دانلود فایل صوتی 250429_2052 250429_2052
دانلود فایل خام 96-14461101 96-14461101

فهرست مطالب

فهرست مطالب

پخش صوت

250429_2052

الدرس 96-301

الثلاثاء – 1 ذيقعدة الحرام 46

 

أعوذ باللّه من الشيطان الرجيم بسم اللّه الرحمن الرحيم الحمد للّه ربّ العالمين و صلی اللّه علی سيّدنا محمّد و آله الطاهرين و لعنة اللّه علی أعدائهم أجمعين.

 

تتمة البحث عن شواهد السيد السيستاني في‌ الايراد علی السيد الخوئي

كان الكلام في الشواهد التي استشهد بها السيد السيستاني في الرد علی نظرية السيد الخوئي في انه اذا رؤي الهلال في بلد فيكفي ذلك لثبوت الشهر الجديد في اي بلد آخر بشرط اشتراكهما و لو في جزء يسير من الليل.

الشاهد الرابع رواية معمر بن خلاد

وصلنا الی الشاهد الرابع و هو رواية معمر بن خلاد. السيد السيستاني ناقش في سند هذه الرواية و لاجل ذلك قال هذا شاهد و ليس دليلا، فقال لم ينقل الشيخ الطوسي في التهذيب عن معمر بن خلاد مباشرة الا هذه الرواية و من البعيد جدا ان يكون كتاب معمر بن خلاد عند الشيخ الطوسي و لا يروي عنه الا هذه الرواية و من الغريب جدا ان تكون هذه الرواية عن معمر معلقة علی رواية سابقة عليها رقمها 33، ‌هذه الرواية ‌رقمها 45، تلك الرواية ‌التي رقمها 33 كان في سندها اشكال، علی بن محمد بن يعقوب لم يوثق، ففي هذه الرواية ‌التي رقمها 45 من الغريب جدا ان يكون السند فيها معلقا، التعليق بمعنی انه يذكر سند الی شخص ثم لا يكرؤية بصراحة مثلا يقول علی بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابي عمير ، مثلا بعد ذلك يقول: ابن ابي عمير، اذا كان بلا فاصل واضح انه تعليق اما اذا فصّل بينهما عدة روايات فهنا يحتاج الی قرائن حتی نقول بان هذا يقوی في الذهن انه يكون في سندها تعليق لا علی الرواية ‌السابقة بل علی رواية قبلها بفاصل اكثر من عشر روايات.

يقول معمر: كنت جالسا عند ابي الحسن عليه السلام آخر يوم من شعبان فلم أره صائما فأتوه بمائدة فقال ادنُ و كان ذلك بعد العصر قلت له جعلت فداك! صمت اليوم فقال لي و لم قلت جاء عن ابي عبدالله عليه السلام في اليوم الذي يشك فيه انه قال يوم وفق الله له قال عليه السلام أ ليس تدرون انما ذلك اذا كان لا يعلم أ هو من شعبان ام من شهر رمضان فصامه الرجل و كان من شهر رمضان كان يوما وفق الله له فاما و ليس علة و لا شبهة فلا.

يقال بانه بناءا علی رأي السيد الخوئي لم يكن في السماء علة و لم ير الهلال هذا لا يعني ان هذا ليس يوم شك انه من آخر شعبان أو اول رمضان، يكفي في كون هذا اليوم يوم شك احتمال انه سيری الهلال بعد ساعات طويلة و قبل طلوع الشمس في بلدنا سيری الهلال في بلد غربي كامريكا، احتمال ذلك كافي في ان يكون هذا اليوم يوم شك فلماذا قال الامام عليه السلام هذا ليس يوم شك لانه لم ير الهلال مع كون الجو صافيا. هذا يبطل نظرية السيد الخوئي.

السيد السيستاني لم يناقش في دلالة ‌هذه الرواية ‌و انما ناقش في سندها و السيد الخوئي لا يناقش في سندها لانه يری انه يكفي ان يكون للشيخ الطوسي في الفهرست طريق صحيح الی معمر بن خلاد.

طرحت اشكالا و هو انه قد يقال بان الامام لم ينف انه يحتمل ثبوتا ان هذا اليوم اول رمضان و انما نفی مرتبة من يوم الشك تلك المرتبة موضوع لاستحباب الصوم بقصد القربة المطلقة كي يكون مصداقا لقوله عليه السلام يوم وفق الله له أو يقال بان الامام لاحظ الجو في ذاك الزمان، من يعاين الافق و لا يری الهلال و الجو صافي يحصل له العلم بانه ليس غدا اول رمضان فبالنسبة اليه ليس يوم شك.

انصافا هذا الاحتمال غريب و بعيد. الامام لم يتكلم بلسان هذا السائل، الامام تكلم عن الواقع، الامام الذي يعرف كل شيء الامام الذي يعلم بانه اذا رؤي الهلال في بلد غربي فيكفي ذلك في ثبوت الشهر الجديد في بلده و ان لم يعمِل علم الغيب و لكنه يحتمل انه سيری الهلال في بلد غربي، كيف يقول هذا ليس يوم شك؟ افرض ان معمر لم يكن شاكا لكن الامام لم يكن كلامه ناظرا الی معمر، قال هذا اليوم ليس يوم شك يعني انا ايضا لم اشك لان الجو كان صافي و لم يری الهلال. بل بالعكس، ‌لعل معمر كان شاك لانه ما كان ملتفت الی انه الجو صافي و لم ير الهلال، الامام نبّالهلال قال الجو صافي لم ير الهلال هذا اليوم ليس يوم شك.

و اما ان نقول يوم الشك علی قسمين: قسم يكون السماء مغيم، هذا القسم موضوع لاستحباب الصوم بقصد القربة المطلقة و يكون يوم وفق الله له و اما اذا كان يوم الشك و لكن الجو صافي و لم ير الهلال هذا ليس موضوعا لاستحباب الصوم بقصد القربة المطلقة و ليس موضوعا لقوله يوم وفق الله له. هذا خلاف الفهم العرفي جدا. اقرأ الرواية: الامام قال لم صمت اليوم، حينما أمره الامام ان يتقدم و يأكل من الطعام قال صمت اليوم فقال الامام له و لم قلت جاء عن ابي عبدالله عليه السلام في اليوم الذي يشك فيه انه قال يوم وفق الله له قال أ ليس تدرون انما ذلك اذا كان لا يعلم أ هو من شعبان ام من شهر رمضان؟ فاما و ليس علة و لا شبهة فلا، يعني هذا اليوم ليس يوم شك لانه لم يكن في السماء غيم و الناس يستهلوا كما هو عادتهم و لم يروا الهلال فيعلم انه هذا ليس اول رمضان ليس يوم شك. فالانصاف ان دلالة ‌هذه الرواية ‌قوية ‌في رد نظرية السيد الخوئي.

اللهم الا ان يقال بان للرؤية موضوعية امريكا في ذاك الوقت ما كانت مسكونة فلم يكن ير الهلال هناك في المجتمع البشري و لرؤية الانسان للهلال موضوعية. اولا: ليش رحت الی مكان بعيد امريكا، أ لم يكن من المحتمل ان يری الهلال في افريقيا؟ افريقيا كانت قارة مسكونة في ذاك الزمان. مضافا الی ان احتمال موضوعية للرؤية خلاف الظاهر جدا لان الظاهر رؤية الطريقية المحضة الی كشف الواقع. فاذن هذا الشاهد الرابع تام.

الشاهد الخامس معتبرة محمد بن عيسی

الشاهد الخامس معتبرة محمد بن عيسی، قرأنا هذه المعتبرة سابقا، يقول كتب اليه ابوعمرو اخبرني يا مولاي انه ربما اشكل علينا هلال شهر رمضان فلا نراه و نری‌ السماء ليس فيها علة، في بغداد السماء كان صافي، الجو صافي، لم نر الهلال و لاجل ذلك لم نصم اول الشهر و يقول قوم من الحسّاب قبلنا انه يری في تلك الليلة بمصر و الافريقيا و الاندلس فهل يجوز يا مولاي ما يقول الحساب في هذا الباب حتی يختلف الفرض علی اهل الامصار فيكون صومهم خلاف صومنا و فطرهم خلاف فطرنا، ‌شوفوا!‌ المرتكز في ذهن السامع: ان كان قول الحساب صادقا في انه يری‌ الهلال في افريقيا و مصر و الاندلس فيجب عليهم الصوم و لا يجب علينا و نحن في بغداد ان نصوم لاننا لم نر الهلال، هذا كان مرتكز في ذهنه يعني رأي المشهور كان مرتكز في ذهنه‌ و الامام لم ينبّالهلال علی بطلان هذا المرتكز و ان الصحيح انه ان كان قول الحسّاب صادقا و انه يری الهلال في مصر و افريقيا و الاندلس فليش تقول يكون صومهم علی خلاف صومنا فطرهم علی خلاف فطرنا، ‌بالعكس، ‌لا بد ان تصوم انتم ايضا، ‌اذا احرزتم انه سيری الهلال في افريقيا لكن الامام لم ينبالهلال علی ذلك.

يقول السيد السيستاني ان قلت: الامام حينما قال له لا تصومنّ الشك يعني اذا كنت تتيقن فصم، هذا السائل كان شاكا في اي شيء؟‌ هذا السائل لم يكن شاكا في امكانية رؤية الهلال في بغداد لانه قال نری السماء ليست فيها علة و لا نری الهلال فشكه كان في ان قول الحسّاب صحيح أو مو صحيح و انه سيری الهلال في افريقيا و مصر و الاندلس ام لا، ‌هذا كان موضع شك السائل فالامام حينما يقول له لا تصومنّ‌ الشك يعني ما دمت شاكا في ان قول الحسّاب صادق ام لا فلا تصم يعني اذا تيقنت ان قول الحسّاب صادق و صحيح فصم فيقال هذا بالعكس، مؤيد لرأي السيد الخوئي لا انه مخرب له.

حاصل الاشكال علی السيد السيستاني، ‌يقال: هذا السائل في سؤاله لم يفرض شكا الا في شيء واحد و هو انه انا شاك هل كلام قوم من الحساب انه سيری الهلال في مصر مثلا صحيح أو ليس بصحيح هذا هو الذي يشك فيه. الامام حينما يقول له لا تصومنّ الشك يعني ما دمت شاكا في صدق هؤلاء فلا تصم يعني اذا تيقنت بانهم صادقون فصم، اذا تيقنت بانهم صادقون في انه يری الهلال في افريقيا و مصر و الاندليس فانت في بغداد ايضا صم. هذا مؤيد لنظرية ‌السيد الخوئي.

السيد السيستاني يقول هذا الكلام ضعيف. ليش؟ لان معنی ذلك ان الامام بقوله لا تصومنّ الشك اراد ان يبيّن خطأ السائل حينما كان بانيا علی انه ان كان قول الحسّاب صادقا فيختلف فرضهم عن فرضنا، كان بانيا علی مذهب المشهور، الامام يقول له لا تصومنّ الشك و يريد بذلك استنكار مرتكزه و تبيين خطأه و انه اذا كان قول الحساب صحيحا في انه يری الهلال في مصر و الاندلس و افريقيا فلا بد لاهل بغداد ايضا ان يصوموا، هذا خلاف الظاهر جدا، ان الامام بقوله لا تصومن الشك ينبّه السائل علی بطلان مرتكزه.

ثم يقول السيد السيستاني الاقرب ان يقال: الامام حيث كان متحذرا من ان يتكلم بكلام يستفاده منه تأييد اقوال علماء الحساب و الفلك لانه كان يقول شهر رمضان ليس بالتظني و لا بالرأي و انما بالرؤية، الرأي شنو؟ هو رأي هؤلاء المنجمين، السائل قال ربما اشكل علينا هلال رمضان لا تقولوا السائل لم يفرض انه شاك في قابلية الهلال للرؤية في بغداد، لا، كان شاكا، قال الجو كان صافي، مجرد صفاء الجو لا يوجب العلم بعدم قابلية الهلال للرؤية لانه قد يكون الهلال ضعيف و قريب من مغرب الشمس و لا يمكث في الافق الا دقائق و يغيب، الجو صافي لكن مكث الهلال في الافق قد يكون قصيرا جدا و ضوء الهلال قليلا جدا فهنا يشكل الهلال، ربما اشكل علينا هلال رمضان بهذا المعنی لا اننا نطمئن بانه لم يكن يمكن رؤية الهلال في بغداد، لا، نحتمل في هذا الجو الصافي لم نر الهلال و كان موجودا، ليش لم نر الهلال لان الهلال كان ضعيف و قريب من مغرب الشمس بحيث يسقط عن الافق بعد دقائق، خلال هذه الدقائق و الهلال كان ضعيف كثير من الناس ما يقدرون يشوفون الهلال. فالامام قال انت اشكل عليك هلال شهر رمضان في بغداد فانت شاك اقول لك لا تصومنّ الشك و عدم تنبيه هذا السائل علی بطلان مرتكزه في انه اذا رؤي الهلال في مصر فيجب عليهم الصوم و لا يجب علی اهل بغداد الصوم عدم تنبيالهلال علی بطلان هذا المرتكز قد يكون كاشف عن تأييد الامام لهذا المرتكز الموافق للمشهور.

هذه الرواية من الروايات التي تقبل الاستدلال من كلی الطرفين. السيد ابوتراب الخوانساري استدل بهذه الرواية علی صحة مذهبه المخالف للمشهور قال: الامام عليه السلام قال له لا تصومنّ الشك يعني انت شاك في صدق هؤلاء الحساب ايضا انك شاك لا تصم، اذا كنت مطمئن بانهم صادقون في قولهم انه يری الهلال في مصر فانت ايضا في بغداد صم. هكذا كان السيد ابوتراب الخوانساري يستدل بهذه الرواية لصالح مذهبه المخالف للمشهور. السيد السيستاني يقول: لا، هذه الرواية ‌يمكن ان يقال يعد كلام الامام فيها و عدم تعرض الامام لبيان بطلان مرتكز السائل دليلا علی ان الامام أيّد هذا السائل في مرتكزه و هو انه اذا لم ير الهلال في بغداد و رؤي في مصر فيختلف فرض اهل بغداد عن اهل مصر.

تاملوا في هذه الشواهد الخمسة و بقية المطالب ان شاء الله الی ليلة الاحد.

و الحمد لله رب العالمين.