الدرس 84-289
الثلاثاء – 9 شوال المكرم 47
أعوذ باللّه من الشيطان الرجيم بسم اللّه الرحمن الرحيم
الحمد للّه ربّ العالمين و صلی اللّه علی سيّدنا محمّد و آله الطاهرين
و لعنة اللّه علی أعدائهم أجمعين.
تتمة البحث عن نظرية التطويق
كان الكلام في الرواية التي دلت علی ان الهلال اذا كان
مطوقا فهو لليلة الثانية من الشهر فينكشف ان الشهر بدأ من الليلة السابقة.
كان الكلام في معنی التطويق: التطويق هو تشكل طوق
دائري حول الشيء، في صحيحة خلف بن حماد يقول تزوج رجل من اصحابنا جارية فدخل بها،
جنی في حق هذه الجارية لانها سال منها الدم و القوابل اختلفن هل هذا دم الحيض
أو دم البكارة؟ راجعوا فقهاء الكوفة اصحاب ابي حنيفة، هم ما يدرون حكم المسألة قالوا
الاحوط وجوبا ان تجمع بين تروك الحائض و الواجبات الطاهرة، تصلي و لكن لا تتمكن من
زوجها، خلف يقول ذهبت الی الحج و كان الامام الكاظم عليه السلام حاجا في تلك
السنة، كان في منی، فارسلت اليه قال تعال في الليل، يقول ذهبت الی مخيم
الامام الكاظم عليه السلام شفت فالغلام واقف فودّاني يمّ الامام عليه السلام، في
مخيم الامام فسألته عن هذه المسألة فالتفت يمينا و شمالا و قال سر الله فلا تذيعوه
لا تعلم الناس اصول دين الله ارضوا لهم ما رضي الله لهم من الضلال. يعني شنو؟ يعني
اذا تقدر الهداية الی مذهبك حاول يصير مؤمن اما تصحح آراءه الفقهية لهسة مخالف
جاهل بالفقه، انت قاعد تعلمه مسائل الفقه بعد ذلك هو يراوي روحه انه من اكبر
الفقهاء، ارضوا لهم ما رضي الله لهم من الضلال، خلوهم يبقون ضالين، نعم اذا شخص
اراد الله ان يهديه يشرح صدره للولاية، يجيء يصير موالي بعد ذلك لا بأس اما ما دام
هو مو موالي، گيربالكم لا تعلموا الناس اصول دين الله ارضوا لهم ما رضي الله لهم
من الضلال، بعد ذلك قال الامام من شاف اك احد من غير الموالين فقال ان كان دم
العذرة فلتتق الله و لتصل و ان كان دم الحيض فلتتق الله و لتمسك عن الصلاة، فمن
اين يعلم ان هذا الدم دم العذرة أو دم الحيض فقال الامام عليه السلام تستدخل قطنة و
تنتظر هنيئة بعد ذلك تطلع القطنة اذا كان الدم مطوقا في القطنة اي سوی
الدائري حول القطنة فهو من العذرة و ان كان مستنقعا في القطنة فهو من الحيض فبكی
خلف. علی اي حال. فمعنی تطوق الدم في القطنة انه خلی مستدير حول
القطنة، فتطوق الهلال يعني انه يصير الهلال بنحو نری الخط المستدير للقمر.
الشهيد الثاني يقول في الروضة التطوق ظهور النور في جرم
القمر مستديرا. و هكذا ذكر صاحب الجواهر. السيد الخوئي ايضا هكذا فسّر في الموسوعة
قال التطوق بان كان النور في جميع اطراف القمر كطوق محيط به اي بالقمر. و هكذا في
صراط النجاة سألوا السيد الخوئي هل يثبت بالتطويق للهلال كونه لليلة الثانية و كيف
يعرف التطويق للهلال قال التطويق جلي و هو تدوير القمر بطوق النور. سألوا السيد
السيستاني عن رأي السيد الخوئي و الا السيد السيستاني ما يعترف بالتطويق، السيد
الخوئي افتی بكفاية التطويق في الكشف عن كون اليوم السابق اول الشهر هل
المراد بتطوق الهلال بروز طرفيه؟ أو كونه محاطا بحالة من النور؟ الجواب: المراد هو
النور حوله كطوق مع ظلام دامس في الوسط. و هكذا ورد في بعض الاستفتاءات عن السيد
السيستاني ان مراد السيد الخوئي من تطويق الهلال ما اذا وجدت حالة من النور
علی محيط الدائرة التي يقع الهلال في جزء منه مع كون سطح الدائرة مظلما و
اما مع استيعاف النور الضعيف لتمام الدائرة فكان يسميه بالتطبيق و لا يراه دليلا
علی كون الهلال لليلتين. يعني اذا اشتد ضوء الهلال الانسان يحس بانه يری
جرم القمر و لكن ضوء الهلال ضوء واضح، ضوء ما عدی الهلال ضوء باهت اشبه
الی الظلمة من كونه اشبه الی النور و لكن يتراءی جرم القمر.
بعضهم قال هذا تخيل، لا في الليلة الثانية
و لا في الليلة الثالثة مادام القمر في بداية ابتعاده عن حال التقارن و لم يصر في
حال البدر لا يری تمام جرمه و انما التخيل للانسان يوجب ان يتوهم انه يری
محيط القمر. لا، هذا مو صحيح، التوهم موجود دائما، لماذا اذا كان الهلال ضعيف جدا
لا نحس بشيء و لا يتبين لنا جرم القمر؟ اذا كان ضوء الهلال شديدا يعني اذا مضت فترة
معتد بها علی خروج القمر من حال التقارن مع الشمس اشتد ضوء الهلال، كان الجو
صافيا كان القمر عاليا و صار فاصل كبير عرفا من زمان التقارن فهنا يحس بانه يری
جرم القمر و الخط المستدير حول القمر، هذا مما لا اشكال فيه.
السيد الخوئي قال: هذا متلازم تكوينا
مع كون الهلال لليلة الثانية و الامام هنا لم يكن بصدد التشريع و له شأن في
الاخبار عن الامور التكويني التي لها مساس بالاحكام الشرعية. كما ان قوله عليه
السلام بعد ذلك و اذا رأيت ظل رأسك فيه فهو لثلاث اخبارا عن امر تكويني، الانسان
اذا اشتد ضوء الهلال جدا و انعكس علی الارض يحس بان ظل رأسه انعكس علی
الارض أمامه.
انصافا كما ذكر السيد السيستاني في
بحثه علی ما نقل عنه ماكو ملازمة تكوينية، هذا تابع لان يكون القمر عالي، القمر
قد يكون مبتعدا عن الارض بكثير فيری اضعف مما يكون قريبا الی الارض
فاذا كان قريبا من الارض يری عالي و كبير و كل ما ابتعد عن الشمس يشتد ضوءه
و كما ذكر السيد السيستاني قد تكون الليلة الليلة الاولی من الشهر مع ذلك
اذا كان فاصل زمني كبير بين زمان خروج القمر عن حال التقارن الی هذا الزمان
الذي رؤي الهلال و اشتد ضوء الهلال يمكن ان يری الهلال مطوقا. فما يدعيه السيد
الخوئي من التلازم التكويني بين التطويق و بين كون الهلال لليلة الثانية، انصافا
هذا مو صحيح.
نعم، يمكن للسيد الخوئي ان يقول بان الغلبة هو هذا، الغالب
في التطويق هو كون الهلال لليلة الثانية و لعل الشارع جعل هذه الغلبة امارة علی
كون الهلال لليلة الثانية و هذا ما ذهب اليه الشيخ الطوسي في التهذيب و اشكل عليه
السيد الخوئي قال كلامك مو صحيح، السيد الخوئي اشكال علی الشيخ الطوسي، الشيخ
الطوسي كان يقول اذا كانت الليلة السابقة مغيمة، في السماء كان علة البارحة و
احتملنا ان الهلال موجود نحن لم نر الهلال، هنا جعل الشارع التطويق في الليلة الثانية
امارة علي ثبوت الهلال في ليلة السابقة و اما اذا احرزنا انه الامس البارحة الجو
كان صافيا و لم ير الهلال فلا امارية للتطويق يعني حيث نحرز انتفاء الواقع و
الامارة لا تكون معتبرة مع العلم بخطأها.
السيد الخوئي قال لا، التطويق ليس امارة، التطويق ملازم تكويني
معنی ذلك انه لا يمكن الانفكاك بين التطويق للهلال في هذه الليلة مع ثبوت
الهلال في الليلة السابقة يعني يمكن ان يثبت الهلال في الليلة السابقة و لا يكون
تطويق في هذه الليلة، هذا ممكن، العكس مو ممكن ان يثبت التطويق في هذه الليلة و
لا يثبت الهلال في الليلة السابقة.
نقول يا سيدنا الخوئي كلامكم خلاف الواقع الذي نحرزه
بالوجدان و نشهد باهل الخبرة في هذه المجالات فانه يكون التطويق نتيجة شدة ضوء
الهلال و مضي فترة معتد بها عن زمان خروج القمر من المحاق و من حال التقارن مع
الشمس، هذا لا يعني ان الهلال المطوق لليلة الثانية هذا يعني انه مضی زمان
معتد به علی خروج القمر من حال التقارن و حال المحاق.
نعم يحتمل ان الشارع جعل التطويق امارة و يرجع اليها في فرض
الشك كما قال الشيخ الطوسي في التهذيب، لكن هذا اولا مخالف لصحيحة محمد بن عيسی
حيث قلنا بانه صرح في تلك الصحيحة ببقاء الهلال في الافق بعد سقوط الشفق بزمان طويل
يعني ساعة من غروب الشمس الی زمان سقوط الشفق، يصير ساعة، بداية وقت العشاء
اشوقت يؤذن المؤذنون اهناك في بلادكم لصلاة العشاء، بعد ساعة من اذان المغرب تقريبا،
بعد سقوط الشفق بزمان طويق بقي الهلال في الافق و الامام عليه السلام لم يحكم بان
هذه الليلة الليلة الثانية من الشهر مع انه قطعا ملازم هذا المقدار من بقاء
الهلال في الافق ملازم لتشكل الطوق للهلال للقمر و الا من وين جاء التطويق؟ من شدة
ضوء الهلال الناشئ من طول الفاصل الكبير بين رؤية الهلال و بين خروج القمر عن
المحاق. اذا يبقی الهلال في الافق ساعة و نصف أو اكثر هذا يكشف عن مضي زمان
طويل علی خروج القمر من المحاق و الا ففي بداية خروج القمر من المحاق لا يبقی
الهلال في الافق الا دقائق لا ساعة و نصف أو اكثر و لا يحتمل انه في تلك الليلة لم
يكن القمر مطوقا مع ذلك الامام لا يعتن به.
فيصير التعارض بين الروايات. مضافا الی ما ذكره السيد
السيستاني من ان هذا الموضوع المهم المبتلی به اشلون يصير لم يتعرض اليه لا
العامة و لا الخاصة عدی الشيخ الصدوق الذي افتی وفق هذه الروايات و
قبله بعض الفقهاء و السيد الخوئي كقول شاذ. هذا يكشف عن عدم تمامية نظرية التطويق.
و بقية الكلام في ليلة الاحد ان شاء الله.
و الحمد لله رب العالمين.