الدرس 78-283
الثلاثاء – 19 شعبان المعظم 46
أعوذ باللّه من الشيطان الرجيم بسم اللّه الرحمن الرحيم الحمد للّه ربّ العالمين و صلی اللّه علی سيّدنا محمّد و آله الطاهرين و لعنة اللّه علی أعدائهم أجمعين.
كان الكلام في نفوذ حكم الحاكم فذكرنا انه يستدل بصحيحة محمد بن قيس علی ذلك حيث ورد فيها اذا شهد عند الامام شاهدان انهما رأيا الهلال أمر الامام بالافطار في ذلك اليوم. يحث يفهم منها كون الحكم بالهلال من شؤون الامام و يؤيد ذلك ما ورد في صحيحة الحلبي عن اميرالمؤمنين عليه السلام لا اجيز في الهلال الا شهادة رجلين عدلين. ظاهره ان الامام هو الذي يجيز و ينفّذ شهادة عدلين في الهلال مع انه في الموارد التي لا ترتبط بالحاكم قامت البينة علی نجاسة هذا الماء لا يناسب ان يقول الامام عليه السلام لا اجيز في نجاسة الماء الا شهادة عدلين.
الكلام في المراد من الامام
ثم وقع الكلام في المراد من الامام بين من يقول انه الامام المعصوم كما ذكر في المستمسك و كذا ذكر السيد الخوئي و في مصباح المنهاج.
كلام السيد الزنجاني
و قد يقال بان المراد من الامام مطلق الزعيم. و لكن حيث ان الزعيم الاعلی خصوصا في ذلك الزمان ما كان يشخّص ثبوت الهلال الا في بلده، اميرالمؤمنين عليه السلام لما كان بالمدينة يحكم بثبوت الهلال حتی علی اهل الكوفة؟ حتی علی اهل البصرة؟ لم يكن كذلك. فاصلا ما كان هناك ارتباط، والي مصر محمد بن ابي بكر أو قيس بن سعد ثم مالك الاشتر ما وصل الی مصر قبل ان يصل الی مصر اغتالوه، جابوا له بحليب فيه سم فقتلوه فاستشهد، لكن الامام ارسله واليا الی مصر، فاذا كان الشك في ثبوت الهلال ماذا يصنع؟ هل ينتظر حتی يجيء رسول من الكوفة عن اميرالمؤمنين؟ لا. فهذا يعني ان زعيم كل بلد، كبير كل بلد، هو الامام و الا يقول السيد الزنجاني ان يراد من الامام الامام المعصوم يعني الامام الباقر عليه السلام ما كان مبسوط اليد كي يأمر بالافطار أو بالصوم اذا شهد عنده عدلان. فامير كل بلد يصير امام لهم. اكثر شيء ان تقيدوه بامير العادل اما الفقيه شنو خصوصية؟ الامير العادل محافظ هذه الحافظة أو امير هذا البلد و لكن حيث لم يلتزم بذلك احد من الفقهاء فلا يسعنا الالتزام به اما استفادة ان الفقيه الذي ليس بيده اي شيء هو ولي الامر في قضية الهلال هذا لا دليل عليه ابدا. اكثر ما تدل عليه هذه الصحيحة ان الحاكم في البلد، اكثر شيء ان تقول الحاكم العادل هو الذي يأمر الناس و يحكم بثبوت الهلال لكن حيث لم يلتزم بذلك احد من الفقهاء فلا يسعنا الالتزام بذلك فان من التزموا به هو ثبوت الولاية في امر الهلال للفقيه العادل اي فقيه كان، هذا لا دليل عليه بتاتة.
هذا كلام السيد الزنجاني.
کلام الشيخ التبريزي
نحن بهذه المناسبة ينبغي ان نلحظ الكلمات و كذا الروايات التي عبّر فيها بلفظ الامام. انقل اولا في قبال كلام السيد الحكيم و السيد الخوئي و السيد الحكيم السبط في مصباح المنهاج حيث قالوا بان المراد من الامام هو الامام المعصوم الذي هو امام جميع المسلمين، انقل كلاما كتبه شيخنا الاستاذ في ارشاد الطالب و يحتمل قويا انه عدل عن ذلك لانه هناك في ذاك الوقت في بحث ولاية الفقيه ذكر كلمات ثم بعد ذلك قال هذا ما كان صحيحا. مثلا طبّق آية اطيعوا الله و اطيعوا الرسول و اولي الامر منكم علی الفقيه العادل المتولي للشؤون في عصير الغيبة، ثم قال: لا، ما كان هذا صحيحا، اي احيانا كان يقول ايام شبانا كان. في ذاك البحث قال المراد من الامام من اليه الحكم سواء كان المعصوم أو نائبه الخاص أو الفقيه الذي يصح له الحكم كما يدل عليه معتبرة حفص قال سألت اباعبدالله عليه السلام من يقيم الحدود؟ السلطان أو القاضي قال اقامة الحدود الی من اليه الحكم. و يؤيده رواية علی بن جعفر عن اخيه قال سألته عن يهودي أو نصراني أو مجوسي أُخذ زانيا أو شارب خمر ما عليه قال يقام عليه حدود المسلمين اذا فعلوا ذلك في مصر من امصار المسلمين أو في غير امصار المسلمين اذا رفعوا الی حكام المسلمين. ارشاد الطالب الجزء 3 صفحة 40.
و بعض المعاصرين في كتاب دراسات في ولاية الفقيه حاول و بذل اكثر غاية جهده في ان يثبت ان الامام في الروايات هو الحاكم العادل لا خصوص المعصوم.
انا اذكر الروايات حتی تتأملون هل الظاهر من الامام هو مطلق الحاكم كما ذكر السيد الداماد في ذيل رواية قرأتها عليكم، في خمس الغنيمة قال اذا كان الغزو مع امير أمّره الامام عليهم كان خمس الغنيمة للامام فقال المراد من امير أمّره الامام عليهم هو الامير الذي نصبه الحاكم و لو كان حاكما جائرا و الا المعصوم ما كان مبسوط اليد، لا يتكلم عن فروض لا واقع لها في عالم الخارج. الذين كانوا يروحون للغزوات و الحروب المعصوم كان يدزّهم؟ لا، كان الخلفاء بحق أو بغير حق كانوا يرسلون قوات مسلحة بفتح البلاد و بسط ثقافة الأمويين في بلاد الغرب أو بسط ثقافتهم في ايران و ما نجحوا، الحمد لله الايرانيين استبصروا و صاروا موالين لاهل البيت عليهم السلام. علی اي حال فهل المراد من الامام هو مطلق الحاكم أو ان المراد من الامام هو الحاكم العادل و ان لم يكن فقيها اذا وصلت النوبة الی عدول المؤمنين كما يقول به السيد الزنجاني، يقول غايته ان يقال بان الامام هو الحاكم العادل و ان لم يكن فقيها أو ان الامام خصوص المعصوم كما هو القدر المتيقن و لو صار هناك اجمال فالحق مع من يقول بان المراد من الامام هو المعصوم لانه هو القدر المتيقن.
الروایات الظاهرة في ارادة المعصوم من کلمة الامام
انا اذكر الروايات، جملة من الروايات لا شك في ان ظاهرها ارادة المعصوم:
الرواية الاولی: ذروة الامر و سنامه و مفتاحه و باب الاشياء و رضی الرحمن الطاعة للامام بعد معرفته أما لو ان رجلا قام ليله و صام نهاره و تصدق بجميع ماله و حج جميع دهره و لم يعرف ولاية ولي الله فيواليه و يكون جميع اعماله بدلالته الی ما كان له علی الله حق في ثواب و لا كان من اهل الايمان. سند الرواية صحيح، رواها زرارة بسند صحيح عن الامام عليه السلام. لا اشكال في ان المراد من الامام هو المعصوم الذي لولا معرفته و لولا الاعتراف بولايته لم يكن الانسان مؤمنا.
الرواية الثانية: الارض كلها لنا فمن احيا ارضا من المسلمين فليعمرها و ليؤد خراجها الی الامام من اهل بيتي و له ما أكل منها حتی يظهر الامام عليه السلام من اهل بيتي. واضح ان المراد من الامام هو المعصوم.
الرواية الثالثة: ان لكل امام عهدا في عنق اولياءه و شيعته و ان من تمام الوفاء بالعهد زيارة قبورهم فمن زارهم رغبة في زيارتهم و تصديقا بما رغّبوا فيه كان ائمتهم شفعائهم يوم القيامة. هل تحتملون ثبوت هذه الصفات لغير المعصوم؟
الرواية الرابعة: تمام الحج لقاء الامام.
الرواية الخامسة ما ورد من ان الائمة بعدي اثناعشر كلهم من قريش. الله يرحم الشيخ لطف الله الصافي كتب كتابا باسم منتخب الاثر، جمع هذه الروايات، الائمة بعدي اثناعشر كلهم من قريش. هذا يعني ان الامام منحصر في المعصوم. و الا امام الاسماعيلية توفی قبل ايام و هو امام رقم 49 مالتهم، خوش امام، زوجته سافرة لا يصلي و لا يصوم و يبيح كل شيء، ابنه قام مقامه، هم اثرياء تری، ميليارات كان عنده لكنه امامهم، الائمة اثناعشر كلهم من قريش هذا يعني ان الامام هو المعصوم دون غيره.
الرواية السادسة في تفسير قوله تعالی خذوا زينتكم عند كل مسجد قال الغسل عند لقاء كل امام.
الرواية السابعة: الامام علم فيما بين الله و بين خلقه فمن عرفه كان مؤمنا و من انكره كان كافرا.
الرواية الثامنة: عن ابن ابي يعفور انه سأل اباعبدالله عليه السلام هل تترك الارض بغير امام قال لا قلت فيكون امامان قال لا الا و احدهما صامت.
و لا ينقضي عجبي من بعض الفضاء كاتبين كتابا مستدلين بهذه الرواية و نحوها علی انه لا يمكن في زماننا هذا ان يكون فقيهان وليا الامر اذا فقيه منطقة ولي الامر فالفقهاء في سائر المناطق يكون يتبعوه، لا يكون امامان الا و احدهما صامت. و الله انسان يخجل، الفضلاء يستدلون هكذا؟! واضح انه في مورد المعصوم، هل تترك الارض بغير امام، هذا نصب للامام، هل تترك يعني الله سبحانه و تعالی يخلي ان تكون الارض بغير امام؟ المعصوم قال لا، لا تخلو الارض بغير حجة و لولا الارض لساخت الارض باهلها، هل تترك يعني الله ما يخلي الارض بغير امام، هذا يعني امام منصوب من الله. فيكون امامان؟ قال لا الا و احدهما صامت مثل الامام الحسين عليه السلام في زمان الامام الحسن، ما كان يتكلم ابدا، لما جاء معاوية الی الكوفة بعد اتفاقية الصلح بين الامام الحسن و معاوية الناس بايعوه، ماكو چاره بعد، الا الامام الحسين، نقل في التاريخ ان الامام الحسن قال عوفوا اخي هو ابد ما يبايعكم و لكن الامام الحسين كان يسكت، ابد ما يهتجي، لا تعارك ويا معاوية، كل شيء ماكو، لان الامام هو الامام الحسن، عشر سنوات، لم يسمع من الامام الحسين شيئا في القضايا الاجتماعية مادام الامام الحسن موجود. حتی امير المؤمنين لم يسمع عنه في ايام النبي صلی الله عليه و آله شيئا في القضايا الاجتماعية. فالواحد من المؤلفين المصريين عبدالفتاح عبدالمقصود يجيء ايران قبل الثورة فببالي انه قال للاساتذة بالحوزة اجتمعوا وياهم قال عندي شيء مهم و هو انه كل خطب امير المؤمنين و كل كلمات المنقولة عنه بعد وفاة النبي، مادام النبي موجود امير المؤمنين كان ساكتا في القضايا الاجتماعية.
الرواية التاسعة: صحيحة الحلبي عن ابي عبدالله عليه السلام قال سألته عن الرجل يأخذ اللص يرفعه أو يتركه؟ فقال عليه السلام ان صفوان بن امية كان مضطجعاً في المسجد الحرام فوضع رداءه و خرج يهريق الماء فوجد رداءه قد سرق فقال من ذهب بردائي فذهب يطلبه فأخذ صاحبه، فرفعه الی النبي، فقال النبي اقطعوا يده فقال الرجل تقطع يده من اجل ردائي يا رسول الله؟ قال نعم قال فانا اهبه له فقال رسول الله صلي الله عليه و آله فهلا هذا كان قبل ان ترفعه الیّ قلت فالامام بمنزلته اذا رفع اليه قال نعم. حينما يقول الامام بمنزلة النبي يعني النبي غير الامام و الا النبي كان حاكما، ما يقول فالحاكم بمنزلة النبي، هذا تعبير غير مناسب، الامام يعني الامام المنصوب من قبل النبي مثل النبي في هذا الحكم. قد تقولون بان هذه الرواية لا يمكن العمل بها لانه لم يسرقه من الحرز حتی تقطع يده، مو مهم.
الرواية العاشرة: اقرأها عن ابي عبدالله عليه السلام قال سمعته يقول الواجب علی الامام اذا نظر الی رجل يزني أو يشرب الخمر ان يقيم عليه الحد و لا يحتاج الی بينة مع نظره لانه امين الله في خلقه. امين الله في خلقه يعني الله سبحانه و تعالی ائتمنه في خلقه، هذا ظاهر في من نصبه الله سبحانه و تعالی للامامة لا من ينتخبه الشعب.
الرواية الحادي عشر: معتبرة محمد بن مسلمم عن ابي جعفر عليه السلام قلت له رجل جنی علیّ اعفوا عنه أو ارفعه الی السلطان فقال هو حقك ان عفوت عنه فحسن و ان رفعته الی الامام فانما طلبت حقك و كيف لك بالامام؟ يعني الامام ليس مبسوط اليد حتی ترفع امرك اليه. انی لك بالامام هل المراد انی لك بالحاكم العادل؟ لعله يوجد حاكم عادل، علی بن يقطين لم يكن حاكما عادلا؟ سلمان في زمان الخليفة الثانية لم يكن حاكما عادلا، هل هو حاكم جائر كان؟ العياذ بالله. قد يكون في عهد الخلفاء الجور بعض الامراء عدول كانوا، استأذنوا من الامام، موجود في بحث الولاية من قبل الجائر في المكاسب، انهم كانوا احيانا مأذونين من قبل الامام، شيعة خلصين الامام اجاز لهم في الولاية من قبل الجائر فهو حاكم عادل. انی لك بالامام يعني انی لك بامام معصوم بيده قدرة لانهم عزلونا عما اختاره الله لنا و غصبوا حقنا.
فهذه عدة روايات يستظهر منها ان المراد من الامام هو المعصوم و لا اقل من احتمال ذلك. فهل هناك روايات اخری قد يظهر منها ان المراد من الامام اعم من المعصوم نتكلم عن ذلك في ليلة الاحد ان شاءالله.
و الحمد لله رب العالمين.