الدرس 104-309
الثلاثاء – 15 ذيقعدة الحرام 46
أعوذ باللّه من الشيطان الرجيم بسم اللّه الرحمن الرحيم الحمد للّه ربّ العالمين و صلی اللّه علی سيّدنا محمّد و آله الطاهرين و لعنة اللّه علی أعدائهم أجمعين.
تتمة البحث عن تفصيل السيد سعيد الحكيم
نقلنا البارحة مطلبا عن السيد الحكيم في مصباح المنهاج و ذكرنا له توجيها ثم اشكلنا عليه و حاصل هذا التوجيه ان اعتبار مثلا يوم الجمعة لامريكا اعتبار مستحدث فمن اين لا يكون هذا اليوم الذي هو يوم الجمعة في امريكا يوم السبت أو ان هذا اليوم الذي يوم الخميس في امريكا يوم الجمعة لانه اذا استكشفت امريكا من طريق الصين كان الوضع يختلف و معنی ذلك انه اذا يريد يغتسل للجمعة فهذا الغسل لا يغني عن الوضوء لانه مو معلوم ان هذا اليوم الذي في امريكا اعلن انه يوم الجمعة الشارع يقبل انه يوم الجمعة فلعله يوم السبت، اذا يريد يحتاط يجمع بين غسل يوم الجمعة و بين غسل يوم آخر بعده و لكن لا يغني عن الوضوء.
قلنا بان هذا يعني بان الشارع يعاند الناس لان احتمال ان كون هذا اليوم يوم الجمعة ينبثق عن نكتة تكوينية سابقة ليس احتمالا عرفيا بل الملاكات التكوينية تتبع كون هذا اليوم يوم الجمعة في عرف الناس أو يوم الخميس في عرف الناس.
و مع الغمض عن ذلك نقول انتم قبلتم اطلاق صحيحة هشام عن ابي عبدالله عليه السلام فيمن صام تسعة و عشرين قال ان كانت له بينة عادلة علي اهل مصر انهم صاموا ثلاثين علی رؤية قضی يوما، لا علاقة لنا بانه في امريكا بدأوا شهر رمضان من يوم الجمعة أو من يوم آخر، المهم انهم صاموا ثلاثين يوما و نحن صمنا تسع و عشرين يوما، اخبرونا باننا صمنا ثلاثين لاننا رأينا الهلال، في ليلة نحن سمينا بليلة الاحد مثلا، مو مهم، افرض انها ليلة الاثنين لكن انتم صمتم تسع و عشرين يوم نحن صمنا في امريكا ثلاثين يوما، الروايات تقول قضی يوما، هذه الروايات مطلقة.
نعم، من يدعي كما يدعيه السيد الزنجاني بان هذه الصحيحة التي اقوی الروايات التي قد تدل علی مختار السيد الخوئي منصرفة الی البلاد المتقاربة، هذا بحث آخر، السيد الحكيم ما يری ذلك، السيد الحكيم في مصباح المنهاج يقبل اطلاق الصحيحة، نعم مثل السيد الزنجاني له منهج آخر، السيد الزنجاني كالسيد السيستاني هو يعتبر ان المرتكز العرفي الواضح علی ان مبدأ للشهر الجديد هو قابلة الهلال للرؤية في البلد أو في البلاد المتقاربة مع احتمال رؤیة الهلال في البلد لانه يقول يسألونك عن الاهلة قل هي مواقيت للناس و الحج، هو الذي جعل الشمس ضياءا و القمر نورا و قدره منازل لتعلموا عدد السنين و الحساب و جعلنا الليل و النهار آيتين فمحونا آية الليل و جعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم و لتعلموا عدد السنين و الحساب، هل هذا يعني الاعتماد علی رؤیة الهلال في افريقيا؟ الناس اذا رأوا الهلال في بلدهم يعتبرون ان هذا مبدأ الشهر الجديد و يصير ميقاتا للناس في معاشهم و معادهم و بذلك يعلمون عدد السنين و يبدأون باول الشهر و الظاهر ان الشارع يجعل ما هو المتعارف لدی الناس ميقاتا و مبدئا لا ما لا يطلع عليه المتعارف من الناس و يقول هذه الرواية تنصرف الی البلاد المتقاربة فانه عادة كان الناس يجيئون من البلاد المتقاربة و يقولون رأينا الهلال لا انه يجيء شخصان عدلان من غرب افريقيا، يقول هذا امر نادر، هذا بحث آخر، ان مشينا علی ما يقول به السيد الحكيم في مصباح المنهاج فجوابه ما ذكرنا من ان صحيحة هشام مطلقة و لا تنصرف الی دعوی رؤیة الهلال في بلد آخر في يوم السبت مثلا أو في يوم الجمعة مثلا، لا، هذه الصحيحة لا علاقة لها باسماء ايام الاسبوع، هم قالوا نحن صمنا ثلاثين يوما و انتم صمتم تسع و عشرين يوما الرواية تقول اقض يوما. نعم ما يقول به السيد الزنجاني بحث آخر هو يقول هذه الصحيحة و ان كانت اقوی رواية تدل علی مختار السيد الخوئي لكن تنصرف الی البلاد المتقاربة التي نحتمل ان تكون ملازمة لقابلية الهلال للرؤیة في بلدنا، لا بأس ان اذكر كلاما للسيد الزنجاني بعد ما وصلنا الی هذه المرحلة.
قبل ان ذكر كلامه حوله صحيحة محمد بن عيسی نحن اجبنا عن هذه المطالب قلنا لولا صحيحة معمر بن خلاد التي هي سدّت الابواب علينا و جعلتنا مغلولة اليد لندافع عن السيد الخوئي، لكنا نؤيد و نوافق السيد الخوئي و نقول نعم لتعلموا عدد السنين و الحساب، يسألونك عن الاهلة قل هي مواقيت للناس لان هذا هو المنهج المتعارف في ذلك الزمان. شنو يبطلون حتی رؤیة الهلال في البلد ما يكتفون بها؟ المتعارف هكذا و لكن في نفس الوقت قال اذا شهد العدلان من بلد آخر انهم صاموا لرؤيته فاقضه. شتسوي؟ ذاك الوقت انتم اعطيتم طريقة تنحل المشاكل؟ ذاك الوقت هكذا كان هو المنهج المتعارف يمشون الناس امورهم به. اكثر شيء انه يكون مجزئ مادام لم ينكشف الخلاف، اما انه اذا انكشف الخلاف بطريق متعارف، في ايام الحج كانوا يجيئون من بلدان مختلفة للحج و قد يكون هناك يجري حديث حول شهر رمضان فيخبروهم انتم من وين؟ يقولون انا من خراسان، بشكل و آخر يبينون مقاصدهم، انتم من وين؟ من افريقيا، من جزائر، من مصر، ثم يتكلمون حول شهر رمضان، ذاك الوقت ما كان سياسة ما ادري فلان، بس يتكلمون عن شهر رمضان و عن الصوم و عن الصلاة، هسّنا كم يوم صمتم؟ هم يقولون تسع و عشرين يوم، يقولون هذا شيء عجب انا صمنا ثلاثين يوم، فعلی ایّ حال يعرفون، هذه الآيات تقول لا تعتمدوا علی هذه الشهادات؟ و اما الانصراف الی البلاد المتقاربة لا وجه لها و البلاد المتقاربة كما يقول السيد الخوئي قد تختلف في قابلية الهلال للرؤیة.
کلام السيد الزنجاني في صحيحة محمد بن عيسی
السيد الزنجاني في صحيحة محمد بن عيسی يذكر ثلاث احتمالات. انا كان في ذهني هذه الاحتمالات لكن اغمضت عنها شفت ان السيد الزنجاني يقول، اعود فاذكر تلك الاحتمالات. الاحتمال الاول هو ان يكون في ذهن هذا السائل ما هو المشهور من انه اذا رؤي الهلال في مصر فتكون نتيجته انه يجب عليهم الصوم واقعا و لا يجب علينا و نحن في بغداد ان نصوم، هذا هو رأي المشهور.
الاحتمال الثاني ان يقصد به اختلاف الفرض الظاهري يعني نحن لم يثبت لدينا الهلال و لكن يقول قوم من الحساب انه يثبت الهلال لاهل مصر، ففرضهم الظاهري يكون هو الصوم، بينما ان فرضنا الظاهري كان عدم وجوب الصوم فالاختلاف يكون في الفرض الظاهري لانه لم يثبت لدينا الهلال.
الاحتمال الثالث ان يراد من اختلاف الفرض اختلاف وقوع الصوم خارجا فيسأل هذا السائل هل ما يذكره قوم من الحساب معقول؟ ان يری الهلال في افريقيا و مصر فهم يصومون و نحن لم نصم فيسأل عن صحة قول الحساب فقط لا عن حكم شرعي لانه كان يستغرب ان يری الهلال في مصر و لا يری في بغداد لان الارض مسطحة عنده حسب فكرة العوام فسأل الامام عن قول الحساب صحيح أو مو صحيح حتی يختلف الفرض يعني حتی يختلف اتياننا بالصوم هم يصومون نحن لا نصوم لا انه يجب عليه ان يصوموا و لا يجب علينا، طبعا هم يرون الهلال يصومون نحن لم نر الهلال لا نصوم عادة و لكن السؤال ليس عن الحكم الشرعي، السؤال عن صحة قول الحساب. و بعد ذلك قال السيد الزنجاني الرواية مجملة. و الامام لم يكن بصدد التدخل في هذا الموضوع، قد لا يری مصلحة في ان يبيّن المطلب بشكل واضح، بيّن حكم هذا الشخص بشكل كلي قال خصوصا بناءا علی هذا الاحتمال الاخير انت تشك في رؤیة الهلال في بغداد، يعني تشك في قابلية الهلال للرؤیة في بغداد لانك تحتمل صدق الحساب في قولهم و تحتمل ان الهلال كان قابلا للرؤیة في بغداد فانا ابيّن لك حكما كليا لا تصومون الشك، فادعی السيد الزنجاني اجمال هذه الصحيحة و نحن ايضا قلنا باجمالها.
الرجوع الی البحث عن حكم الاسير و نحوه
نرجع الی البحث عن حكم الاسير و نحوه:
اذا شخص لا يشخّص شهر رمضان، ماذا يسمع؟
صحيحة عبد الرحمن بن ابي عبدالله: يصوم شهرا يتوخاه
ورد في صحيحة عبد الرحمن بن ابي عبدالله انه يصوم شهرا يتوخاه، في الكافي الطبع القديمة هو يتوخاه، هذا خطأ كما ذكر في الكافي الطبع دار الحديث و هم حقّقوا في اكثر من سبعين نسخة خطية قالوا كل النسخ التي رأيناها و في الوافي هكذا يصوم شهرا و يتوخاه، اصلا لا معنی لقوله هو يتوخاه. يصوم شهرا يتوخاه يعني يصوم شهرا يتوخی شهر رمضان يعني يكون بصدد طلب شهر رمضان، فان كان الشهر الذي صامه قبل شهر رمضان لم يجزئه و ان كان بعد رمضان اجزأه.
سند الرواية صحيح بلا اشكال. و من الغريب ان صاحب المدارك ناقش في السند و هكذا صاحب الحدائق توقف في السند. صاحب المدارك احتمل انه ناقش في السند لاجل ان السند مشتمل علی ابان بن عثمان و الشيخ الطوسي قال عنه كان ناووسيا فتخيل الوضع ان هذا يعني كونه واقفيا علی الامام الصادق عليه السلام، واقفي يعني الواقف علی الامام الكاظم عليه السلام، فرقة كانوا يسموهم بالفرقة الناووسية، هم وقفوا علی الامام الصادق و انقرضوا، لكن حسب ما حقق في محله ابان بن عثمان كان شيعيا مخلصا و كان ناووسيا يعني كان من قرية تسمی بالناووس لا انه كان من طائفة ضالة يسمون بالناووسية و تحقيق الكلام في محله. و لو فرض انه كان ناووسيا فلا اشكال في انه كان ثقة، لكن المهم انه لم يكن من الفرق المنحرفة بلا اشكال. و من جهة اخری طريق الصدوق الی هذه الرواية صحيح بلا اشكال، من لا يحضره الفقيه: و ما كان فيه عن ابان بن عثمان فقد رويته عن محمد بن الحسن بن الوليد عن الصفار عن يعقوب بن يزيد و ايوب بن نوح و ابراهيم بن هاشم و محمد بن عبدالجبار كلهم عن محمد بن ابي عمير و صفوان عن ابان بن عثمان الاحمر و ابان بن عثمان ينقل عن عبدالرحمن بن ابي عبدالله. و طريق الكليني ايضا صحيح، احمد بن ادريس عن الحسن بن علی الكوفي هو حسن بن علی بن عبدالله بن المغيرة الذي كان من الثقات عن عبيس بن هاشم، عبيس بن هاشم كما قال النجاشي هو عباس بن هاشم لكن تدرون الناس شتسون باسماء الآخرين، سووا العباس عبيس، كسّروه و عبيس بن هاشم ثقة بلا اشكال و صرح بذلك النجاشي. و طريق الشيخ الطوسي ايضا صحيح. و ما وقع في بعض النسخ بدل حسن بن علی بن الكوفي حسن بن علی عن عبدالله بن المغيرة أو حسن بن عبدالله بن المغيرة، هذا خطأ واضح.
فاذن السند صحيح، انما يقع الكلام في الدلالة. يتوخاه هل يختص بحصول الظن أو لا، راجعوا اللغة، منشأ النزاع من هنا: المشهور قالوا توخاه يعني ظن انه شهر رمضان، لكن اللغة تقول لا، توخی الشيءقصده، في كتاب النهاية لابن اثير توخيت الشيء اذا قصدت اليه و تعبدت فعله و تحريت فيه. و في مجمع البحرين الوخیي القصد. و هكذا في الصحاح. تذكرون ان الكليني في اول كتاب الكافي يقول فارجوا ان يكون كما توخيت، كما توخيت يعني شنو؟ يعني كما توقعت، كما طلبت. انت كتبت لي ارجوا ان تكتب كتابا تجمع فيه الآثار الصحيحة عن الصادقين عليهم السلام فانا كتبت كتابا وافي و ارجوا ان يكون كما توخيت يعني ارجوا كما ظننت؟ هو لم يظن شيئا، هو طلب و توقع و ارجوا ان يكون كما توخيت يعني كما توقعت و كما طلبت، فقوله توخاه اي طلبه، فاذا ظن ان هذا الشهر شهر رمضان فلا بد ان يصوم في هذا الشهر لانه مقتضی التوخي و اذا كل الاشهر متساوية فبرجاء ان يكون هذا الشهر شهر رمضان يصوم، فهذا يكون التوخي. و لاجل ذلك انا ما اشوف مشكلة في التمسك باطلاق هذه الصحيحة لفرض عدم حصول الظن. نعم يكون يراعي اقوی الاحتمالات و الا فلو كانت الاحتمالات متساوية يختار شهرا و يصوم متوخيا لشهر رمضان يعني طالبا لشهر رمضان.
اذا انتم مصرين تقولون لا، السيد الخوئي قال التوخي هو تحصيل الظن و مع عدم تحصيل الظن لا بد من الرجوع الی مقتضی القاعدة، ميخالف، يكون مقتضی القاعدة صوم السنة بكاملها كما سيأتي الحديث عنه في ليلة الاحد ان شاء الله.