الدرس 90-295
الأحد – 21 شوال المكرم 46
أعوذ باللّه من الشيطان الرجيم بسم اللّه الرحمن
الرحيم الحمد للّه ربّ العالمين و صلی اللّه علی سيّدنا محمّد و آله
الطاهرين و لعنة اللّه علی أعدائهم أجمعين.
نظرية وحدة الآفاق و اختلاف الآفاق
كان الكلام في نظرية وحدة الآفاق و اختلاف الآفاق اي هل يتم
ما ذهب اليه المشهور من اعتبار وحدة الآفاق في كفاية رؤية الهلال في بلد لاجل ثبوت
الشهر في سائر البلدان يعتبر في كاشفية رؤية الهلال في بلد لثبوت الشهر بالنسبة الی
سائر البلدان وحدة البلدين في الافق اي يكون زمان الغروب فيهما مقارنا أو لا يعتبر
ذلك فتكفي رؤية الهلال في بلد لثبوت الشهر في سائر البلدان و لو مع اختلاف الآفاق
بشرط اشتراك البلدين في جزء من الليل الذي يمتد الی طلوع الشمس عند السيد
الخوئي أو يمتد الی طلوع الفجر عند السيد الگلپايگاني أو بشرط مشاركة البلدين
في معظم الليل كما هو رأي الشيخ الوحيد أو بشرط ان يكون البلدان أو فقل البلد الدي
رؤي فيه الهلال من البلاد المسكونة في زمان الائمة عليهم السلام لا البلاد التي لم
تكن مسكونة أو لم تكن منكشفة في ذلك الزمان كامريكا الذي هو قول السيد سعيد الحكيم.
المشهور احيانا كما ورد في كلمات جمع من العلماء كالعلامة الحلي
كان يعبرون عن ذلك بانه اذا رؤي الهلال في المشرق كفی للمغرب يعني من رأی
الهلال في بلد شرقي اي بلد يكون غروب الشمس فيه قبل غروب الشمس في بلدنا فيكفي ذلك
لثبوت الشهر الجديد في بلدنا لانهم كانوا يرون الملازمة بين رؤية الهلال في بلد
شرقي لان يكون الهلال قابلا للرؤية في بلد غربي في بلد تغرب فيه الشمس بعد ذلك.
کلام الشهيد الصدر
السيد الصدر التفت الی نكتة علمية فقال: لا، قد يكون
البلد شرقيا اي تغرب فيه الشمس قبل ان تغرب الشمس في بلدنا أو مقارنا لغروب الشمس
في بلدنا فانه حينئذ لا يختلف البلدان في خطوط الطول و لكن قد يختلف البلدان في
خطوط العرض اختلافا كثيرا يعني احد البلدين قريب الی خط الاستواء و البلد
الآخر قريب الی القطب أو ان احد البلدين في النصف الجنوبي للكرة الارضية كاستراليا
و البلد الآخر واقع في النصف الشمالي للكرة الارضية كبلادنا فانه و لو اتفق زمان
غروب الشمس في البلدين لكن يمكن ان يری الهلال في ذلك البلد و لا يری
الهلال في بلدنا لان ذلك البلد واقع في جهة تغاير جهة بلدنا في خطوط العرض. الكرة الارضية
شكل فيها خطوط طولية فرضية تبتدأ من مبدأ الزمان، مع التسامح قلنا يتبدأ من قطب
الشمال الی قطب الجنوب هذا يسمی بالخطوط الطول و خطوط العرض يتبدأ من
خط الاستواء و الی خطوط تدور حول الارض يعني مع رعاية خط الاستواء و هذه
الخطوط متراكمة الی القطبين خطوط عرضية يعني خطوط في عرض خط الاستواء.
اختلاف خطوط العرض قليلا لا يضر، هكذا يقول السيد الصدر اما اختلاف خطوط العرض كثيرا
يؤثر في قابلية رؤية الهلال لان الهلال قد يتشكل ضوءه هناك لان القمر في جو خط
الاستواء، قريب من البلاد التي تكون في النصف الجنوبي من الكرة الارضية. هم يرون
الهلال لكن نحن بعيدون عن مدار القمر لا نری الهلال. و قد تكون القضية بالعكس،
من يكون قريبا الی القطب لان الليل يكون اطول له في الايام الشتاء من الليل
فيمن يكون في خط الاستواء أو ممن يكون في النصف الجنوبي الذي يكون ايام الشتاء لمن
يكون في النصف الشمالي ايام الصيف له يعني هسة ايام الربيع و الصيف عندنا يكون ايام
الشتاء لهم، هم يدخلون في فصل الشتاء و يكون هناك كل من يكون قريب من القطب الجنوبي
في ايام الشتاء مالتنا يكون هناك بالعكس، الليل قصير و النهار طويل، يكون متعاكس.
علی اي حال، من يكون قريب الی قطب الشمال في ايام الشتاء يكون ليله طويلا
جدا و يكون مدة مكث القمر في الافق في اول الشهر مدة طويلة و كل ما تكون مدة مكثل
القمر في الافق طويلة يمكن ان يری الهلال و لكن من يكون ليله قصيرا كمن يعيش
في خط الاستواء أو في النصف الجنوبي في ايام الشتاء مالتنا، هو يكون ليله قصيرا، بسرعة
يسقط القمر عن الافق و يغرب القمر، لا يری الهلال. كل هذه مؤثرات. و لاجل ذلك
قال السيد الصدر بناءا علی رأي المشهور لا بد من عدم اختلاف البلدين في خطوط
العرض كثيرا.
کلام السيد السيستاني
السيد السيستاني تامل في ذلك اكثر قال لا، حتی عدم
اختلاف البلدين في خطوط العرض كثيرا ايضا لا يكفي. اصلا اذا لاحظتم صور القابلية الهلال
للرؤية تختلف من شهر الی شهر و ليس صورة دائرية أو بيضاوية يسمون ذلك بالصورة
الحلزونية يعني مو خط مستقيم أو خط دائري أو خط بيضاوي، لا، بشكل عجيب، يعني ليس
خطا دائريا أو خطا بيضاويا و قد تختلف صورة قابلية الهلال للرؤية في شهر عن شهر
آخر. لاحظوا!. و لاجل ذلك ليس هناك ضابط معين انه رؤي الهلال في مشهد فلا بد ان يری
الهلال في بجنورد مثلا أو في بلد آخر قريب من مشهد، لا، ليس كذلك و لاجل ذلك لا يمكن
اعطاء ضابط علمي لكل الشهور بل لا بد من ان يحصل الوثوق من خلال رؤيته في بلد آخر
ان الهلال كان قابلا للرؤية في بلدنا و انما لم نره لاجل المانع كالغيم، المانع
العارضي لا المانع الطبيعي. اك موانع طبيعية، اشلون؟ الجو في بلد ليس صافيا لا
لاجل الغيم، لاجل امور تؤثر في ان الجو هنا ليس صفاءه مثل صفاء الجو في شاهرود، الجو
في شاهرود كله صافي يقولون خصوصا بعض المناطق، هنا بوضوح يرون الهلال، الجو في
قم مو صافي حتی لو لم يكن هناك مانع غير طبيعي يعني ماكو غيم ماكو شيء، بشكل
طبيعي الجو اهنانة مو صافي فكل هذه مؤثرة.
فاذن المشهور قالوا بانه لا بد من الوثوق بامكان
رؤية الهلال في بلدنا و ان اخطأوا احيانا في تشخيص ذلك فاكتفی جماعة منهم من
المتقدمين و المتاخرين كالسيد الخميني في تحرير الوسيلة قال اذا رؤي الهلال في
بلد شرقي يكفي للبلد الغربي و لم يلاحظ اصلا انه قد تختلف خطوط العرض كثيرا بين
البلدين، هذا مهم، زمان غروب الشمس إما مقارن أو ان زمان غروب الشمس في ذلك البلد
الذي رؤي فيه الهلال متقدم لاجل هذا يقولون بلد شرقي و لكن بلدنا يختلف عن ذلك
البلد في خطوط العرض كثيرا هذا مؤثر. بل كما ذكر السيد السيستاني حتی مع عدم
اختلاف خطوط العرض كثيرا قد تكون امور اخری دخيلة و لا يمكن اعطاء ضابط
اصلا.
اذن هذا الرأي الذي اختاره المشهور هو الصحيح أو الرأي الذي
يخالفه و نعبر عنه برأي السيد الخوئي.
البحث و النقاش في کلام السيد الخوئي
السيد الخوئي استدل لاثبات رأيه من كفاية رؤية الهلال في
بلد آخر لاثبات الشهر الجديد في بلدنا بشرط اشتراك هذين البلدين في بعض الليل، استدل
علی ذلك بعدة ادلة:
الدليل الاول ان الهلال ظاهرة كونية لا ظاهرة افقية، ليس
مثل غروب الشمس، غروب الشمس طلوع الشمس ظاهرة افقية و الآفاق تختلف لكن الهلال
ظاهرة كونية، يبتعد القمر عن الشمس بعد تقارنه معها فيتشكل للجهة التي تواجه
الارض خط منور يسمي بالهلال و هذا هو الشهر الجديد ظاهرة كونية لا يختلف حكم
البلدان في ذلك، تحقق الهلال للقمر شنو علاقة بانه تحقق القمر في بلدنا دون بلد
فلان، القمر خرج عن المحاق بعد.
هذا المقدار ما يكفي. ليش؟ لان من
الممكن ان يكون الشهر القمري في عرف الناس و في نظر الشارع متقوما بقابلية الهلال
للرؤية في بلد المكلف، ایّ اشكال فيه؟ القمر خرج عن حال التقارن و تحقق لجهته
المواجهة للارض خط منور هلالي لكن هذا لا يفيد بالنسبة الي البلد الذي لا يمكن رو
ذلك الخط المنور في ذلك البلد، ماكو اشكال به. فلا بد من ملاحظة الادلة الشرعية أو
النظر و المرتكزات العقلائية و الا بيان نكتة علمية و هي ان تكون الهلال ظاهرة كونية
لا ظاهرة افقية لا يجزي شيئا.
الدليل الثاني للسيد الخوئي انه ورد
في ادلة مثلا كدعاء يوم العيد اللهم أسئلك بحق هذا اليوم الذي جعلته للمسلمين عيدا،
هذا اليوم عنوان مشير الی يوم شخصي فيوم العيد يوم شخصي جعل لتمام المسلمين
عيدا، شنو معنی انه في بلد يقولون أسئلك بحق هذا اليوم الذي جعلته للمسلمين
عيدا و في بلد آخر يقرؤون الدعاء اليوم الثلاثين من شهر رمضان، اللهم غشني برحمتك..
و هكذا قوله تعالی انا انزلناه في ليلة القدر و ما
ادرئك ما ليلة القدر تنزل الملائكة و الروح فيها الی ان قال سلام هي
حتی مطلع الفجر، ظاهر هذه الآية الاشارة الی ليلة معينة.
ننقض علی السيد الخوئي نقول يا
سيدنا! انت حينما قيّدت نظرك بكفاية رؤية الهلال في بلد لثبوت الشهر في بلد آخر
باشتراكهما في بعض الليل، مشهد تطلع فيه الشمس قبل طلوع الشمس في قم قبل نصف ساعة تقريبا
أو يطلع فيه الفجر قبل قم بنصف ساعة، في هذه الفترة خابروا من امريكا الجنوبية مثلا
أو من امريكا الشماليه قالوا هسة رؤي الهلال في بلدنا غربت الشمس و رؤي الهلال، يا
اهل قم هذا اليوم يوم عيد الفطر روحوا صلوا صلاة العيد، اهل مشهد اهنانة شنو؟ يقولون
لا، انتم حينما رؤي الهلال في ذلك البلد الامريكي انتم قد طلعت عليكم الشمس مثلا
انتم لا تشتركون مع ذلك البلد الذي رؤي فيه الهلال في بعض الليل، انتم صوموا هذا
اليوم يوم ثلاثين من شهر رمضان مالتكم، اشلون يصير؟ في قم يصلون صلاة العيد حسب رأي
السيد الخوئي بعد، أسئلك بحق هذا اليوم الذي جعلته للمسلمين عيدا و لمحمد صلي
الله عليه و آله ذخرا و شرفا و كرامة و مزيدا، و اهل مشهد يصومون و يقرؤون دعاء
صوم يوم ثلاثين من شهر رمضان فاختلف يوم العيد، أليس قال السيد الخوئي هذا اليوم
الشخصي عيد لتمام المسلمين اهنانة مو مسلمين أو يهود؟!! فهذا نقض علی السيد
الخوئي.
هذا يعني ان هذا مشير الی واحد عنوان لا واحد شخصي، يوم
العيد واحد عنواني يعني و ان اختلف الفرد و المصداق، المهم ان يوم عيد الفطر يوم
جعل للمسلمين عيدا اول شهر شوال اما مصداق اول شهر شوال في الخارج يختلف في قم عن
اول شوال من مشهد هذا مو مهم. فهذا الاستدلال الثاني من السيد الخوئي مو صحيح.
المهم هو الدليل الثالث للسيد الخوئي
و هو الاستدلال بالاطلاقات، اطلاقات في ادلة كفاية رؤية الهلال صم للرؤية و افطر
للرؤية مطلق يشمل رو الهلال و لو في بلد آخر. اذا شهد عدلان انهما رأيا الهلال
فاقض ذلك اليوم الذي لم تصمه، خصوصا بعض الروايات ورد فيها اذا شهد عدلان من بلد
آخر انهم صاموا لرؤيته فاقضه. هذه الروايات تشمل ما اذا شهد عدلان من بلد آخر يختلف
افقه عن افقنا.
ان قلت: لماذا قيّد السيد الخوئي هذه الاطلاقات بما اذا
اشترك ذلك البلد مع بلدنا في بعض الليل. يقول السيد الخوئي هذا لاجل قرينة صارفة و
هو انه لا يمكن ان يكون اول الشهر يوم بلا ليل، يوم بلا ليل قبله ما عندنا، فميصير
ان لا يكون لاول يوم من هذا الشهر لا يكون له ليلة سابقة عليه، هذا مقيد لبي يقيد
تلك الاطلاقات. و لكن اذا كانا مشتركين في بعض الليل هذه الاطلاقات علی انه
اذا شهد العدلان من بلد آخر انهم صاموا لرؤيته فاقضه و لو جاء شخص من امريكا صار
حديث ان شهر رمضان انه هذه السنة اختلف الناس انه يوم الجمعة اول شهر رمضان أو يوم
السبت قال ذلك المؤمن الامريكي بعد ما تصالح البلدان مثلا!! قال نحن صمنا يوم
الجمعة رأينا الهلال قبل طلوع الشمس أو قبل طلوع الفجر من ليلة الجمعة في بلدكم
اشلون ما صتم يوم الجمعة؟ يقول في هذه الروايات اذا شهد عدلان من بلد آخر انهم
صاموا لرؤيته فاقضه يعني يثبت ان اول شهر رمضان كان يوم الجمعة لا يوم السبت مع
اننا لم نر الهلال ليلة الجمعة ابدا. فتأملوا هل يتم ما ذكره السيد الخوئي من
وجود اطلاق في هذه الروايات و ما هو اشكال السيد السيستاني عليه ثم علی فرض
انعقاد الاطلاق في هذه الروايات هل يوجد لها مقيدات ام لا. تاملوا في هذه المسألة الی
اليلة القادمة ان شاء الله.
و الحمد لله رب العالمين.