دانلود فایل صوتی 250204_1932 250204_1932
دانلود فایل خام 71-14460805 71-14460805

فهرست مطالب

فهرست مطالب

پخش صوت

250204_1932

الدرس 71-276

الثلثاء – 5 شعبان المعظم 46

 

أعوذ باللّه من الشيطان الرجيم بسم اللّه الرحمن الرحيم الحمد للّه ربّ العالمين و صلی اللّه علی سيّدنا محمّد و آله الطاهرين و لعنة اللّه علی أعدائهم أجمعين.

 

الكلام في حجية البينة علی ثبوت الهلال

كان الكلام في حجية البينة علی ثبوت الهلال.

فذكر السيد الخوئي ان هناك دليل عام علی حجية البينة و ادلة خاصة علی حجية ‌البينة في المقام.

بعضهم ناقش في حجية البينة بشكل عام مثلا السيد الزنجاني قال ليس عندنا دليل عام علی حجية البينة بحيث يشمل حجية البينة علی ثبوت الهلال ثم جمع بين الروايات الوارد‌ة ‌في المقام بان حجية ‌البينة علی رؤية الهلال تختص بما اذا لم يتيسر للانسان تحصيل العلم اذا امكنكم تحصيل العلم و الاطمئنان بثبوت الهلال فيستفاد من مجموع الروايات انه لا يحق لكم ان تعتمدوا علی شهادة عدلين. هكذا اختار في نهاية ‌المطاف. في البداية انكر وجود دليل عام علی حجية البينة.

الا اننا ذكرنا انه لا يبعد استفادة حجية البينة في غير باب القضاء من الفحوی فان جواز قطع يد السارق، جواز قتل المرتد، ‌جواز قتل المتهم بقتل البريء، لاجل قيام البينة علی ذلك، أ لا يوجب ان يفهم العرف انه مع كون هذه الامور من الامور المهمة اكتفی‌ الشارع بشهادة عدلين فكيف لا يكتفي بشهادة عدلين في سائر المجالات في قضية الهلال و نحوها؟

السيد الصدر تمسك لاثبات حجية ‌البينة بشكل عام بان عنوان البينة طبّق في كلام النبي و الائمة عليهم السلام علی شهادة عدلين و حيث ان شهادة العدلين حجة عقلائية فيستفاد من تطبيق عنوان البينة علی شهادة العدلين ان الشارع امضی ذاك المرتكز العقلائي و المرتكز العقلائي لا يميز بين موارد قيام البينة فامضاء هذا المرتكز العقلائي ايضا يكون مطلقا.

و لكن انا شخصيا لم احرز بناء العقلاء علی حجية البينة فانه لا خصوصية عند العقلاء لكون المخبر عدلا بل يكفي ان يكون ثقة كما ان تعدد المخبر لا اثر له في نظر العقلاء فلابد ان يعني ذلك ان العقلاء يرون خبر الثقة حجة و هذا مما لم يثبت عندنا كما لم يثبت عند السيد السيستاني فقال ان العقلاء انما يعتمدون علی خبر الثقة اذا اوجب الوثوق الشخصي. فاذن لم يتم لنا وجود بناء عقلائي علی حجية شهادة العدلين.

ثانيا: افرض ان شهادة العدلين حجة عقلائية و المعصوم طبّق علی شهادة العدلين عنوان البينة و لكن لا يستفاد من ذلك ان الشارع امضی المرتكز العقلائي بعرضه العريض. نعم اذا تتمسكون بسكوت الشارع عن ردع بناء العقلاء ذاك شيء آخر اما مجرد ان الشارع طبّق عليه عنوان البينة لا يؤثر. مو مهم.

الادلة ‌الخاصة

نرجع الی الادلة ‌الخاصة في المقام علی حجية البينة. هناك تقريبا 16 رواية علی حجية البينة في امر الهلال منها صحيحة ‌الحلبي انه قال ان عليا عليه السلام كان يقول لا اجيز في الهلال الا شهادة رجلين عدلين. و في صحيحة ‌منصور بن حازم فان شهد عندكم شاهدان مرضيان بانهما رأياه فاقضه. الی غير ذلك من الروايات.

الروايات المعارضة

المهم وجود روايات معارضة:

الرواية الاولی: صحيحة محمد بن مسلم عن ابي جعفر عليه السلام: اذا رأيتم الهلال فصوموا و اذا رأيتموه فافطروا و ليس بالرأي و لا بالتظني و لكن بالرؤية و الرؤية ليس ان يقوم عشرة فينظروا فيقول واحد هو ذا و ينظر تسعة فلا يرونه اذا رآه واحد رآه عشر آلاف و اذا كانت علة فاتم شعبان ثلاثين. فيقال بان مفاد هذه الصحيحة ان امر الهلال ليس بنحو يستهل جماعة و يقول اثنان منهم نحن رأينا الهلال، لايعتمد علی شهادتهما، لماذا لم يروه الآخرون.

الرواية الثانية: صحيحة ابي ايوب ابراهيم بن عثمان الخزاز (او الخراز) عن ابي عبدالله عليه السلام قال قلت له كم يجزئ في رؤية الهلال؟ (يعني كم يجزئ من شهادة العدول في رؤية الهلال) فقال ان شهر رمضان فريضة من فرائض الله فلا تؤدوا بالتظني و ليس رؤية الهلال ان يقوم عدة فيقول واحد قد رأيته و يقول الآخرون لم نره اذا رآه واحد رآه مأة و اذا رآه ماة رآه الف و لا يجزئ في رؤية الهلال اذا لم يكن في السماء علة اقل من شهادة ‌خمسين و اذا كانت في السماء علة قبلت شهادة رجلين يدخلان و يخرجان من مصر. يعني اذا كان في السماء علة و غيم، غبار، يقبل شهادة عدلين جاءا من بلد آخر و اما اذا كان الجو صافيا فلا يقبل شهادة اقل من خمسين نفر.

الرواية الثالثة: رواية حبيب الخزاعي (او الجماعي) قال ابوعبدالله عليه السلام: لا تجوز الشهادة في رؤية الهلال دون خمسين رجلا عدد القسامة و انما تجوز شهادة رجلين اذا كانا من خارج المصر و كان بالمصر علة (بلدنا به غيمُ و جاء رجلان عدلان من بلد آخر فاخبرا بانهما رأيا الهلال في بلدهما) فاخبرنا بانهما رأياه و اخبرا عن قوم صاموا للرؤية و افطروا للرؤية. و يشترط في حجية ‌اخبارهما ان يخبرا عن ان اهلهما و قومهما و اهل مصرهما صاموا يعني اذا قالا نحن في مثلا افرض شاهرود، يقولون شاهرود خوش مكان لرؤية الهلال، رأينا الهلال، فلا بد ان نسألهما هل صام اهل شاهرود؟ اذا قالا لا، ما صاموا، نحن رأينا الهلال، ‌لايقبل منهما. اخبرا عن قوم صاموا للرؤية يعني يخبران بان اهل بلدهما صاموا لرؤية الهلال.

الرواية الرابعة: رواية ابي العباس عن ابي عبدالله عليه السلام قال: الصوم للرؤية و الفطر للرؤية و ليس الرؤية ان يری واحد و لا اثنان و لا خمسون يعني لا بد من حصول العلم بثبوت الهلال.

السيد الخوئي نقل عن صاحب الحدائق انه لاجل هذه الروايات مال الی القول بعدم حجية البينة علی الهلال بشكل مطلق بل فصّل بينما اذا كان في السماء علة فقال يقبل شهادة عدلين و ما اذا لم يكن في السماء علة يعني كان الجو صافيا فلا يقبل قول البينة بل لا بد من حصول العلم.

و علی اي حال السيد الخوئي اولا تكلم عن سند هذه الروايات: الروايتان الاوليتان معتبرتان بلا اشكال فلا بد ان يتمحض البحث في دلالتهما.

و اما رواية حبيب الخزاعي (او الجماعي) يقول السيد الخوئي مشكلتها عدم ثبوت وثاقة حبيب، ‌في بعض نسخ وسائل الشيعة مكتوب: حبيب الخثعمي و حبيب الخثعمي ثقة لكن السيد الخوئي قال لم تثبت نسخة صحيحة علی ان حبيب هو الحبيب الخثعمي. صحيح. و هذه الطبعة الجديدة للوسائل ليس فيها حبيب الخثعمي.

و اما رواية ابي العباس يقول السيد الخوئي لولا قاسم بن عروة لكنا نصحح سندها و لكن قاسم بن عروة مجهول.

البحث عن وثاقة قاسم بن عروة

قاسم بن عروة من مشايخ ابن ابي عمير لكن السيد الخوئي لا يقيم لذلك وزنا يقول الشيخ الطوسي اشتبه في كتاب العدة حيث قال ابن ابي عمير و صفوان و البزنطي عرفوا بانهم لا يروون و لا يرسلون الا عن ثقة هو اشتبه فهم من كلام الكشي في اصحاب الاجماع انه يريد يوثّق الذين ذكر اسماءهم فقال اجمعت العصابة ‌علي تصحيح ما يصح عنهم و لكن كما ذكر السيد السيستاني و السيد الزنجاني و السيد الصدر لا وجه لان نقول الشيخ الطوسي كان مشتبها، ‌من اين؟ هو يشهد بان ابن ابي عمير عرف و اشتهر بانه لا يروي الا عن ثقة.

الطريق الثاني لاثبات وثاقة قاسم بن عروة و الذي اشكل عليه السيد الخوئي هو ان الشيخ المفيد في كتاب المسائل الصاغانية وثّق القاسم بن عروة.

السيد الخوئي يقول: انا ادري كان للشيخ الطوسي كتاب يسميی بالمسائل الصاغانية (او فقل الرسالة الساسانية ) و لكن هل هذا الموجود بايدينا هو نفس كتاب الشيخ المفيد؟ هذه النسخة صحيحة؟ مو معلوم. بل هناك قرائن علی ان هذه النسخة الموجودة اليوم مزوّرة، ليش؟ لم يذكر السيد الخوئي طبعا الشواهد الموجودة ‌في كتاب المسائل الصاغانية الموجود اليوم مزورة علی الشيخ المفيد. لكن نحن تتبعنا فوجدنا ان ما لا يتناسب مع الشيخ المفيد هو ثلاث عبارات:

العبارة ‌الاولی في صفحة 144 يقول الشيخ المفيد: هذا الشيخ الضال (الشيخ فضل بن عباس الصاغاني الحنفي) يقول: لله تعالی ماهية، فهو ضال. هذا المقدار لا بأس به. الشيخ المفيد ينفي الماهية عن الله سبحانه و تعالی، مثل كثير من الفلاسفة يقول الله سبحانه و تعالی فوق الماهية و المعنی الحرفي دون الماهية. يعتبر الالتزام بكون الله سبحانه و تعالی ذا ماهية ضلالة، مو مهم هذا.

العبارة الثانية: يقول هذا الشيخ الضال بخلق القرآن، يعتبر ان القرآن مخلوق فهو ضال. هل يعني الشيخ المفيد لا يری ان القرآن مخلوق بل هو قديم؟ اهم شيء هو هذا ان هذا الشيخ الصاغاني الحنفي قال بخلق القرآن فيعتبر ان هذا ضلالة. نعم اذا كان الشيخ المفيد يعتبر ان القول بخلق القرآن ضلالة و يريد من خلق القرآن حدوث القرآن، نعم، هذا لا يتناسب مع الشيخ المفيد كيف و هو في اوائل المقالات بان الصحيح هو القول بخلق القرآن و حدوثه و انه ليس بقديم.

و لكن انا احتمل ان مراده من ان هذا الشيخ الصاغاني المنحرف يری خلق القرآن احتمل ان هذا الشيخ المنحرف يری ان القرآن مخلوق البشر، مثل ما يدعيه ذاك الضال المنحرف الذي شرد من ايران و كل يوم يأتي بانحراف جديد و يدعي اشياء جديدة تنتهي الی انكار كون القرآن كلام الهي سبحانه و تعالی و يعتبر ان المعاد رؤيا نبوية، ‌يقول هذا كلام النبي مو كلام الله. لعل ذاك الشيخ الصاغاني كان يقول بخلق القرآن اي ان القرآن مخلوق البشر. لو كان عبارة ‌الشيخ المفيد انه يقول بحدوث القرآن نعم هذا صريح و لكن العبارة هكذا: هذا الشيخ المنحرف يقول بخلق القرآن، لعله يری ان خلق القرآن يعني انه مخلوق البشر، بينما ان الله سبحانه و تعالی‌ يقول و ما هو بقول بشر.

و هناك عبارة ثالثة اكثر شيء انها خطأ في تسهيل التاريخ فانه يقول هذا الشيخ المنحرف في سنة 340 ذهب الی نيسابور و التقی بابن الجنيد و تكلم عليه مع ان الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد يقول فضل بن عباس الصاغاني الحنفي جاء الی بغداد سنة 420 يعني بعد 80 سنة ‌من ذاك التاريخ و من بغداد ذهب الی الحج. فيقال بانه لا يتلائم من ان يزور هذا الشيخ الصاغاني نيسابور سنة 340 يلتقي بان الجنيد كعالم و يتكلم عليه ثم بعد 80 سنة يسافر الی بغداد و من بغداد يسافر الی الحج، هذا مو محتمل.

لكن هذه العبارة اكثر شيء انها خطأ في تسهيل التاريخ و كما يقول السيد الزنجاني هذا كتاب المسائل الصاغانية مكتوب في ضمن كتب الشيخ المفيد و لها نسخة قديمة موجودة في مكتبة السيد المرعشي النجفي و قد كتبت هذه النسخة في قرن التاسع و ليس هناك نسخة معارضة لها، لماذا لا نعتمد عليها؟

فاذن قاسم بن عروة ثقة هم لاجل رواية ابن ابي عمير عنه و هم لاجل توثيق الشيخ المفيد في كتاب المسائل الصاغانية له و اكثار الحسين بن سعيد الرواية عنه مؤيد لوثاقته.

فاذن صار ثلاث روايات معتبرات فنتكلم عن دلالة هذه الروايات علی عدم حجية البينة إما مطلقا أو في فرض كون الجو صافيا.

فهل اجوبة السيد الخوئي عن هذه الروايات و دفاعه عن حجية البينة مطلقا صحيحة أو ان الصحيح ما وصل اليه السيد الزنجاني من ان مفاد هذه الروايات و مقتضی الجمع بينها و بين الروايات الدالة ‌علي حجية البينة ان حجية ‌البينة مختصة بفرض العجز عن تحصيل العلم الشخصي بثبوت الهلال نتكلم عن ذلك في ليلة ‌الاحد ان‌ شاء الله.

و الحمد لله رب العالمين.