الدرس 103-308
الإثنين – 14 ذيقعدة الحرام 46
أعوذ باللّه من الشيطان الرجيم بسم اللّه الرحمن الرحيم الحمد للّه ربّ العالمين و صلی اللّه علی سيّدنا محمّد و آله الطاهرين و لعنة اللّه علی أعدائهم أجمعين.
بقيت نكتة حول تفصيل السيد سعيد الحكيم
قبل ان اتكلم عن حكم الاسير و المحبوس بقيت نكتة حول تفصيل السيد سعيد الحكيم رحمة الله عليه يخطر ببالي ان ابيّن نكتة كانت في ذهني من السابق و احتمل قويا ان السيد الحكيم كان في ذهنه الشريف تلك النكتة. طبعا السيد الحكيم ماذا قال؟ قال لو رؤي الهلال في امريكا و لو اشترك البلد الذي رؤي فيه الهلال في امريكا مع بلدنا في بعض الليل لا يفيد خلافا للسيد الخوئي.
اشكلنا عليه في البداية اذا كان هناك قضية حقيقية في الروايات تقول اذا شهد عدلان من بلد آخر انهما رأيا الهلال فصدقهما، تشمل هذه الرواية رؤية الهلال في امريكا.
لكن تخطر ببالي نكتة و هي ان كون مثلا اليوم يوم الاثنين في امريكا لا يوم الاحد أو يوم الثلاثاء مجرد اعتبار، اشلون؟ لو فرض الذي اكتشف امريكا لم يكتشف امريكا من طريق الذهاب من الغرب بل ذهب من الصين و وصل الی امريكا من طريق المحيط هناك وصل الی كاليفرنيا، اختلفت الايام. مثلا يوم الجمعة تحرك ذاك المستكشف الاروبّي فذهب الی امريكا، كل ما يمشي يطول عليه النهار، اذا كان في بلده تغرب عليه الشمس قبل ساعات و لكنه لانه يذهب الی الغرب فيتأخر عليه غروب الشمس و حينما يصل الی امريكا يقول انا وصلت الی امريكا بعد مثلا ثلاثة ايام فهذا يوم الاثنين يبتني علی انه يوم الاثنين. و لكن لو ان شخصا من الصين كان يذهب الی جهة الشرق، يتقدم عليه غروب الشمس و يصير نهاره اقصر مما اذا كان في بلده و يصل الی امريكا و المسافة متساوية افرض بين مسافة ذاك المستكشف الاروبّي و هذا المستكشف الصيبي فيصلان في يوم واحد، ذاك المكتشف الصيبي ماذا يقول؟ يقول انا وصلت الی امريكا يوم الثلاثاء لانه قصرت عليه الازمنة لانه كل ما يتحرك يتحرك الی مطلع الشمس و يقترب من مطلع الشمس فيكون طلوع الشمس عليه اقرب مما لو كان في بلده، لو انت في ايران يكون طلوع الشمس عليك ابعد ممن تسافر الی الصين، لو انك صباحا تركت بالطيارة و تسافر الی الصين يكون نهارك قصيرا جدا. ذاك المستكشف الصيني طبعا يصل الی جهة اخری جهة الشرق من امريكا، واشنطن، فيقول وصلت الی امريكا يوم الثلاثاء. ذاك المكتشف الاروبّي يخابر يقول حياكم الله اليوم يوم الاثنين ذاك المكتشف الصيني حياكم الله هذا يوم الثلاثاء، في نفس الوقت.
فاذن حظنا ان المكتشف الاروبّي هو الذي اكتشف امريكا، كريستوف كلمب، فصار يوم الاثنين في امريكا بعد يوم الاثنين من ايران و ليلة الاثنين بعد ليلة الاثنين عندنا، بينما انه لو كانت امريكا تستكشف من خلال مستكشف صيني لكان الامر بالعكس، ليلة الاثنين في امريكا تكون قبل ليلة الاثنين في بلدنا، تطلع الشمس هناك أو تغرب الشمس هناك قبلنا بهذا الاعتبار بعد و الا الارض كروية، اين المشرق في الكرة و اين المغرب؟ كل الكرة الارضية مشرق و كل الكرة الارضية مغرب، مشارق و مغارب، انما نلحظ بلادنا نقول مشرق الشمس مغرب الشمس.
اذن من الذي قال الشارع امضی اعتبار ذاك المستكشف الاروبّي و من تبعه؟ لعل الشارع لا يوافق علی ذلك، اشمدريني. فاذن آخر ليلة الاثنين رؤي الهلال في امريكا انت تقول رؤي الهلال في ليلة الاثنين في امريكا بناءا علی هذا الاعتبار و الا لو كان الاعتبار بذاك المستكشف الصيني لكان يقول رؤي الهلال في ليلة الثلاثاء، فانت لم تصم في يوم الاثنين، الان تقول جاء شخصان عدلان من امريكا قالا نحن صمنا يوم الاثنين بينما انه لو كانت امريكا تستكشف من خلال مستكشف صيني لكان الشاهدان العدلان يقولان نحن صمنا يوم الثلاثاء، رأينا الهلال ليلة الثلاثاء، تلك الليلة مو ليلة الاثنين، ذاك المستكشف الاروبّي مخطأ في اعتبارنا، هذه الليلة ليلة الثلاثاء و رؤي الهلال في امريكا في ليلة الثلاثاء و انتم صمتم يوم الثلاثاء خب، لم تصوموا يوم الاثنين، ذاك المستكشف الاروبّي يقول رأينا الهلال ليلة الاثنين. افرض مستكشفان واحد منهما ذهب الی امريكا من طريق الغرب، واحد منهما من الصين ذهب الی امريكا من طريق الشرق طبعا يصل الی لوس أنجلوس، المستكشف الغربي يصل الی امريكا من جهة اخری، جورجيا.
فاذن ما هو الدليل علی اعتبار ذاك المستكشف الاروبّي؟ اذا كان في زمان الشارع نعم نقبل، اذا كانت هناك مدينة متصلة بريا بسائر المدن الموجود في زمان الشارع نعم لاننا لا نحتمل في بلدين متصلين بالبر انه يختلف اعتبار الشارع بلحاظ ايام الاسبوع في هذين البلدين اما امريكا اشمدرينا، قارة مستقلة يحيط بها المحيط، المحيط الاطلسي، طبعا هذا الاشكال يسري الی صلاة الجمعة، هسة في امريكا واحد يعتقد وجوب صلاة الجمعة، مقلد السيد الخوئي أو مقلد لمن يری وجوب الاقامة، السيد الخوئي ما كان يری وجوب اقامة صلاة الجمعة، يری وجوب الحضور لكن لو كان شخص يری وجوب اقامة صلاة الجمعة، مقتضی العلم الاجمالي ان يصلي يومين و الناس تضحك عليه، ليش؟ من الذي يقول الشارع امضی كون هذا اليوم يوم الجمعة؟ لعل يوم الجمعة هو يوم غد لو كان ذاك المستكشف الصيني الفرضي يستكشف امريكا فيعتبر يوم غد يوم الجمعة لا هذا اليوم، فاحتياطا صل الجمعة يومين و ائت باعمال ليلة الجمعة في ليلتين و هكذا.
فهنا قد يقال في الجواب شيخصنا ان اليوم يوم السبت يوم الاحد يوم الاثنين، المهم انه رؤي الهلال في بلدة من بلاد امريكا قبل طلوع الفجر أو قبل طلوع الشمس من بلدنا، يقول: لا، مو بعيد ان يقال بان ظاهر هذه الروايات ان من لم يصم في يوم من ايام اسبوع كيوم السبت مثلا ثم جاء شاهدان عدلان قالا باننا صمنا يوم السبت رأينا الهلال في ليلة السبت، هذا هو الظاهر من الروايات، اذا شهدا بان ذلك اليوم، ذلك اليوم يعني يوم السبت مثلا، صمنا فيه، اذا كانت امريكا تستكشف من خلال المستكشف الصيني ما كانوا يقولون نحن صمنا مثلا يوم السبت بل كانوا يقولون نحن صمنا يوم الاحد، اذا قالوا هكذا انت هم تقول ايضا صمنا يوم الاحد و انما لم نصم يوم السبت، هذا المستكشف الاروبّي يقول لا، نحن صمنا يوم السبت الذي يعتبره المستكشف الصيني يوم الاحد انا اعتبر يوم السبت، مو معلوم ان الشارع امضی اعتبارك.
انا عندي ملاحظة علی هذه الفكرة اقول الشارع هل يريد يعاند الناس؟ يعني اك احتمال فقهي ان الشارع يعاند الشعب الامريكي لان رئيس الجمهوري الامريكا فلان و فلان؟ هل يعاند الشعب الامريكي يقول غصبا عليكم انا اعتبر يوم الجمعة مالتكم يوم الخميس و اعتبر يوم السبت مالتكم يوم الجمعة، ليش يا ربنا و يا الهنا؟ يقول ما هو المرجح؟ لو انه كان مستكشف صيني يستكشف الامريكا من طريق الشرق لكان هو يعتبر ان هذا اليوم الذي اعتبرته يوم الجمعة يوم الخميس. انا ما احتمل، انتم اذا تحتملون ميخالف، اذا تحتملون ماكو مشكلة، لا بد ان تحتاطوا اذا انتم رحتم الی امريكا و صار حكم شرعي تابع لايام الاسبوع كصلاة الجمعة أو ایّ امر آخر فلا بد ان تحتاطوا لكن انا نفسيتي تأبی عن قبول هذا الاحتمال: الشارع يعاند الناس. و لكن علی ایّ حال هذه فكرة من السابق كانت ببالي و احتملت ان السيد الحكيم رحمة الله عليه هو يطرح هذه الفكرة فتاملت شفت مو بعيد ان السيد قصده هو بيان هذا الفكر.
الرجوع الی بحث الاسير و المحبوس
نرجع الی بحث الاسير و المحبوس: تارة نتكلم حول من لا يعرف شهر رمضان عن سائر الشهور، نتكلم عنه وفق القاعدة تارة نتكلم عنه وفق الرواية. اسير أو محبوس أو شخص انكسرت سفينته ثم الله سبحانه و تعالی خلّصه من الغرق فجاء به الی جزيرة لا يسكنها مسلمون و لا موبايل اك اهناك، كل شيء ماكو، بس يأكل مما رزقه الله و يعيش، لكن ماذا يصنع بلحاظ الصوم؟
صحيحة عبدالرحمن بن ابي عبدالله
صحيحة عبدالرحمن بن ابي عبدالله التي نتكلم عن سندها لان صاحب المدارك ناقش في سندها، صاحب الحدائق توقف في سندها، فنلحظ ما هو المنشأ تأمل صاحب المدارك، توقف صاحب الحدائق لاننا لا نری وجها صحيحا للتوقف في سند هذه الرواية و سنبحث عن ذلك. انا اعبّر صحيحة عبدالرحمن و علی ذمتی ان اوضح ذلك في الليالي القادمة. عن ابي عبدالله عليه السلام قال قلت له رجل اسرته الروم و لم يصم شهر رمضان و لم يدر ایّ شهر هو قال يصوم شهرا يتوخّاه. الظاهر ان الضمير يرجع الی شهر رمضان يصوم شهرا يتوخاه اي يطلب رمضان و يحسب، فان كان الشهر الذي صام فيه شهر رمضان فهو و ان كان بعده فيصير قضاء و ان كان قبله فيعيد، هذا مضمون الرواية.
المشهور قالوا هذه الرواية أمرت بالتوخّي و التوخّي يعني تحصيل الظن فيحاول يحصل له الظن بان ایّ شهر شهر رمضان فان حصل له الظن يعتمد عليه. ثم قالوا ان لم يحصل له الظن ماذا يصنع؟ قالوا يرجع الی مقتضی القاعدة: المشهور قالوا بانه يصوم شهرا علی وجه التخيير، السيد الخوئي قال يصوم طول السنة بمقتضی العلم الاجمالي فان حرمة صوم يوم العيد الاضحی و الفطر حرمة تشريعية فلا مانع من الصوم فيهما احتياطا فيصوم طول السنة ما لم يقع في حرج، كل يوم يقع يشوف و يحس بحرج أو يخاف من ضرؤية يترك الصوم و الا فلا بد ان يكون مستمر الصوم و ما يقدر يأخذ صوم استئجاري بعدُ، يكون الصوم لنفسه.
انا عندي ملاحظة علی هذا المطلب: اقول: فرق بين يتحری أو يتوخی، يجزئ التحري اذا لم يعلم اين وجه القبلة نعم ظاهر في تحصيل الظن اما التوخي يعني الطلب، توخی الشيء اي طلبه و مقتضی طلب شهر رمضان ان يحاول اذا لم يحص له العلم يحصّل الظن الاقوی اذا لم يحصل له الظن الاقوی يحصّل الظن المتعارف و الضعيف و اذا لم يحصل له الظن يصوم شهرا برجاء انه شهر رمضان، فهذا هو التوخي. لماذا نحرم ارواحنا من هذه الصحيحة المباركة فيما اذا لم يحصل الظن ثم ننجبر نرجع الی مقتضی القاعدة و نتورط لان مقتضی القاعدة خوش يهچي السيد الخوئي، مقتضی القاعدة ان يصوم طول السنة، السيد الخوئي يقول: لماذا اقول مقتضی القاعدة ان يصوم طول السنة و حيث ان هذه الصحيحة واردة في تحصيل الظن و لا تشمل ما اذا لم يحصل الظن فلا بد ان يصوم طول السنة للعلم الاجمالي المنجز، الی الشهر الاخير يستصحب عدم دخول شهر رمضان، ميخالف و لكن بلسان الحال يقول السيد الخوئي: انتم ادركتموني في ايام شيخوختي لو ادركتموني سابقا لكنت اقول لكم يستصحب هذا الشخص عدم دخول شهر رمضان الی الشهر الحادي عشر ثم في الشهر الثاني عشر يستصحب بقاء شهر رمضان و يصوم في الشهر الثاني عشر و يجزيه ذلك و لكن الان اقول: لا، استصحاب شهر رمضان في الشهر الثاني عشر مبتلی بالمعارضة.
انا انقل لكم قصة و احوّل البحث الی ليلة اخری: السيد الخوئي في بحث الاصول وصل في الاستصحاب الی هذا البحث: هل استصحاب عدم دخول شهر شوال الی امس يثبت ان هذا اليوم يوم العيد أو ان هذا اصل مثبت؟ قال السيد الخوئي هذا اصل مثبت و لكن انا فكرت شفت فالطريقة لاثبات ان غدا اول شوال، اشلون سيدنا؟ قال: اذا صار يوم غد قولوا نحن عالمين اجمالا بدخول شوال، عالمين بحدوث اول يوم من شوال إما هذا اليوم فهو باق قطعا أو امس فهو منقضي قطعا فنستصحب بقاء يوم العيد كاستصحاب القسم الثاني من الكلي فيثبت ان غدا يعني بعد اليوم الثلاثين من رمضان الذي صمت فيه احتياطا، ان غدا يوم العيد بمقتضی استصحاب الكلي للقسم الثاني. هذا موجود في مصباح الاصول في بحث الاستصحاب، راجعوا! يقول السيد الخوئي بلسان حاله: لو انا هنا في بحث الصوم كنت علی مستوی ذاك السيد الخوئي الذي كان يدرس الاصول في بحث الاستصحاب لكنت اقول لكم استصحبوا عدم شهر رمضان الی الشهر الحادي عشر و لكن بعد دخول الشهر الثاني عشر قولوا نعلم اجمالا بحدوث شهر رمضان إما هذا اليوم فهو باق قطعا أو قبله فهو منقض قطعا فتستصحبون شهر رمضان كاستسصحاب الكلي القسم الثاني. لكن يقول السيد الخوئي بعدني انا ما اقول هذا الكلام، عدلت عن هذه الفكرة، ما يقول بالصراحة تری، لا، بلسان الحال، لو تجمع كلمات السيد الخوئي و تريد تبين مباني السيد الخوئي بلسان الحال هكذا يهچي. يقال للسيد الخوئي ليش عدلت عن تلك الفكرة يقول السيد الخوئي خلوها الی ليلة اخری ان شاء الله نتكلم لكم لانه اك تفصيل في هذه المسألة و يحتاج الی توضيح، ان شاءالله نتكلم عن ذلك في الليلة القادمة ان شاء الله.
و الحمد لله رب العالمين.