الدرس: 96
الأستاذ:
الشيخ محمد تقی الشهيدي
المبحث: حجیة الاجماع
التاريخ: الأحد 18 ذیقعدة الحرام 1445 ه.ق
اعوذ
بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ربّ العالمين و
صلی الله على سيّدنا محمّد وآله الطاهرين ولعنة الله على اعدائهم اجمعين
فی
حجية الاجماع
کان الکلام فی حجیة الاجماع المنقول،
فقلنا بأن الاجماع حیث صار مصطلحا مختلفا و مبتنیا علی
مبانی شتی فلا یمکننا احراز أن هذا المدعی للاجماع
یحکی عن أی واقعة. لعله یستند الی الاجماع
الدخولی و نحن لا نعترف به صغری، أو یعتقد بالاجماع
اللطفی و نحن لا نعتقد به کبری، أو یعتقد بالاجماع الحدسی
و نحن لا نشارکه فی الحدس.
و احتمل صاحب الکفایة أن یکون منشأ
دعوی الاجماع هو تشرف مدعی الاجماع بلقاء الامام الحجة علیه
السلام و لکنه حیث لا یتمکن من ابراز التقائه بالامام علیه
السلام و سماعه الحکم الشرعی منه، یبین ذلک الحکم الشرعی
الذی سمعه من الامام علیه السلام من طریق دعوی الاجماع و
یسمی ذلک بالاجماع التشرفی.
ذکر السید الخوئی أن ادعاء
الرؤیة فی زمان الغیبة غیر مسموع.
قلنا بأن هذا الکلام إن کان یعنی أن
إخبار الثقة عن امر غریب لا یکون حجة بنظر العقلاء و یری
العقلاء حجیته مادام لم یحصل العلم بصدقه امرا مستنکرا، فینصرف
عنه دلیل حجیة خبر الثقة، فهذا کلام صحیح و قد تعرض السید
الخمینی لذلک فی بعض ابحاثه. و لکن إن کان یعنی أنه
لا یسمع ادعاء الرؤیة فی زمان الغیبة من أی أحد،
فهذا خلاف ما نقلنا عن السید الخوئی من أنه حکی قضیة لقاء
الشیخ محمد الکوفی بالامام الحجة علیه السلام. نعم قد
یقول بأنه حصل لی العلم بصدقه، می خالف، لکن اطلاق أن ادعاء
الرؤیة فی زمان الغیبة غیر مسموع لا یتم. الا أن
یقید بأن یقال الا إذا حصل الوثوق بصدق المخبر.
و اما روایة الصدوق من قوله علیه
السلام علی ما فی هذه الروایة من ادعی المشاهدة فهو کاذب
مفتر، فلابد من توجیهه مع غمض العین عن صعف سنده. فإما أن یوجّه
بما ذکره المجلسی ره فی البحار من کون المراد دعوی
النیابة الخاصة عنه علیه السلام. هذا ما ذکره فی البحار الجزء
52 صفحة 40، و هذا هو المنقول فی کتاب صراط النجاة عن السید
الخوئی. صراط النجاة 2/ 449.
أو یوجّه بأنه تعبد باصالة کذب مدعی
المشاهدة ما لم یعلم صدقه.
أو یوجّه کما عن بعض بأن المراد منه عدم
امکان مشاهدة الامام الحجة علیه السلام مع معرفته حین مشاهدته.
و لکن هذا التوجیه الاخیر خلاف بعض
القصص القطعیة التی نقلها بعض الکبار من العلماء. و أنا انقل جملة
منها و ضم بعضها الی بعض یوجب بحساب الاحتمالات انتفاء احتمال کون ذاک
من ابداع تخیل هؤلاء. نعم صحیح بعض الناس یتخیلون امورا و
یعتبرونها مکاشفة إن لم یکونوا کذابین، و کثیر منهم
کذابون. لکن بعض القصص لا یمکن توجیهها بأنها ابداع الخیال و
نحو ذلک:
القصة الاولی التی انقلها: ما نقلها
الاربلی فی کشف الغمة. هذا الرجل العظیم ینقل عن
الهرقلی. کشف الغمة 2/493. یقول أنا اذکر ما حدثنی جماعة من
ثقات اخوانی: کان فی الحلة شخص یقال له اسماعیل بن حسن
الهرقلی من قریة یقال لها هِرقِل أو هِرَقْل، مات فی زمانه و ما
رأیته، حکی لی ولده شمس الدین قال حکی لی
والدی: أنه خرج علی فخذه الایسر فی شبابه توثة أی
قرح کبیر، و کانت فی کل ربیع یخرج منها دم و قیح، و
یمنعه ألمها و وجعها عن کثیر من اشغاله. فحضر الحلة یوما و دخل
علی علیّ بن طاوس رحمه الله و شکی الیه، فأحضر له اطباء
الحلة فقالوا هذه التوثة فوق العرق الاکحل (هذا الورید الاحمر) و علاجها خطِر
و متى قطعت خيف أن ينقطع العرق فيموت (لأنه یخرج منه دم کثیر لا
یمکن ایقافه الی أن یموت)، فقال له السعيد رضيّ الدين
قدّس روحه: أنا متوجّه إلى بغداد و ربما كان أطبّائها أعرف و أحذق من هؤلاء، فأصحبني.
فأصعد معه و أحضر الأطبّاء فقالوا كما قال أولئك، یعنی قال له اطباء
البغداد مثل ما قال له اطباء الحلة.
انا اخلص القصة، فقال له اسماعیل: أنا وصلت
الی بغداد فارید اروح الی سامرا لزیارة
العسکریین و السرداب المقدس. یقول: ذهبت الی سامرا و
استغثت بالله و بالامام و بتّ فی سامرا الی الخمیس، ثمّ مضيت
إلى دجلة و اغتسلت و لبست ثوبا نظيفا ارید دخول العسکریین، فرأيت
أربعة فرسان خارجين من باب السور و كان حول المشهد قوم من الشرفاء (یعنی
حول سامرا قوم من السادة الشرفاء) يرعون أغنامهم، فحسبتهم منهم، فرأيت شابّين
أحدهما عبد مخطوط أی بدا فی وجهه اللحیة قلیلا، و كلّ
واحد منهم بیده سيف، و رأیت شيخا منقّبا بيده رمح، و الآخر متقلّد
بسيف و عليه فرجية ملوّنة فوق السيف، فوقف الشيخ صاحب الرمح يمين الطريق، و وضع
كعبه في الأرض، و وقف الشابّان عن يسار الطريق، و بقي صاحب الفرجية على الطريق
مقابل والدي، ثمّ سلّموا عليه فردّ عليهم السلام، فقال له صاحب الفرجية (ذاک
الشیخ الثانی): أنت غدا تروح إلى أهلك؟ فقال والدی: نعم، فقال
له: تقدّم حتّى أبصر ما يوجعك، قال اسماعیل فكرهت ملامستهم، و قلت في نفسي: أهل
البادية ما يكادون يحترزون من النجاسة، و أنا قد خرجت من الماء، و قميصي مبلول.
لکن استحییت و تقدّمت إلي ذلک الشیخ صلوات الله علیه، فلزمني
بيده و مدّني إليه و جعل يلمس جانبي من كتفي إلى أن أصابت يده التوثة فعصرها بيده
فأوجعني، ثمّ استوى في سرجه كما كان، فقال لي الشيخ (الشیخ الاول الذی
کان بصف الامام علیه السلام): أفلحت يا إسماعيل، فعجبت من معرفته باسمي،
فقلت: أفلحنا و أفلحتم إن شاء اللّه.
قال: فقال لي الشيخ: هذا هو الإمام، قال: فتقدّمت
إليه فاحتضنته و قبّلت فخذه. ثمّ إنه مشی علی دابته و أنا أمشي معه
محتضنه فقال: ارجع، فقلت: لا أفارقك أبدا.
فقال:
المصلحة فی رجوعك، فأعدت عليه مثل القول الأوّل و قلت لا افارقک ابدا، فقال
الشيخ: يا إسماعيل ما تستحيي يقول لك الإمام مرّتين ارجع و تخالفه؟! فوقفت، فتقدّم
خطوات و التفت إليّ و قال: إذا وصلت بغداد فيطلبك أبو جعفر، يعني الخليفة
المستنصر، فإذا حضرت عنده و أعطاك شيئا فلا تأخذه، و قل لولدنا الرضي ليكتب لك إلى
عليّ بن عوض فإنّني أوصيه يعطيك الذي تريد!
ثمّ سار و
أصحابه معه، فلم أزل قائما أبصرهم إلى أن غابوا عنّي و حصل عندي أسف لمفارقته،
فقعدت إلى الأرض ساعة ثمّ مشيت إلى الناس فی سامرا فاجتمع القوّام حولي و
قالوا نرى وجهك متغيّرا و لست علی حالة طبیعیة، أ أوجعك شيء؟
قلت: لا. قالوا: أخاصمك أحد؟ قلت: لا، ليس عندي ممّا تقولون خبر، لكن أسألكم هل
عرفتم الفرسان الذين كانوا عندكم؟ فقالوا: هم من الشرفاء أرباب الغنم، فقلت: لا،
بل هو الإمام عليه السّلام! فقالوا: الإمام هو الشيخ أو صاحب الفرجية؟ فقلت: هو
صاحب الفرجية. فقالوا: أريته المرض الذي فيك؟ فقلت: بلی هو قبضه بيده و
أوجعني، ثمّ كشفت رجلي، فلم أر لذلك المرض أثرا، فتداخلني الشك من الدهش، فأخرجت
رجلي الأخرى فلم أر شيئا، فانطبق الناس عليّ و مزّقوا قميصي فأدخلني القوّام (خدمة
العسکریین) خزانة و منعوا الناس عنّي.
و كان ناظر
بين النهرين بالمشهد فسمع الضجّة، و سأل عن الخبر فعرفوه، فجاء إلى الخزانة و
سألني عن اسمي، و سألني منذ كم خرجت من بغداد فعرفته أنّي خرجت في أوّل الأسبوع،
فمشى عنّي. و بكّرت منها أريد بغداد، فرأيت الناس مزدحمين على القنطرة العتيقة،
يسألون من ورد عليهم عن اسمه و نسبه و أين كان؟ فسألوني عن اسمي و من أين جئت
فعرّفتهم فاجتمعوا عليّ و مزّقوا ثيابي، و لم يبق لي في روحي حكم، و كان
ناظر بين النهرين كتب إلى بغداد و عرّفهم الحال. ثمّ حملوني إلى بغداد، و ازدحم
الناس عليّ و كادوا يقتلونني من كثرة الزحام و كان الوزير القمّي رحمه اللّه تعالى
(وزیر للخلیفة) قد طلب السعيد رضيّ الدين رحمه اللّه و تقدّم أن
يعرّفه صحّة الخبر.
قال: فخرج
رضيّ الدين و معه جماعة. فوافينا باب النوبي فرد أصحابه الناس عنّي فلمّا قال: أ
عنك يقولون؟ قلت: نعم؟ فنزل عن دابّته و كشف عن فخذي فلم ير شيئا، فغشي عليه ساعة
و أخذ بيدي و أدخلني على الوزير و هو يبكي، و يقول يا مولانا هذا أخي و أقرب الناس
إلى قلبي، فسألني الوزير عن القصّة فحكيت له، فأحضر الأطبّاء الذين أشرفوا عليها و
أمرهم بمداواتها، فقالوا: ما دواؤها إلّا القطع بالحديد و متى قطعها مات! فقال لهم
الوزير فبتقدير أن تقطع و لا يموت في كم تبرأ؟ فقالوا في شهرين و تبقى في مكانها
حفيرة بيضاء، لا ينبت فيها شعر. فسألهم الوزير: متى رأيتموه؟ قالوا: منذ عشرة
أيّام. فكشف الوزير عن الفخذ الذي كان فيه الألم و هي مثل الفخذ الاخری ليس
فيها أثر أصلا، فصاح أحد الحكماء: هذا عمل المسيح! (نصاری کان). فقال الوزير
حيث لم يكن عملكم فنحن نعرف من عملها.
ثمّ إن
اسماعیل أُحضر عند الخليفة المستنصر رحمه اللّه تعالى، فسأله عن القصّة،
فعرّفه بها كما جرى، فتقدّم له بألف دينار، فلمّا حضرت قال: خذ هذه فأنفقها، فقال:
ما أجسر آخذ
منه حبّة واحدة! فقال الخليفة: ممّن تخاف، فقال من الذي فعل معي هذا! قال لا تأخذ
من أبي جعفر شيئا، فبكى الخليفة و تكدّر! و خرج من عنده و لم يأخذ شيئا.
یقول
صاحب متاب کشف الغمة: كنت في بعض الأيّام أحكي هذه القصّة لجماعة عندي، و كان هذا
شمس الدين محمّد ولد اسماعیل عندي و أنا لا أعرفه، فلمّا انقضت الحكاية قال:
أنا ولده، فعجبت من هذا الاتفاق و قلت: هل رأيت فخذه و هي مريضة؟ فقال: لا، أنا کنت
صبیا ذاک الزمان، و لكنّي رأيتها بعد ما صلحت و لا أثر فيها و قد نبت في
موضعها شعر.
یقول
صاحب کشف الغمة: و سألت السيّد صفيّ الدين محمّد بن محمّد بن بشر العلوي الموسوي،
و نجم الدين حيدر بن الأيسر رحمهما اللّه تعالى و كانا من أعيان الناس و سراتهم و
ذوي الهيئات منهم، و كانا صديقين لي و عزيزين عندي، فأخبراني بصحّة هذه القصّة و
أنّهما رأياها في حال مرضها، و حال صحّتها.
هذه هی
القصة الاولی.
القصة
الثانیة: ما نقلت لکم البارحة قصة الحاج علی البغدادی.
یقول المحدث النوری أنا التقیت بهذا الحاج فی مجلس و انقل
هذه القصة منه فی کتابی کما نقلها الشیخ عباس القمی
فی مفاتیح الجنان، و لو لم یکن فی هذا الکتاب سوی
هذه القصة المتقنة الصحیحة الحادثة فی عصرنا لکفی لهذا الکتاب
شرفا.
ثم نقل عن
الحاج علی البغدادی، قال: صار فی ذمتی حق امام
ثمانین تومان، (لعلهم کانوا یتعاملون بالعملة الایرانیة
لا بالعملة العثمانیة (وزیر العثمانی) أو یتعاملون
بالعملة الایرانیة و العملة العثمانیة معا) اشتغلت ذمتی
بسهم الامام ثمانین تومان فذهبت الی نجف فدفعت الی شیخ
مرتضی الانصاری عشرین تومان، و الی الشیخ محمد
حسین الکاظمی عشرین تومان، و الی الشیخ محمد
الشروقی عشرین تومان، بقی عندی عشرین تومان و کان
فی نیتی اذا جئت الی الکاظمیة اعطیها
للشیخ محمد حسن آل یاسین (قلت لکم هذا جد ام السید باقر
الصدر ره و نقل عنه أن هذه القصة معروفة فی عائلتنا). توجهت الی
الکاظمیة فزرت الامامین الکاظمین ثم التقیت بالشیخ
محمد حسن فاعطیته جزءا من عشرین تومان و ودعته أنی إذا بعت بعض
الاموال الذی عندی ساعطیک بقیة المبلغ، فغادرت
الکاظمیة الی بغداد حتی اعطی اجرة اسبوع لعمالی
فی المصنع. یقول أنا فی طریقی الی بغداد فإذن
سید جلیل یأتی من بغداد الی الکاظمیة فسلّم
علیّ و بسط یده الیّ للمصافحة، قال اهلا و سهلا و کانت عمامته
خضراء و فی وجهه الشریف شامة کبیرة سوداء فقال: خیر حاج
علی این تذهب؟ قلت انا زرت الامامین و ارید اذهب
الی بغداد عندی شغل. قال لا ارجع الی الکاظمیة، هذه
اللیلة لیلة الجمعة کیف تذهب الی بغداد؟! قلت ما اقدر.
قال تقدر. ارجع حتی اشهد لک بأنک من الموالین لجدی
امیرالمؤمنین و لما و یشهد لک الشیخ محمد حسن، فقد قال
تعالی و استشهدوا شهیدین. یقول: أنا افتهمت ما حکیت
معه. الشیخ حسن کان بنائی أن اطلب من عنده ورقة یکتب فیها
مثلا أنا من الموالین لاهل البیت حتی اوصّی بأن
یخلوا تلک الورقة فی کفنی. قلت له من أین عرفتنی و
کیف تشهد بأنی من الموالین لجدک؟ قال اشلون، الانسان ما
یعرف من یعطی حقه و یسدد حقه. قال أی حق لک
علیّ؟ قال ما اعطیته لوکیلی. قلت من کان وکیلک؟ قال
شیخ محمد حسن. قلت هو وکیلک؟ قال نعم. حاج علی یقول: أنا
احتملت أنه یعرفنی، هو ایضا سید لعله یرید
اعطیه حق السادة أو حق امام. حبیت اعطیه من حق الامام. فقلت له
سیدنا بقی فی ذمتی من حقکم شیء (یعنی
حق السادة) و أنا استجازیت من الشیخ محمد حسن اعطیکم باذن
الشیخ محمد حسن. فتبسم قال: نعم اعطیت جزءا من حقنا الی وکلائنا
فی النجف (اشار هل تعطینی حقی باذن الشیخ محمد
حسن؟!)، فقلت هل قبل ما اعطیته؟ قال نعم. فاستغربت، یقول وکلائنا، من
هذا؟ قلت لعله یری نفس السید و العلماء وکلاء السادة حتی
یأخذوا حق السادة و یعطوا حق السادة الی السادة. یقول خب
رجعنا الی الکاظمیة و أنا امسکت علی یده
الیمنی بیدی الیسری. یقول فی
الطریق وجدنا ماء صافی و اشجار لیمون و النارنج و العنب و
الرمان. (خب هذا مکاشفة طبعا، لأنه فی ذاک الیوم لا یکون هذه
الاشیاء بین بغداد والکاظمین). الی أن یقول (الخص
القصة):
قلت له:
سیدنا! مسئلة؟ قال إسئل. قلت خطباء مآتم الحسین علیه السلام
یقولون إن سلیمان الاعمش أتی رجلا یسأله عن زیارة
الامام الحسین علیه السلام فأجابه الرجل إنها بدعة ثم رأی
فی المنان هودجا بین السماء و الارض فسأل عن الهودج، فاجیب بأن
فیه فاطمة الزهراء و خدیجة الکبری، فسأل أین تذهبان؟
فاجیب الی زیارة الحسین علیه السلام فی
لیلة الجمعة. و شاهد عدة رقع تسقط علی الارض من ذلک الهودج و مکتوب
فیها أمان من النار لزوار الحسین علیه السلام فی
لیلة الجمعة، امان من النار یوم القیامة. فهل هذا صحیح؟
قال نعم صحیح. قلت له: سیدنا أ صحیح ما یقال من أن مَن
زار الحسین علیه السلام لیلة الجمعة کان أمنا؟ قال نعم و دمعت
عیناه و بکی.
الی أن
یقول: دخلنا من جانب باب المراد للصحن المقدس فلم یمکث هذا
السید للاستئذان، ابدا ما استئذن، فدخل الرواق من دون استئذان، ثم وقف
علی الحریم الشریف فخاطبنی و قال: زر، قلت أنا لا اعرف
القرائة، (رجال اصلا ما کان عالما و ما کان یقدر القرائة)، قال فاقرأ لک
الزیارة؟ قلت نعم، فقال أدخل یا الله السلام علیک یا رسول
الله السلام علیک یا امیرالمؤمنین الی أن قال:
السلام علیک یا ابامحمد الحسن العسکری ثم خاطبنی قال
أتعرف امام عصرک؟ اجبته و کیف لا اعرفه. قال فسلم علیه، قلت السلام
علیک یا حجة الله یا صاحب الزمان یا بن الحسن، فتبسم و
قال علیک السلام و رحمة الله وبرکاته. ثم دخلنا الحرم الشریف فقال
لی زر، قلت لا اعرف الزیارة، قال اقرأ لک الزیارة؟ قلت نعم،
قال: أی زیارة ترغب أن اقرئها علیک؟ قلت إقرأ علیّ ما هو
افضل الزیارات، فقال زیارة امین الله. ثم أخذ یزور بها
قائلا: السلام علیکما یا امینی الله فی ارضه و
حجتیه علی عباده.
فلما
انتهی من الزیارة قال لی: هل تزور جدی الحسین
علیه السلام، قلت نعم ازوره فهذه لیلة الجمعة. فزاره بزیارة
وارث فی الکاظمین. زار الامام الحسین علیه السلام من
بعید بزیارة الوارث. الی أن انتهی المؤذن من أذانه، فقال
لی: التحق بالجماعة و لکنه وقف منفردا یصلی وحده و لکنه واقف
علی یمین الامام. أنا رأیت یکون مکانا فی
الصف الاول فذهبت صلیت هناک، فلما فرغت من الصلاة لم أجد صاحبی، فخرجت
من المسجد و فتّشت عنه الحرم الشریف فلم اجده، و کنت قد نویت أن
اُهدی له عدة مصاعد و استضیفه تلک اللیلة. فبعد أن غاب
عنّی خطر ببالی أنه قال لی حاج علی، قال وکلائنا، قال
سلّم علی امامک و أنا سلمت علی الامام الحجة و هو أجاب. یقول:
فلما اصبحت توجهت الی الشیخ محمد حسن آل یاسین و نقلت له
قصتی، فوضع یده علی فمه و نهانی عن افشاء القصة. فکنت
اکتمها و لا اخبر بها أحدا، و بعد شهر من تلک القصة شاهدت یوما فی
الحرم الطاهر سیدا جلیلا دنی منی و سألنی شنو قصتک؟
قلت لیس عندی قصة. فاعاد علیّ کلامه، قلت لیس عندی
قصة. الی أن غاب عن بصری.
الله
یرحم الشیخ عبدالکریم الحائری کان یفتی
علی اساس هذه القصة التی لا ینبغی أن یشک
فیها أحد، یفتی علی اساس هذه القصة و بمضمونها فی
أمر الخمس.
بقیت
قصة اخری نقلها السید الزنجانی عن السید رضا الصدر عن
السید حسین الحائری ابن اخ السید الفشارکی. و هذه
القصة مکتوبة فی کتاب العبقری الحسان. أنا إن شاء الله فی
اللیلة القادمة أنقل هذه القصة. لکن بس اقل لکم شیئا، هذا المرحوم
السید رضا الصدر الذی هو یمدح السید حسین
الحائری و کان یعرفه کان فی مشهد، هذا المرحوم السید رضا
الصدر اخ السید موسی الصدر کان سیّئ الظن بالآخرین، بعض
اصدقائی سألوه هل تعرف من التقی بالامام الحجة علیه السلام
فی هذا الزمان؟ قال نعم اعرف، بس شخص واحد کذاب. یعنی هکذا کان
السید و لم یکن انسانا بسیطا یقبل کل القصص و کل
الاکاذیب. لا. أنا إذا هذا الشخص ینقل شیئا و ینقل عنه
السید الزنجانی أنا یحصل لی فوق الاطمئنان،
یعنی لا احتمل أنه یکون خطأ فی النقل.
أما ما
هی قصة السید حسین الحائری؟ انقل هذه القصة فی
اللیلة القادمة و ادخل فی بحث الشهرة الفتوائیة. و الحمد لله رب
العالمین.