دانلود فایل صوتی 250209_1932 250209_1932
دانلود فایل خام 73-14460810 73-14460810

فهرست مطالب

فهرست مطالب

پخش صوت

250209_1932

الدرس 73-278

الاحد – 10 شعبان المعظم 46

 

أعوذ باللّه من الشيطان الرجيم بسم اللّه الرحمن الرحيم الحمد للّه ربّ العالمين و صلی اللّه علی سيّدنا محمّد و آله الطاهرين و لعنة اللّه علی أعدائهم أجمعين.

 

كان الكلام في حجية البينة علی ثبوت الهلال في اول رمضان.

کلام السيد الزنجاني في حجية البينة علی ثبوت الهلال في اول رمضان

نقلنا عن السيد الزنجاني انه قال مقتضی التامل في الروايات ان حجية ‌البينة علی ثبوت الهلال مشروطة بامرين: الاول عدم تيسر تحصيل العلم الشخصي بثبوت الهلال فاذا تتمكن تسأل غير هذين الشاهدين تراجع المواقع و تسأل عن اشخاص مطلعين و يحصل لك العلم الشخصي بثبوت الهلال فيلزم ذلك و لا تكون البينة حينئذ حجة. الامر الثاني الذي يكون شرطا في حجية ‌البينة ان لا يكون عدد الشاهدين قليلا جدا بين المستهلين بحيث يقول شخصان رأينا الهلال و يقول الباقون الذين هم اكثر بكثير نحن لم نر الهلال فان هذا يورث الوثوق بخطأ هذين الشاهدين.

يقول السيد الزنجاني ما يدعيه السيد الخوئي من ثبوت دليل علی حجية البينة مطلقا بحيث لو تعارضت الروايات في المقام يكون المرجع اطلاق دليل حجية ‌البينة مو صحيح، ‌ما عندنا اطلاق هكذا، لا يستفاد من قوله عليه السلام انما اقضي بينكم بالبينات و تطبيق البينة ‌علي الشاهدين العدلين ان شهادة العدلين حجة مطلقا في كل مجال، فالمهم ان نری هل توجد رواية معتبرة تدل علی حجية البينة علی الهلال مطلقا.

يقول السيد الزنجاني الرواية الوارد‌ة في حجية البينة 18 رواية، نقسمها الی ثلاثة ‌اقسام:

القسم الاول ما كان ناظرا الی انه لو لم يصم اهل بلد في يوم الجمعة مثلا بدأوا بصيام شهر رمضان من يوم السبت ثم جاء شاهدان من بلد آخر و شهدا بان اهل ذاك البلد الآخر صاموا يوم الجمعة فامر الامام عليه السلام بان اهل هذا البلد الثاني يقضون يوما لانهم صاموا من يوم السبت. هذه الروايات لا اطلاق لها بالنسبة الی حجية ‌البينة حتی لو كان الجو صافيا. مثلا في صحيحة هشام عن ابي عبدالله عليه السلام في من صام تسعة و عشرين قال ان كان له بينة عادلة علی اهل مصر انهم صاموا ثلاثين علی رؤية قضی يوما هل اطلاق في هذه الرواية بالنسبة الی حجية هذه البينة لكل الفروض؟ الجو صافي شهد العدلان بثبوت برؤية الهلال في هذا الجو الصافي و لم يحصل لي العلم هل شهادة هذين العدلين حجة؟ مو معلوم، لا اطلاق لهذه الروايات في القسم الاول في اثبات حجية ‌البينة مطلقا.

و هكذا صحيحة ابي بصير عن ابي عبدالله عليه السلام انه سئل عن اليوم الذي يقضی من شهر رمضان فقال لا تقضه الا ان يثبت شاهدان عدلان من جميع اهل الصلاة متي كان رأس الشهر و لا تصم ذلك اليوم الذي يقضی الا ان يقضي اهل الامصار فان فعلوا فصمه. يقول ان لم تصم يوم الجمعة بدأت بصوم يوم السبت ثم جاء شاهدان عدلان شهدا بان يوم الجمعة كان اول شهر رمضان فاقضه قال الا ان يثبت شاهدان عدلان من جميع اهل الصلاة، يقول السيد الزنجاني إما هذه الصحيحة مثل الصحيحة السابقة ليست بصدد بيان حجية البينة مطلقا حتی لو كان الجو صافيا و شهد عدلان برؤية الهلال في هذا البلد، ‌ما عندنا اطلاق هكذا. مضافا الی انه في هذه الرواية كان التعبير ان يثبت شاهدان عدلان من جميع اهل الصلاة، يعني لا يعتبر في الشاهد ان يكون مؤمنا، كل من صلی و لو كان غير مؤمن، هذا لا بد ان يحمل علی التقية لانه يعتبر في شهادة الشاهدين علی ثبوت الهلال كونهما مؤمنين من الطائفة المحقة.

هذا هو القسم الاول.

القسم الثاني تقريبا ست روايات، تدل علی انه لا يجوز في الهلال الا شهادة عدلين مثل صحيحة ‌الحلبي: كان علی عليه السلام يقول لا اجيز في الهلال الا شهادة رجلين عدلين، و نحوها من سائر الروايات. هل ينعقد اطلاق في هذا القسم الثاني لاثبات حجية شهادة العدلين مطلقا؟ لا، هذا نظير قوله لا صلاة الا بطهور، ‌هذا لا يعني انه كل ما كانت الصلاة مع الطهور فتصح و لو كانت فاقدة للركوع.

القسم الثالث ما ورد في هلال شوال كصحيحة محمد بن قيس: قال اميرالمؤمنين عليه السلام اذا رأيتم الهلال فافطروا أو شهد عليه عدل من المسلمين فان غمّ عليكم فعدّوا ثلاثين ليلة ثم افطروا. هذه الصحيحة ناظرة الی هلال شوال، اذا رأيتم الهلال فافطروا، ما قال فصوموا. و مورد الرواية كون الجو صافيا لانه بعد ذلك قال فان غمّ عليكم فعدّوا ثلاثين ليلة ثم افطروا. و قد ذكر الاعلام انه في هلال شوال ماكو خلاف بين الفقهاء في حجية البينة.

القسم الرابع هو الذي يدل علی حجية البينة مطلقا اما تلك الاقسام الثلاثة ‌لا تدل علی حجية البينة في هلال رمضان بقول مطلق. القسم الرابع ينحصر في رواية لا يخلو سندها من اشكال و هي الرواية ‌التي رواها المفيد رحمة الله عليه في المقنعة قال روی ابن ابي نجران عن عبدالله بن سنان عن ابي عبدالله عليه السلام قال سمعته يقول لا تصم الا للرؤية أو يشهد شاهدا عدل، هذه الرواية ‌تدل علی حجية ‌البينة ‌علي رؤية هلال شهر رمضان مطلقا.

لكن يرد عليها اولا ان الشيخ المفيد لم يذكر سنده الی ابن ابي نجران. نعم مرسل جزمي، بعض الفقهاء كالسيد الخميني و حتی السيد الخوئي في الدور الاصولية السابقة علی دورة مصباح الاصول اي الدورة التي قرّرها المرحوم السيد علی شاهرودي، دراسات، هناك قالوا بان المراسيل الجزمية ‌لمثل الصدوق حجة لانه يشهد بان الامام قال كذا أو مثلا ابن ابي نجران روی لانه شهادة من مثل الشيخ الصدوق و الشيخ المفيد و تجري فيها اصالة الحس، نحتمل ان يكون لمثل الشيخ المفيد في المقام سند صحيح الی هذه الرواية. و ذكر السيد الخوئي في اول المعجم ان الشيخ الطوسي أو النجاشي حينما يوثقان شخصا فتجري في توثيقهما اصالة الحس لاحتمال انهما سمعا ذلك من ثقة عن ثقة و من كابر عن كابر، هذا الاحتمال كافي لاجراء اصالة الحس.

لكن هذا المبنی مر منا مرارا غير تام عقلائيا فان العقلاء اذا علموا بانك لا يمكنك النقل المباشري تنقل قضايا عن السيد البروجردي عن السيد الحكيم، يسألون اشكد عمرك، ‌تقول ما وصل ثلاثين سنة، يا ابه اشلون كانّك بقية السلف الصالح، تنقل ظن القضايا عن غيرك و لكن تنقلها نقلا جزميا، ‌كان السيد البروجردي يقول هكذا كان السيد الحكيم يقول هكذا، الناس يعتمدون علی نقلك؟‌ انت ثقة بلا اشكال، ما نحتمل انك كذاب و لكن الوسيط بينك و بين السيد البروجردي من هو؟ اشمدرينا، ‌العقلاء لا يعتمدون علی هذا النقل الذي لا يحتمل فيه ان يكون نقلا مباشريا.

و ثانيا، يقول السيد الزنجاني هذه الرواية معارضة بروايتين و بعد تساقط هذه الرواية بمعارضتها بروايتين فيكون المرجع اصالة عدم حجية البينة، الشك في الحجية ‌مساوق للقطع بعدمها لاننا لا نملك اطلاقا يدل علی حجية البينة مطلقا، ‌هذا الذي اسسه خلافا للسيد الخوئي الذي اسس اطلاق في دليل حجية البينة بحيث لو تعارضت الروايات يرجع الی ذاك الاطلاق، السيد الزنجاني يقول ما عندنا اطلاق هكذا.

ما هو المعارض لرواية ابن ابي نجران؟ المعارض لها صحيحة الخزاز و موثقة ابن بكير، اما موثقة ابن بكير تقول عن ابي عبدالله عليه السلام صم للرؤية و افطر للرؤية و ليس رؤية الهلال ان يجيء الرجل و الرجلان فيقولان رأينا الرؤية ان يقول القائل رأيت فيقول القوم صدقت. رجلان يقولان رأينا الهلال فاذا قال القوم صدقت هنا يقبل قولهما.

و اما صحيحة الخراز أو الخزاز فهي ما نقلناها سابقا ان شهر رمضان فريضة من فرائض الله فلا تؤدوا بالتظني، يقول السيد الزنجاني لا تؤدوا بالتظني يعني الظن ليس بحجة فاذا شككنا في حجية ‌البينة ‌التي لا تفيد الا الظن فيكون المرجع قوله لا تؤدوا بالتظني مضافا الی قاعدة الشك في الحجية مساوق للقطع بعدمها. و ليس رؤية الهلال ان يقوم عدة فيقول واحد قد رأيته و يقول الآخرون لم نره اذا رآه واحد رآه مأة و اذا رآه مأة رآه الف و لا يجزئ في رؤية الهلال اذا لم يكن في السماء علة اقل من شهادة خمسين، هذه معارضة لرواية ابن ابي نجران التي رواها الشيخ المفيد و اذا كانت في السماء علة قبل شهادة رجلين يدخلان و يخرجان من مصر.

السيد الزنجاني يقول نحن سابقا ايدنا السيد الخوئي في تفسيره لهذه الصحيحة و نحوها من ان مفادها انه اذا كان المستهلون كثيرين، مأة شخص استهلوا، عشرة منهم قالوا رأينا الهلال و الجو صافي، الامام يقول ليس الهلال ان يقوم واحد فيقول رأيت اذا رآه واحد رآه مأة مثلا، يعني علی تعبير السيد السيستاني يقول المعارضة الحكمية. هناك معارضة حقيقية، يشهد عدلان بثبوت الهلال و يشهد عدلان آخران بانه لم يكن الهلال في الافق، بعض الشهود هكذا يشهدون، يقولون كل شيء ما كان، يقال لهم لعلكم انتم لو ترون الهلال، يقولون لم نر الهلال، انا اخصيين في هذا المجال و عيوننا قوية، بل نستخدم النظارات، ما رأينا الهلال يعني ما كان في الافق فهذه شهادة معارضة حقيقية للشهادة علی ثبوت الهلال. يقول السيد السيستاني هناك معارضة حكمية بان قال جماعة كثيرون لم نر الهلال لكن لا نكذبهما، نحن لم نر الهلال. و لكن حيث ان عدد المستهلين الذين قالوا لم نر الهلال اكثر جدا من الشهود علی ثبوت الهلال فيشكل ذلك معارضة حكمية فتسقط شهادة الشاهدين بثبوت الهلال عن الحجية.

يقول السيد الزنجاني نحن كنا نوافق علی هذا التفسير لصحيحة الخزاز و لكن شفنا ان موافقتنا للسيد الخوئي في بيان معنی هذه الصحيحة مو تام، ليش؟ لان السيد الخوئي يقول لم يذكر في الرواية ان الشهود كان بينهم عدلان، لا، لا يجزئ في رؤية الهلال اذا لم يكن في السماء علة اقل من شهادة خمسين. يقول السيد الزنجاني شنو هذا المعنی، يعني الامام حينما يقول ليس الهلال ان يقوم واحد فيقول قد رأيت و يقول الآخرون لم نره ناظر الی ذاك الذي يدعي الرؤية و هو غير عادل؟ لا، ميزة الهلال انه اذا رآه واحد يراه مأة، المشكلة في شهادة عدد قليل علی رؤية الهلال ليس انهم لم يكن بينهم عدول كما يقول السيد الخوئي، لا، لاجل ان المشكلة في الهلال، ميزة الهلال انه اذا كان موجودا في الافق يراه اغلب الناس و لا يختص برؤيته جماعة قليلون. ثم قال:‌ يا سيدنا الخوئي انتم قلتم بانه في هذه الصحيحة فصّل بين البينة من خارج البلد و البينة من داخل البلد و هذا لا معنی له الا بان يكون لنكتة ان البينة من داخل البلد ابتليت بمعارضة حكمية مع عدد كثير يقولون لم نر الهلال، ‌يقول السيد الزنجاني من اين؟ يا سيدنا الخوئي من اين نكتة عدم حجية البينة من داخل البلد هو ابتلاءها بالمعارضة الحكمية مع قول اكثرين انهم لم يروا الهلال، ‌لا. يا سيدنا الخوئي انت تقول لا خصوصية لخمسين نفر، ليش تقول لا خصوصية لخمسين نفر؟ لعله اذا كان الجو صافي فلا بد ان يبلغ عدد الشهود علی ثبوت الهلال من نفس البلد خمسين عدد القسامة، هذا مو محتمل؟ انتم تقولون هذا مو محتمل، ‌ليش مو محتمل؟ و قد افتی‌ به الشيخ الطوسي في بعض كتبه، ‌يقول اذا كان الجو صافي لا بد ان يبلغ عدد الذين يشهدون بثبوت الهلال في البلد خمسين شخص لا يكفي اقل من ذلك.

فاذن صارت النتيجة ان السيد الزنجاني يقول الرواية التي يصلح لان يستدل بها علی حجية البينة مطلقا هي رواية لا يخلو سندها من ضعف و هي رواية مفيد عن ابن ابي نجران و هذه الرواية مبتلاة بالمعارضة مع موثقة ابن بكير و صحيحة الخراز و بعد سقوطها بالمعارضة مع هاتين الروايتين يكون المرجع قوله عليه السلام ان شهر رمضان فريضة من فرائض الله فلا تؤدوا بالتظني يعني ان الظن ما يكفي، لا بد من العلم فلا بد من تحصيل العلم بثبوت الهلال، اذا لم يمكن فهناك نلتزم بحجية البينة.

هذا محصل كلام السيد الزنجاني، تاملوا فيه الی ليلة الاربعاء ان شاء الله.

و الحمد لله رب العالمين.