دانلود فایل صوتی 250415_2039 250415_2039
دانلود فایل خام 88-14461016 88-14461016

فهرست مطالب

فهرست مطالب

پخش صوت

250415_2039

الدرس 88-293

الثلاثاء – 16 شوال المكرم 46

 

أعوذ باللّه من الشيطان الرجيم بسم اللّه الرحمن الرحيم الحمد للّه ربّ العالمين و صلی اللّه علی سيّدنا محمّد و آله الطاهرين و لعنة اللّه علی أعدائهم أجمعين.

 

تتمة البحث عن رؤية الهلال قبل الزوال

قبل ان استمر في البحث عن الاختلاف بين الشيخ الصدوق و الشيخ المفيد بقيت نكتة من بحث رؤية الهلال قبل الزوال:

و هي ان رؤية الهلال قبل الزوال هل هي كاشفة تكوينا عن كون اليوم اول الشهر أو امارة تعبدية علی امكانية رؤية الهلال في الليلة ‌السابقة؟ و الفرق بينهما انه بناءا علی امارية رؤية الهلال قبل الزوال لو احرزنا عدم امكان رؤية الهلال في البارحة فاذن تنتفي امارية رؤية الهلال قبل الزوال. لا يبعد ان نقول ظاهر قوله عليه السلام اذا رؤي الهلال قبل الزوال فهو لليلة ‌السابقة انه في اللية ‌السابقة كان يمكن رؤية الهلال لولا المانع، هذا الهلال لليلة السابقة، فاذا فرض اتفاقا العلم بعدم امكان رؤية الهلال في الليلة ‌السابقة فتنتفي امارية رؤية الهلال قبل الزوال.

هذا المقدار مما يمكننا القول به لا اكثر. و نحن قوّينا هذه النظرية ان رؤية الهلال قبل الزوال امارة علی كون اليوم اول الشهر استنادا الی صحيحة حماد و موثقة ابن بكير و اجبنا عن الروايات المعارضة كرواية محمد بن عيسی و معتبرة اسحاق بن عمار. في معتبرة اسحاق بن عمار ورد هكذا: سألت اباعبدالله عليه السلام عن هلال رمضان يغم علينا في تسع و عشرين من شعبان فقال لا تصمه الا ان تراه فان شهد اهل بلد آخر انهم رأوه فاقضه و اذا رأيته من وسط النهار فاتم صومه الی الليل.

ان كان هذا الذيل مرتبطا باول شهر رمضان هذا يعني انه في اول شهر رمضان اذا رؤي الهلال في اثناء النهار فيكون هذا اليوم اول شهر رمضان و لا بد ان نحمله علی رؤية الهلال قبل الزوال، في الوسط العرفي الذي يقيد بما قبل الزوال. و لكن كما ذكر السيد الخوئي لا يبعد ان يكون الذيل ناظرا الی آخر رمضان، الصدر ناظر الی اول رمضان و سؤال السائل ناظر الی اول رمضان، هلال رمضان يغم علينا في تسع و عشرين من شعبان، قال لا تصمه الا ان تراه فان شهد اهل بلد آخر انهم رأوه فاقضه و اذا رأيته يعني اذا رأيت الهلال في آخر رمضان لانه قال اذا رأيته في وسط النهار فاتم صومه الی الليل مع انه في اول رمضان يوم الشك من آخر شعبان قال لا تصمه الا ان تراه، فاذا فرض انه رأی الهلال في نهار اول رمضان كيف يقول الامام اتم صومه الی الليل مع انه لم يفرض انه صائم، فهذا الذيل مو بعيد كما ذكر السيد الخوئي يكون ناظر الی آخر الشهر و يقول رؤية الهلال وسط النهار في آخر شهر رمضان لا تفيد شيئا فلا بد ان نحمل ذلك علی رؤية الهلال حين الزوال و بعده حيث لا تفيد شيئا.

او نقول هذه الرواية مضطربة و يوثق ان يكون فيه خلل متني لان ظاهر الذيل انه راجع الی هلال اول رمضان و قوله فاتم صومه الی الليل ظاهر في انه ناظر الی يوم الشك من آخر رمضان فهذا لا يجتمعان. فالرواية تكون مجملة و مضطربة فهذا يسبب اشكالا علی هذه الرواية. و لا تكون هذه الرواية مما تشكل خطرا علی تلك الروايتين الصحيحتين الدالتين علی التفصيل بين رؤية الهلال قبل الزوال و بين رؤية الهلال بعد الزوال.

تتمة البحث و النقاش في نظرية العدد

اما اختلاف الشيخ الصدوق و الشيخ المفيد، هذا الاختلاف طبعا لا ينحصر بهذه المسألة هما اختلفا في ابحاث العقائدية و كتب الشيخ المفيد كتابا سماه تصحيح الاعتقاد، البغداديون اشوي ما كانوا ذيل القميين كانوا مختلفين لان القميين كانوا اشوي يعتبرون بعض المعتقدات الولائية غلوا بينما ان علماء بغداد يعتبرون هذه المعتقدات الولائية من مقومات الولاية و نحن بغداديون.

في هذه المسألة اصر الشيخ الصدوق بانه يعمل بثلاث روايات تدل علی ان شهر رمضان دائما يكون ثلاثين يوما و شهر شعبان يكون دائما تسع و عشرين يوما. الشيخ المفيد قال: نعم، هناك ثلاث روايات تدل علی مذهب الصدوق. اقرأ هذه الروايات الثلاثة:

الرواية الاولی رواية محمد بن سنان عن حذيفة بن منصور عن ابي عبدالله عليه السلام قال شهر رمضان ثلاثون يوما لا ينقص ابدا. نقل هذه الرواية ‌الصدوق في من لا يحضره الفقيه الجزء 2 صفحة 169. كما نقلها الشيخ الكليني في الكافي الجزء 4 صفحة 78 قال باب النادر و ذكر هذه الروايات و لم يعلق عليها بشيء.

الرواية الثانية رواية حذيفة بن منصور عن مُعاذ بن كثير عن ابي عبدالله عليه السلام قال شهر رمضان ثلاثون يوما و لا ينقص و الله ابدا.

و في رواية محمد بن اسماعيل بن بزيع عن محمد بن يعقوب عن شعيب عن ابيه عن ابي عبدالله عليه السلام قال قلت له ان الناس يروون ان النبي صلی الله عليه و آله ما صام من شهر رمضان تسعة و عشرين يوما اكثر مما صام ثلاثين. معنی ذلك ان الناس يروون ان النبي كان قد يصوم في شهر رمضان تسع و عشرين يوم و قد يصوم ثلاثين يوم لان شهر رمضان قد ينقص فيصر تسع و عشرين يوم و قد يتم فصير ثلاثين يوم، قال كذبوا ما صام رسول الله الا تاما و لا تكون الفرائض ناقصة، ‌كانّه لو صار الشهر تسع و عشرين يوما هذا يسبب ان تكون الفريضة ناقصة، ان الله تبارك و تعالی‌ خلق السنة ثلاثمأة و ستين يوما، ‌السنة القمرية هكذا، و خلق السموات و الارض في ستة ايام فالسنة ثلاثمأة و اربع و خمسون يوما، خلق السنة في بداية الامر ثلاثمأة و ستين ثم خلق السموات و الارض في ستة ايام فنقص ستة ايام من ايام السنة فحجزها من ثلاثمأة و ستين، قلل ستة ايام من ثلاثمأة و ستين يوم يصير ثلاثمأة و اربع و خمسون يوما، ‌وشهر رمضان ثلاثون يوما لقول الله عز و جل و لتكملوا العدة، و الكامل تام يعني ثلاثون يوم و شوال تسع و عشرون يوما و ذوالقعدة ثلاثون يوما يعني كل شهر هكذا، شهر شعبان ناقص رمضان تام، شوال ناقص ذي القعدة تام، ‌ذي الحجة ناقص محرم تام و هكذا. و ذو القعدة ثلاثون يوما، ‌ليش؟ لقول الله عز و جل و واعدنا موسی ثلاثين ليلة، ملامح الكذب تتبين من هذه الرواية، فالشهر هكذا. ثم اضاف و شهر رمضان لا ينقص ابدا و شعبان لا يتم ابدا.

و سأل ابوبصير اباعبدالله عليه السلام عن قول الله عز و جل و لتكلموا العدة قال ثلاثين يوما و روي عن یاسر الخادم قال قلت للرضا عليه السلام هل يكون شهر رمضان تسع و عشرين يوما قال لا ينقص شهر رمضان لا ينقص من ثلاثين يوما ابدا.

هذه روايات جمعها الشيخ الصدوق و افتی بان شهر رمضان لا ينقص ابدا. ثم قال اذا رأيتم شخصا يخالفكم في ذلك فاتقوا منه كما تتقون من العامة.

كلام السيد الخوئي

انا بس قبل ان اذكر كلام الشيخ المفيد في رد كلام الصدوق فيقال بانه اخذه من استاذه ابن محمد بن قولويه صاحب كامل الزيارات، اقرأ لكم كلام السيد الخوئي كلام مختصر و مفيد، ثم اقرأ كلام الشيخ المفيد بتفصيله.

يقول السيد الخوئي: هذه الروايات مضافا الی معارضتها لروايات صحيحة نذكرها، خلاف الواقع المسلمفان اكثر هذه الروايات التي تقول شهر رمضان لا ينقص تنتهي الی حذيفة بن منصور عن معاذ و كتاب حذيفة معروف مشهور و لم يوجد فيه شيء من هذه الروايات و لو كان الحديث صحيحا عنه لوجد في كتابه. و من الغريب ان الصدوق مع اصراره في اختيار القول بان شهر رمضان لا ينقص ابدا ذكر بنفسه في باب ان الصوم للرؤية و الافطار للرؤية انه اذا افطر يوم الشك ثم ظهر انه من رمضان يقضيه، يا شيخنا الصدوق!‌ اذن لا يبقی مورد ليوم الشك، كيف يجتمع هذا مع البناء علی ان شهر شعبان ناقص دائما و رمضان تام دائما.

و بالجملة لا شك ان ما دل ان شهر رمضان كسائر الشهور يصيبها ما يصيب سائر الشهور نصوص متواترة و لو اجمالا و جملة منها صحاح فكيف يمكن رفع اليد عنها بالنصوص المعارضة لها التي لا تنهض للمقاومة ‌و لا ينبغي الاعتناء بها حتی لو تم اسنادها علی انها غير قابلة للتصديق في انفسها ضرورة ان حركة القمر حركة ‌واحدة فكيف يمكن تخصيص شهر من بينها بالتمام دائما و تخصيص شهر آخر و هو شعبان بالنقص ابدا. نعم، من الجائز ان يكون السنين التي صام فيها رسول الله كان الشهر فيها تاما من باب الصدفة و الاتفاق و اما تمامية شهر رمضان مدی الاعوام و الدهور و منذ خلق السموات و الارض فشيء مخالف للوجدان و الضرورة و غير قابل للتصديق بوجه. و لاجل ذلك اصبحت المسألة كالمتسالم عليها بعد الشيخ الطوسي و انه لا عبرة ‌بالعدد بل بالرؤية فقط إما بنفسه أو بالشياع و نحوه.

اضف الی ذلك ما في هذه الروايات من التعليلات الواهية البين فسادها و المنزه ساحة الامام عليه السلام عن التفوه بها كالتعليل الوارد في رواية ‌ابن شعيب المتقدم لتمامية شهر ذي القعدة بقوله سبحانه و واعدنا موسی ثلاثين ليلة، اذ ليت شعري فهل يلزم من تمامية ‌الشهر الذي كان فيه ميقات موسی تلك السنة شهر ذي القعدة كان تاما هل يلزم من ذلك ان يكون شهر ذي القعدة تاما مادامت السموات و الارض؟

انصافا اصل كلام الصدوق واضح البطلان بعد وجود روايات كثيرة في الامر بالصوم للرؤية و الافطار للرؤية و الروايات الناهية عن صوم يوم الشك و حجية البينة علی هلال شهر رمضان أو هلال شوال، كل هذه الروايات علی خلاف العدد لانه اذا كان الشهر القمري مثل الشهر الشمسي، الشهر الشمسي ستة اشهر بداية السنة احدي و ثلاثين يوم، ستة اشهر ثلاثين يوم، لا يحتاج الی الاستهلال، اذا كان الشهر القمري منضبط، شعبان تسع و عشرين يوم، رمضان ثلاثين يوم، شوال تسع و عشرين يوم، ذي القعدة ثلاثين يوم، ذي الحجة تسع و عشرين و هكذا، اذن لم يكن نحتاج لا الی البينة و لا الی الرؤية و لا الی اي شيء. فاذن نظرية العدد واضحة البطلان.

لكن سمعت ان بعض الجماعات اليوم يدافعون عن هذه النظرية، جماعات ماكو عالمين، هسة يدافع عن هذه النظرية لكن اريد قبل ان اتكلم و اذكر كلمات الشيخ المفيد الفت نظركم الی نكتة فلكية و هي انه قد يقال الشهر القمري تسع و عشرين يوم و اثنا عشر ساعة و اربع و اربعين دقيقة دائما فایّ مانع في ان يكون شهر تسع و عشرين يوم شهر ثلاثين يوم مثلا شهر رمضان ثلاثين يوم لانه في اثناء النهار في اليوم الثلاثين انتهی الشهر القمري و لكن حيث لا يری‌ الهلال الا في غروب الشمس فصار هذا الشهر ثلاثين و لكن الشهر القمري مو الشهر الهلالي، الشهر القمري يعني لا يتبع رؤية الهلال في الافق مقدار حركة القمر، ‌لان القمر يدور حول الشمس و يرجع الی مكان السابق في تسع و عشرين يوم و اثنا عشر ساعة و اربع و اربعين دقيقة، لو كانت الارض ثابتة لم تكن تدور حول مدارها حول الشمس بل لو كنا نفرض ان الارض ثابتة في مكان معين لكان يكفي في دوران القمر حول الارض سبع و عشرين يوم لكن لان الارض تمشي تتحرك الی الأمام الی ذاك المدار البيضاوي يعني مو دائري فيحتاج القمر ان يتحرك حول الارض يومين زائدين كي يصل الی نفس المكان السابق و لاجل ذلك صار زمان الشهر القمري تسع و عشرين يوم و اثنا عشر ساعة و اربع و اربعين دقيقة. فيقال بان هذا هو الشهر القمري اما الشهر الهلالي الذي يری الهلال، في شهر رمضان مثلا من اول شهر رمضان الی اثناء النهار في اليوم الثلاثين انتهی الشهر القمري لكن لا يری الهلال الا حين غروب الشمس و لاجل ذلك صار الشهر ثلاثين لكن في شهر شوال نضيف هذا النصف اليوم الذي لم ير الهلال الی مقدار شهر شوال و لاجل ذلك نری الهلال لذي القعدة بعد مضي تسع و عشرين يوم من شوال فيقال بان هذا الذي اختاره الصدوق ليس مخالفا للضوابط العلمية الفلكية.

و لكن هذا الكلام باطل لان رؤية الهلال لها ضوابطها لا ينحصر ضابطها في مقدار حركة القمر حول الارض بل يؤثر في رؤية الهلال امور اخری كاغتراب القمر من الارض و ابتعاده الی الارض، ‌القمر قد يبتعد عن الارض و قد يقترب الی الارض و لاجل ذلك في بعض الاوقات يری ‌القمر كبير، إما كبير أو صغير، ‌ليش بعض الاحيان يری القمر صغير و بعض الاحيان يری‌ كبير، ‌لا، ‌القمر حينما يقترب الی الارض يری كبير، حينما يبتعد عن الارض يكون ابعد من الارض يری كبير أو جهات اخری تؤثر في قابلية ‌الهلال للرؤية. فاذن دعوی ان ما ذكره الصدوق موافق للضوابط العلمية الفلكية اشتباه محض.

و هذا هو الذي نشاهده بالوجدان و لو بالتلسكوب الذي اعترف به لان في هذا البحث مو مهم، ليس دائما يری الهلال في شعبان بعد تسع و عشرين يوم في رمضان بعد ثلاثين يوم، مو هكذا، قطعا هذا مو صحيح.

فان شاء الله الاسبوع القادم نبدأ نقرأ الروايات علی ضوء رسالة الشيخ المفيد و نذكر كلمات الشيخ المفيد لان شفت الشيخ المفيد اتعب نفسه الزكيه و جاء بما لعله لا مزيد عليه و ان كان هناك شيء خطر ببالنا نضيف الی كلماته ان شاء الله.

و الحمد لله رب العالمين.