الدرس 98-205
الثلاثاء – 19 ذيقعدة الحرام 46
أعوذ باللّه من الشيطان الرجيم بسم اللّه الرحمن
الرحيم الحمد للّه ربّ العالمين و صلی اللّه علی سيّدنا محمّد و آله
الطاهرين و لعنة اللّه علی أعدائهم أجمعين.
تتمة البحث عن التحديد لآخر وقت الصوم الواجب
كان الكلام في انه هل يكون مبدأ صلاة المغرب و منتهی
وجوب الصوم غروب الشمس أو زوال الحمرة المشرقية؟ و الفاصل بينهما ربع ساعة الی
عشرين دقيقة حسب اختلاف الازمنة.
المشهور قالوا بان مبدأ صلاة المغرب و منتهی وجوب
الصوم زوال الحمرة المشرقية استنادا الی مثل صحيحة ابن وضاح و لكن جمع كثير
من الفقهاء افتوا أو مالوا حسب البحث الاستدلالي لهم الی كفاية غروب الشمس كالسيد
الخوئي و السيد السيستاني، نعم قالوا بانه مع الشك في غروب الشمس بان نحتمل استتار
الشمس وراء جبل يكون الكاشف عن غروب الشمس زوال الحمرة المشرقية. هم ايضا استندوا
الی عدة روايات مثل صحيحة ابن سنان: وقت المغرب اذا غربت الشمس فغاب قرصها، أو
ما ورد في صحيحة اسماعيل بن الفضل الهاشمي عن ابي عبدالله عليه السلام كان رسول
الله يصلي المغرب حين تغيب الشمس حيث يغيب حاجبها.
و هناك روايات اصرح من ذلك مثل ما اقرأه: الرواية الاولی:
موثقة سماعة : قلت لابي عبدالله عليه السلام انا ربما صلينا المغرب و نحن نخاف ان
تكون الشمس خلف الجبل فقال عليه السلام ليس عليك صعود الجبل.
الرواية الثانية صحيحة زرارة : وقت المغرب اذا غاب القرص
فان رأيت بعد ذلك و قد صليت اعدت الصلاة.
الرواية الثالثة ما روي بسند ضعيف عن ابان بن تغلب عن جماعة
قالوا اقبلنا من مكة اذن نحن برجل يصلي و نحن ننظر الی شعاع الشمس فوجدنا في
انفسنا فجعل يصلي و نحن ندعو عليه و نقول هذا من شباب اهل المدينة يعني شباب و الا
ما يسوي هكذا، فلما اتيناه اذن هو ابوعبدالله جعفر بن محمد عليهما السلام فنزلنا
فصلينا معه و قد فاتتنا ركعة فلما قضينا الصلاة قمنا اليه فقلنا جعلنا فداك هذه
الساعة تصلي؟ فقال اذا غابت الشمس فقد دخل الوقت. يقول فاذن نحن برجل يصلي و نحن
ننظر الی شعاع الشمس يعني قطعا لم يتحقق زوال الحمرة المشرقية.
الرواية الرابعة مرسلة علی بن الحكم عن احدهما عليهما
السلام انه سئل عن وقت المغرب فقال اذا غاب كرسيها قلت و ما كرسيها قال قرصها فقلت
متي يغيب قرصها قال اذا نظرت اليه فلم تره.
فهذه الروايات التي استدل بها علی كفاية غروب الشمس
علی قسمين: القسم الاول ما يكون صريحا في عدم لزوم الانتظار الی زوال
الحمرة المشرقية. بعض هذه القسم ضعيفة سندا كمرسلة علی بن الحكم و رواية ابان.
و بعض من هذا القسم غير قابل للالتزام كموثقة سماعة انا ربما صلينا و نحن نخاف ان
تكون الشمس خلف الجبل فقال ليس عليك صعود الجبل، اذا ليس علينا صعود الجبل فقد يغيب
الشمس علينا بساعات قبل المغرب، اذا انتم ماشين أو رائحين فالمكان الجبلي محاط
بالجبال تطلع الشمس ساعة تسعة، متي نشوف الشمس، وراء الجبل، انا رائح، مكانكم خالي،
و بعد الظهر تغيب الشمس علينا قبل اذان المغرب بعدة ساعات أو لااقل ساعة و كذا
تسقط الشمس وراء الجبل، قطعا هذه الرواية ليست قابلة للالتزام.
و اما القسم الثاني الذي يقول وقت صلاة المغرب أو وقت
الافطار حين غروب الشمس، غروب الشمس يمكن ان يقال بان له مراتب لان الشمس يسقط
قرصها بالنظر البدوي لكن شعاع الشمس موجود فحينما ورد في خطاب آخر لزوم الانتظار
الی زوال الحمرة المشرقية فقد يقال بانه يفهم منه ان الشارع لاحظ مرتبة معينة
من سقوط قرص الشمس يعني غروب الشمس لها مراتب، المرتبة الدانية ان تغيب الشمس في
المغرب و المرتبة المتوسطة أو العالية ان تسقط الشمس عن الافق بحد لا ينعكس ضوءها
في المشرق، زوال الحمرة عن المشرق يعني اختفاء ضوء الشمس عن المشرق. و هذا ما قد يقال
في توجيه الاختلاف بين الروايات.
و هذا ما يؤكد عليه السيد الزنجاني
فيقول انا افتي بلزوم زوال الحمرة المشرقية يعني انتفاء و انعدام الحمرة في المشرق
لان الشمس كلما سقطت عن الافق ينسحب ضوءها المنعكس علی المشرق و يحتل السواد
مكان تلك الحمرة، الشارع يفهم من مثل صحيحة ابن وضاح انه يريد من غروب الشمس هذه
المرتبة المتوسطة من غروب الشمس، يقول هذا بيان عرفي.
لكن الانصاف ان هذا البيان يصعب
الالتزام به لانه و ان كان مضمون بعض الروايات يمكن حمله علی ذلك مثل ما ورد
اذا ذهبت الحمرة من ههنا فقد غابت الشمس عن شرق الارض و غربها فنقول هذه المرتبة من
غيبوبة الشمس اريد من روايات غروب الشمس لا المرتبة الدانية من غروب الشمس و هي
المرتبة التي لا تری الشمس في الافق لكن كيف نوجه بعض الروايات الاخری
بمثل هذا التوجيه؟ كان رسول الله صلی الله عليه و آله يصلي المغرب حين تغيب
الشمس حيث يغيب حاجبها، حاجب الشمس شنو؟ ليس هو الحمرة في المشرق، يعني سقوط قرص
الشمس و الضوء الذي يحتوي علی الشمس. و في رواية اخری وقت المغرب اذا
غاب القرص فان رأيت بعد ذلك يعني رأيت القرص بعد ذلك يعني المدار علی عدم رؤية
القرص.
فاذن الروايات متعارضة و مقتضی
المرجحات ترجيح صحيحة ابن وضاح لمخالفتها للعامة و بذلك يقوی رأي المشهور من
باب كون فتوی المشهور مخالفة للعامة بينما ان كفاية سقوط القرص موافقة لهم،
و خذ بما خالف العامة.
هذا تمام الكلام في هذه المسألة. و لكن نحن طبعا لو
("لو" تدل علی الامتناع) كنا بصدد الافتاء ما كنا نفتي مثل ما افتی
السيد الشبيري، المناسب ان يقال الاحوط وجوبا الانتظار الی زوال الحمرة المشرقية.
نعم لو شك في سقوط قرص الشمس بان احتمل اختفاءها وراء الجبل أو وراء الغيم فلابد
من الانتظار، هنا يجب الانتظار الی زوال الحمرة المشرقية.
النقاش في کلام صاحب العروة من وجوب الامساک من
باب المقدمة العلمية
ثم ان هناك بحث آخر اذكره و انهي البحث و هو ان صاحب العروة
قال يجب من باب المقدمة العلمية الامساك قبيل طلوع الفجر و اشوي بعد اذان المغرب.
اما بالنسبة الی الامساك الی اشوي بعد اذان المغرب صحيح و اما الامساك
قبيل طلوع الفجر اذا كنت تعلم بان اذان الفجر علی رأس ساعة مثلا ثلاثة، فلابد
ان تمسك عن الاكل حتی تحرز بانه في رأس ساعة ثلاثة اجتنبت عن الطعام و
الشراب، و لكن اذا لا تدري كما جرت العادة علي عدم معرفة طلوع الفجر و اذان
الصبح بالضبط لان اذان الاذاعة و اذان المساجد ليس معتبرا ابدا، امسكوا عن الطعام،
ميخالف، امسكوا عن الطعام قبل اذان الفجر بساعات، ماكو مانع، لكن لا تصلون، بعض
اصدقائنا ينقل في النجف سابقا يقول لا تأكلوا، بعد اقل من دقيقة الله اكبر، يقومون
يصلون، من وين؟ الله قائل لكم انه فی هذا الوقت كل، فی هذا الوقت صل؟ غير
تنظرون دقائق؟ يقول، لا، انا اريد اروح انام، انا اخاف انام و ما اصلي، فالواحد
امس قال لي اشگد انتظر بعد اذان الفجر، ربع ساعة، ابني يعني، قلت له انتظر ربع ساعة،
قال اخاف انام يغلب علی النوم، قلت له اذا انت تصلي بالاذان مثل ما تصلي قبل
الوقت. فهنا ماكو مقدمة علمية، تستصحب عدم طلوع الفجر و تأكل، كل بالعافية الی
ان تطمئن بطلوع الفجر. نعم قلت لكم اذا كان وقت طلوع الفجر محددا ساعة ثلاثة بالضبط
اهنانه يكون تمسك عن الاكل قبل هذه الثلاثة بلحظات حتی تطمئن بانه في هذه
اللحظة التي يطلع الفجر انت ممسك عن الطعام.
و بذاك تم البحث في هذه السنة الدراسية
و نستودعكم الله و نرجو دعاءكم و لا تنسون من الدعا كما لا ننساكم.
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن
صلواتك عليه و علی آباءه في هذه الساعة و في كل ساعة وليا و حافظا و قائدا و
ناصرا و دليلا و عينا حتی تسكنه ارضك طوعا و تمتعه فيها طويلا و هب لنا
رأفته و رحمته و دعاءه و خيره ما ننال به سعة من رحمتك و فوزا عندك و اجعل صلاتنا
به مقبولة و دعاءنا به مستجابا و صلی الله علی محمد و آله الطاهرين و
لعنة الله علی اعداءهم و مخالفيهم ابد الآبدين.