الی السنة القادمة فلا يجب عليهما القضاء و نقل عنه انه قال لا دليل علی القضاء الا في السنة الاولی الا فيما قام دليل علی بقاء وجوب القضاء في السنوات اللاحقة كالمتعمد الذي افطر متعمدا و لم يقضه أو تمرض و افطر لعذر في شهر رمضان و تمكن من القضاء بعد ذلك و لم يقضه. لكنه ذكر في المسافر بسفر ضروري انه تمرض و لم يتمكن من القضاء لا قضاء عليه، سافر في شهر رمضان بعد ذلك اراد ان يقضي ما فاته فلم يتمكن لمرض لا يجب عليه القضاء و انما يجب عليه الفدية اذا استمر مرضه الی شهر رمضان القادم. و اما اذا استمر سفره الضروري هنا يجب عليه القضاء في السنوات الاخری.
و اجاب عن رواية العلل التي تقول اذا مرض الرجل أو سافر في شهر رمضان فلم يخرج من سفره أو لم يقض من مرضه حتی يدخل عليه شهر رمضان الآخر وجب عليه الفداء و سقط القضاء. يقول السيد الزنجاني هذا لا يمكن الالتزام به. ان من سافر سفرا ضروريا فافطر في شهر رمضان و لم يتمكن من الاقامة في مكان حتی يقضي ذلك الصوم لا يجب عليه القضاء حسب رواية العلل لا يمكن الالتزام به و حتی الصدوق الذي روی هذه الرواية لم يتلزم به لانه في ذيل هذه الرواية يقول قيل لان ذلك الصوم انما وجب عليه في تلك السنة في هذا الشهر فاما الذي لم يفق فلانه مر عليه السنة وقد غلب الله عليه فلم يجعل له السبيل الی اداءها يعني خص الجواب بخصوص المريض الذي لم يفق من مرضه دون المسافر، السؤال كان بالنسبة الی المريض الذي استمر مرضه الی السنة القادمة و المسافر الذي استمر سفره الی السنة القادمة لكن في الجواب الامام حسب هذه الرواية خص الجواب بالمريض الذي لم يبرأ من مرضه الی السنة القادمة. مضافا الی انه ورد في صحيحتين ان من سافر في شهر رمضان فمات يقضي عنه وليه و لا يعقل كما ذكر السيد الحكيم في المستمسك ان نقول بانه اذا مات من سافر في شهر رمضان في سفره وجب عليه وليه القضاء و لكنه هو لو استمر به السفر الی السنة القادمة لا يجب عليه القضاء. اذا مات يجب علی وليه القضاء اذا هو بقي حيا الی السنة القادمة مع استمرار سفره الضروري لا يجب عليه القضا. هذا غريب.
لكن انتم ترون ان هاتين الروايتين ليستا من مورد السفر الضروري. في امرأة مرضت في شهر رمضان أو طمثت أو سافرت فماتت قبل ان يخرج رمضان هل يقضی عنه قال اما الطمث و المرض فلا و اما السفر فنعم. لعل السفر كان سفر اختياري بينما ان رواية فضل بن شاذان بقرينة ما غلب الله عليه فهو اولي بالعذر تحمل علی السفر الاضطراري. الا ان المهم ان رواية فضل بن شاذان كما ذكر السيد الزنجاني مبتلاة بالاضطراب لم يذكر في الجواب حكم المسافر بل ذكر حكم المريض فقط.
الاشكال الاول في اعتبار کتاب العلل (السيد الخوئي)
المهم ان السند لرواية الفضل هنا اشكالان اساسيان علی روايات كتاب العلل لفضل بن شاذان و هكذا روايات كتاب محض الاسلام للفضل بن شاذان:
الاشكال الاول ما ذكره جماعة منهم السيد الخوئي ان سند الصدوق الی كتاب العلل مشتمل علی عبدالواحد بن محمد بن عبدوس و علی علي بن محمد بن قتيبة و لم يثبت وثاقتهما و ذكر السيد الخوئي انه يوجد سند آخر للصدوق ذكره في كتاب عيون اخبار الرضا و لكن ذاك السند ايضا ضعيف لانه يشتمل علی جعفر بن نعيم بن شاذان و محمد بن شاذان و هما ايضا مجهولان.
النقاش
نحن اجنبا عن هذا الاشكال قلنا بان هناك طريقا ثالثا و هو ما ذكره الشيخ الطوسي في الفهرست حيث ذكر في ترجمة الفضل بن شاذان له كتب و مصنفات منها كتاب العلل اخبرنا برواياته و كتبه ابوعبدالله المفيد، الشيخ المفيد، عن الصدوق عن حمزة بن محمد العلوي عن قنبر بن علی بن شاذان عن ابيه عن الفضل بن شاذان. ثلاث طرق افرض طرق مجهولة أ لا تورث الوثوق بعدم كذب الجميع، يعني الناس كلهم كذابين؟ ميصير هكذا.
هذا اولا. و ثانيا: يمكن اثبات وثاقة عبدالواحد بن محمد بن عبدوس لان الشيخ الصدوق اكثر الرواية عنه و ترضی له كثيرا. السيد الخوئي ركّز علی مطلب يكرره دائما يقول اولا: الترضي قد يصير الانسان يترضی علی فاسق. ميخالف، الظاهر العرفي لترضي الصدوق لشيخ من مشايخه خصوصا اذا تكرر منه الظاهر العرفي منه انه يری جلالته. يقول السيد الخوئي في مشايخ الصدوق كان رجلا يسمی بالضبّي، كثير النصب، كان يقول اللهم صل علی محمد فردا أو اللهم صل علی محمد فقط. خب ذاك الملعون الصدوق لم يترض عليه و انما ذكر حديثا من طريقه في فضائل اميرالمؤمنين عليه السلام و الفضل ما شهدت به الاعداء. هذا مضافا الی انه يؤيد وثاقة عبدالواحد بن عبدوس بتوثيق بعض المتاخرين له.
اما علی بن محمد بن قتيبة، ان قبلنا توثيق العلامة الحلي كما ذكر السيد السيستاني في كتاب لاضرر من انه لا فرق بين توثيق العلامة الحلي و توثيق الشيخ الطوسي و النجاشي، فهو و ان لم نقبل ذلك كما لا يقبله السيد الخوئي و يری ان توثيقات العلامة الحلي تنشأ من الحدس و الاجتهاد فيمكن ان نوثق علی بن محمد بن قتيبة بما ذكره الصدوق في عيون اخبار الرضا قال الاصح عندي ما رواه عبدالواحد بن عبدوس عن علی بن محمد بن قتيبة. ذكر طريقين و قال هذا الذي رواه عبدالواحد بن عبدوس عن علی بن محمد بن قتيبة اصح عندي و ان كان يحتمل ان يكون منشأ كلامه النظر الی متن الرواية لا سند الرواية و هكذا قد يدعی وثاقة ابن قتيبة كما ذكره السيد الزنجاني بكون احمد بن ادريس القمي الذي كان من الاجلاء روی كتاب ابن قتيبة و لم يتهم بانه يروي كتاب واحد من الضعفاء. ان تم هذا الوجه فيثبت وثاقة ابن قتيبة ايضا كما اثبتنا وثاقة عبدالواحد بن عبدوس. و المهم ما ذكرناه اولا من وجود ثلاث طرق الی كتاب العلل لفضل بن شاذان.
الاشكال الثاني (السيد السيستاني)
الاشكال الثاني اشكال السيد السيستاني. يقول: اصلا توجد قرائن داخلية و خارجية علی ان هذا الكتاب كتاب ألّفه شخص و نسبه الی الفضل بن شاذان و الا فالفضل بن شاذان ليس ممن يحتمل في حقه انه عاشر الامام الرضا عليه السلام و سمع منه مرة بعد مرة هذه المطالب. اما القرائن الداخلية يقول طالعوا، كتاب العلل لفضل بن شاذان موجود في علل الشرايع و عيون اخبار الرضا، شوفوا! يقول ان قال قائل فاخبرني لم كلف الخلق قيل لعلل فان قال فاخبرني عن تلك العلل معروفة هي ام غير معروفة قيل بل هي معروفة موجودة عند اهلها فان قال أ تعرفونها انتم ام لا تعرفونها قيل لهم منها ما نعرفه و منها لا نعرفه. يعني معقولة هكذا؟ الامام الرضا يقول علل التكليف للخلق موجودة و معروفة لاهلها و لكن نحن نعرف بعض تلك العل و قد لا نعرف بعضا آخر، معقولة هكذا؟
القرينة الثانية: نفس هذا التعبير فان قال قائل قيل له، هذا تعبير المصنفين لا يناسب الامام عليه السلام هذا التعبير.
القرينة الثالثة: يقول روي عن بعض الائمة عليهم السلام، الامام الرضا هكذا يقول روي عن بعض الائمة؟ انه قال ليس من ميت يموت الا خرجت منه الجنابة فلذلك وجب الغسل. اولا: هذا التعبير انه روي عن بعض الائمة لا يتناسب صدوره من الامام الرضا عليه السلام، روي يعني لا ندري، الناس يقولون. و المطلب ايضا مطلب غير صحيح، كل من يموت يخرج منه المني قبل موته، الصبي الذي يموت يخرج منه المني قبل موته؟ حتی البالغين اذا مات انتم شوفون يتلوث ثوبه بشيء من المني؟
القرينة الرابعة: ما ورد في هذه الرسالة: فان قيل فلمَ لا يجب الغسل علی من مس شيئا من الاموات من غير الانسان كالطير و البهائم و السباع قيل لان هذه الاشياء كلها ملبّسة ريشا و صوفا و شعرا أو وبرا و هذا كله ذكي و لا يموت. ليش انت حينما تمس الطير الميت ما يجب عليك غسل مس الميت لانك تمس الريش منه، افرض لو نتف ريشه و لمست لحمه يجب عليك غسل مس الميت؟
القرينة الخامسة: ورد فيها: فان قيل فلمَ غيّرت اي صلاة الكسوف عن اصل الصلاة اي جعل فيه خمس ركعات في كل ركعة قيل لانها صلاة لعلة تغير امر من الامور فلما تغيرت العلة تغير المعلول. صلاة الصبح ايضا علتها طلوع الفجر، صلاة الظهرين ايضا علتها زوال الشمس، صلاة المغرب و العشاء علتها غروب الشمس، فاذا تغيرت العلل لماذا لم يتغير المعلول؟ لم يزد الركوع فيها. كل ركعة فيها ركوع في كل هذه الصلوات مع تغير العلل.
القرينة السادسة : نفس الصدوق قال بعد ما نقل عبارة من كتاب العلل لفضل بن شاذان: غلط الفضل لان الفضل قال الاستنجاء بالماء فرض، يقول الصدوق قال مصنف هذا الكتاب غلط الفضل، الاستنجاء ليس بفرض و انما هو سنة رجعنا الی كلام الفضل، نفس الصدوق يعتبر هذا الكتاب كلام الفضل. و هكذا في مورد آخر ذكر هذا التعبير.
فهذه قرائن داخلية تشهد بان هذا الكتاب كما قال الصدوق كتاب الفضل و ليس كتاب حديث مروي عن الامام الرضا عليه السلام.
اما الشواهد الخارجية يقول السيد السيستاني اقرأوا احوال الفضل بن شاذان، اصلا هل يتناسب تاريخه ان يدرك الامام الرضا فترة طويلة و يجالسه و يسمع منه مرة بعد مرة هذه الروايات؟ ثم يذكر كلمات: الاول: يقول: النجاشي قال: الفضل بن شاذان كان ابوه من اصحاب يونس و روی عن ابي جعفر الثاني، الامام الجواد عليه السلام، و قيل الرضا ايضا. كان ابوه من اصحاب يونس و روی يعني روی ابوه عن ابي جعفر الثاني و قيل الرضا عليه السلام و ظاهره ان والد الفضل كان من اصحاب الامام الجواد عليه السلام فكيف يكون ابنه من اصحاب الرضا عليه السلام.
الكلام الثاني للشيخ الطوسي يقول في رجاله الفضل بن شاذان من اصحاب الامام الهادي عليه السلام و يقول في موضع آخر من اصحاب الامام العسكري عليه السلام. اصلا لم يذكره من اصحاب الامام الجواد عليه السلام في رجاله فضلا ان يكون من اصحاب الامام الرضا عليه السلام.
الكلام الثالث: يقول: ذكر النجاشي في رجاله انه قال ابوعمرو قال الفضل بن شاذان انا ذهبت الی الكوفة و قالوا ان شيخا عابدا يقال له ابن فضال في الجبل فاعجبني قلت من هذا قالوا هذا الحسن بن علی بن الفضال. يقول الفضل بن شاذان: هذا الشيخ كان يكرمني و يجيء الیّ و انا حدث غلام و هو شيخ. يقول السيد السيستاني: شوفوا! فضل بن شاذان في ايام شبابه كان معاصرا مع الحسن بن علی الفضال و هو شيخ، هذا الحسن بن علی الفضال توفی بعد 23 سنة من وفاة الامام الرضا عليه السلام. متي صار شيخا؟ بعد وفاة الامام الرضا لانه توفی بعد 23 سنة من ايام وفاة الامام الرضا عليه السلام. فضل بن شاذان يقول حينما ادركت الحسن بن علی بن الفضال هو كان شيخا و انا حدث غلام، هل يناسب ان نقول بان فضل بن شاذان ادرك الامام الرضا و سمع منه احاديث كثيرة؟ اشوقت ادرك الامام الرضا؟ هو ايام شيخوخة الحسن بن الفضال الذي توفی بن الفضال بعد 23 سنة من وفاة الامام الرضا يعبر عن نفسه باني حدث غلام و هذا شيخ، اشوقت فضل بن شاذان ادرك الامام الرضا عليه السلام و سمع منه احاديث كثيرة؟
الكلام الاخير الذي استشهد به السيد السيستاني علی ان فضل بن شاذان اصلا لم يدرك الامام الرضا عليه السلام فكيف يسمع منه احاديث كثيرة، ينقل عن سهل بن البحر الفارسي قال سمعت الفضل بن شاذان آخر عهده يقول انا خلف لمن مضی ادركت محمد بن ابي عمير و صفوان و غيرهما و حملت عنهم منذ خمسين سنة، انا خلف لهم، يقول السيد السيستاني فضل بن شاذان يباهي بانه ادرك محمد بن ابي عمير و صفوان فلو كان ادرك الامام الرضا أ لم يكن من الافضل ان يباهي باني ادركت الامام الرضا؟ هو لم يذكر نفسه كخلف عن يونس، قال انا ادركت محمد بن ابي عمير و صفوان و حملت عنهم و مضی هشام و كان يونس خلفه و مضی يونس و لم يخلف غير السكاك و انا خلف لهم من بعدهم، مو خلف بلا واسطة ليونس. يعني هو لم يدرك يونس و من لم يدرك يونس بن عبدالرحمن الذي توفی بعد الامام الرضا عليه السلام كيف يدرك الامام الرضا؟
هذا محصل كلمات السيد السيستاني في ان كتاب العلل لفضل بن شاذان كتاب مزوّر و الا شأن الفضل بن شاذان اجل من يزور شيئا علی الامام الرضا عليه السلام، المزور من هو؟ ما ندري. زوروه و نقلوا عن الفضل بن شاذان ان كل ما ذكرته في هذا الكتاب فانما سمعته عن مولاي الامام الرضا مرة بعد مرة و شيئا بعد شيء. كله كذب. فلا اساس لهذا الكتاب و السلام عليكم و رحمة الله. شوفوا ان شاء الله في الليلة القادمة هذا الاشكال الظريف للسيد السيستاني قابل للجواب ام لا.
و الحمد لله رب العالمين.