اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم.
كان الكلام في الاغسال الفعلية قبل ان اتعرض لبحث استحباب غسل زيارة المعصومين عليهم السلام ينبغي ان اشير الى ان صاحب العروة نسي ان يذكر في جملة الاغسال المستحبة غسل وداع قبر النبي صلى الله عليه و آله مع ان دليله تام سندا فقد روى الكليني عن علي بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابي عمير عن معاوية بن عمار قال قال ابوعبدالله عليه السلام إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَخْرُجَ مِنَ الْمَدِينَةِ- فَاغْتَسِلْ ثُمَّ ائْتِ قَبْرَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله بَعْدَ مَا تَفْرُغُ مِنْ حَوَائِجِكَ فَوَدِّعْهُ وَ اصْنَعْ مِثْلَ مَا صَنَعْتَ عِنْدَ دُخُولِكَ- وَ قُلِ اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيَارَةِ قَبْرِ نَبِيِّكَ فَإِنْ تَوَفَّيْتَنِي قَبْلَ ذَلِكَ فَإِنِّي أَشْهَدُ فِي مَمَاتِي عَلَى مَا شَهِدْتُ عَلَيْهِ فِي حَيَاتِي أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَ رَسُولُكَ. فاذن كان ينبغي لصاحب العروة ان يذكر استحباب غسل وداع قبر النبي صلى الله عليه و آله فانه مستحب قطعا و بناءا على اغناء كل غسل مستحب عن الوضوء يكون مغنيا عن الوضوء و قد ذكر الاعلام استحباب هذا الغسل و لكن لا ادري لماذا لا يوجد ذلك هنا في انواع الاغسال الفعلية.
كان الكلام في استحباب غسل زيارة المعصومين عليهم السلام فذكر صاحب العروة انه يستحب الغسل لزيارة احد المعصومين من قريب او بعيد و قد ذكر الشيخ الانصاري في كتاب الطهارة انه هو المشهور بل عن كشف اللثام و الرياض نسبته الى قطع الاصحاب و عن الغنية الاجماع عليه و عن الوسيلة عده في القسم المندوب بلا خلاف. استدل عليه بعدة وجوه منها ما ورد في رواية العلاء بن سيابة عن الصادق عليه السلام فِي تفسير قَوْلِهِ تَعَالَى خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ قَالَ الْغُسْلُ عِنْدَ لِقَاءِ كُلِّ إِمَامٍ. فقالوا بانه يصدق على زيارة قبر الامام عليه السلام انه التقى بالامام فيشمله استحباب الغسل عند لقاء كل امام بعد عدم الفرق في كون الامام حيا او ميتا فانهم احياء عند ربهم يرزقون.
و لكن انتم ترون ان هذا الاستدلال ليس صحيحا اذ اولا هذه الرواية ضعيفة سندا و ثانيا على فرض تمامية سند الرواية و الغمض عن كون الرواية مشتملة على الارسال و النقل عن جملة من المجاهيل حيث قال محمد بن احمد بن يحيى عن رجل عن الزبير بن عقبة عن فضال بن موسى النهدي عن علاء بن سيابة لو غمض العين عن ضعف سند الرواية فنقول ظاهر اللقاء مع الامام هو لقاء الامام حيا و الغاء الخصوصية عن لقاء الامام و هو حي الى زيارة الامام عليه السلام بعد وفاته يحتاج الى جزم و تنقيح مناط، دون اثباته خرط القتاد.
و في مصباح المتهجد روى عن الصادق عليه السلام انه قال مَنْ أَرَادَ أَنْ يَزُورَ قَبْرَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآل وَ قَبْرَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ فَاطِمَةَ وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ وَ قُبُورَ الْحُجَجِ عليهم السلام وَ هُوَ فِي بَلَدِهِ فَلْيَغْتَسِلْ يَوْمَ الْجُمُعَة ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، الى آخر الرواية و لكن هذه الرواية ايضا مرسلة لا اعتبار بها.
سوال و جواب: هذا يشمل حتى من اغتسل للجمعة ثم اراد ان يزور الامام عليه السلام فاُمر بالغسل فهذا لا يكون غسل جمعة.
و روى في كامل الزيارات قال حدثني حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّزَّازُ الْكُوفِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عليه السلام قَالَ إِذَا أَرَدْتَ زِيَارَةَ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، الجوادين عليهما السلام، فَاغْتَسِلْ وَ تَنَظَّفْ وَ الْبَسْ ثَوْبَيْكَ الطَّاهِرَيْنِ وَ زُرْ قَبْرَهما. هذه الرواية ايضا مرسلة. كما روى في كامل الزيارات قال روي عن بعضهم قال اذا اتيت قبر علي بن موسى الرضا عليه السلام بطوس فاغتسل عند خروجك من منزلك، و هذه ايضا مرسلة. كما روى الشيخ الطوسي باسناده عن مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ دَاوُدَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الْأَوْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا ذُبْيَانُ بْنُ حَكِيمٍ قَالَ حَدَّثَنِي يُونُسُ بْنُ ظَبْيَانَ ، هذا السند ضعيف و لا اقل لاجل يونس بن ظبيان، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ إِذَا أَرَدْتَ زِيَارَةَ قَبْرِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام فَتَوَضَّأْ وَ اغْتَسِلْ وَ امْشِ عَلَى هُنَيْئَتِكَ وَ قُلِ ثم ذكر زيارة طويلة.
و كذا روى الصدوق باسناده عن مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبَرْمَكِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّخَعِيُّ قَالَ قُلْتُ لِعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليهم السلام عَلِّمْنِي يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَوْلًا أَقُولُهُ بَلِيغاً كَامِلًا إِذَا زُرْتُ وَاحِداً مِنْكُمْ فَقَالَ إِذَا صِرْتَ إِلَى الْبَابِ فَقِفْ وَ اشْهَدِ الشَّهَادَتَيْنِ وَ أَنْتَ عَلَى غُسْلٍ فَإِذَا دَخَلْتَ وَ رَأَيْتَ الْقَبْرَ فَقِفْ وَ قُلْ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ثَلَاثِينَ مَرَّةً، الى ان قال ثم قل السلام عليكم يا اهل بيت النبوة، هذه زيارة الجامعة.
هذه الرواية ايضا ضعيفة السند لان رواتها مجاهيل. و روى ابن طاووس في كتاب فرحة الغري بسند مجهول يصل الى صفوان عن صفوان الجمال عن الصادق عليه السلام قلت له كيف نزور امير المؤمنين عليه السلام فقال يا صفوان اذا اردت ذلك فاغتسل و البس ثوبيك طاهرين غسيلين او جديدين الى آخر الحديث. و ذكر صاحب كتاب الانوار زيارة يرويها يوسف الكناسي و معاوية بن عمار جميعا عن الصادق عليه السلام قال اذا اردت زيارة قبر امير المؤمنين فاغتسل من منزلك و قل حين تعبره و ذكر الزيارة. و ذكر محمد بن المشهدي في مزاره ان الصادق عليه السلام علّم محمد بن مسلم هذه الزيارة و قال اذا اتيت مشهد امير المؤمنين عليه السلام فاغتسل غسل الزيارة.
هذه الروايات مستفيضة و لكن اغلبها مراسيل فاذا علمنا باختلاف الروات بتعدد الروات و استقلاليتهم في نقل هذه الروايات فيحصل لنا الوثوق بصدور واحد منها اجمالا لكن حيث يحتمل وحدة بعض الروات في هذه الروايات المرسلة فلا يحصل لنا الوثوق بصدور بعض هذه الروايات و ان كان احتمال الجعل و التزوير في هذه الروايات ضعيفا جدا.
سوال و جواب: هذا تابع لحصول وثوق الشخصي الروايات مرسلة و يحتمل وحدة بعض الروايات في هذه الروايات.
نحن نقول قد لا يحتمل الانسان احتمالا معتدا به ان الروات وضعوا هذه الاحاديث و زوروا لكن السيد السيستاني ينقل ان بعض الوضّاع كانوا وضّاع الخير شينوا معنى وضاع الخير؟ ينقل السيد السيستاني عن بعض الكتب التاريخية ان شخصا نقل حديثا حول فضيلة قرائة سورة فسأله ذاك السامع قال ممن هذه الرواية قال سمعت من فلان ذهب الى ذاك الشخص قال ممن هذه الرواية قال سمعت من فلان الى ان وصل الى المصدر، المصدر قال له هذا من عند نفسي انا رأيت ان الناس اعرضوا عن قرائة القرآن لا يهتمون بقرائة القرآن فوضعت هذه الاحاديث و ذكرت فيها ثوابا كثيرا على قرائة السور حتى يهتمّ الناس بقرائة السورة، يصير سبب خير.
سوال و جواب: يهتمون بالزيارة تبعا من يغتسل للزيارة يهتم بها اكثر.
على اي حال اذا انتم حصل لكم الوثوق فاهلا و سهلا هذه روايات متعددة لكن اغلبها مراسيل و احتمال وحدة الروات فيها موجود.
سوال و جواب: محمد بن جعفر الاسدي كان ثقة.
اما بالنسبة الى غسل زيارة الحسين عليه السلام اذا كانت الزيارة من قريب فهناك روايات كثيرة اكثر من خمسة عشرة رواية نقلها في كامل الزيارات الباب الخامس و السبعون من اغتسل في الفرات و زار الحسين عليه السلام نقل ستة عشر رواية ثم نقل ثلاث روايات حول استحباب غسل زيارة الحسين عليه السلام من بعيد و كان السيد الخوئي رحمه الله يعتمد على كتاب كامل الزيارات و يرى ان ابن قولويه صاحب كامل الزيارات شهد بوثاقة روات كتابه فكان يفتي باستحباب زيارة غسل الحسين عليه السلام و لو من بعيد ثم لما عدل عن هذه النظرية و قال باختصاص التوثيق العام لابن قولويه صاحب كامل الزيارات اختصاص توثيقه بخصوص مشايخه بلا واسطة فعدل عن فتواه باستحباب غسل زيارة الحسين عليه السلام من بعيد او قريب فاحتاط وجوبا في ذلك و سمعت انه قالوا له الله يرحم سيد تقي قمي نقلوا للسيد الخوئي انه يفتي باستحباب غسل زيارة الحسين عليه السلام من قريب او بعيد هل يمكن ان نرجع اليه فيثبت لنا استحباب غسل زيارة الحسين عليه السلام من قريب او بعيد ثم نعمل بنظركم من ان كل غسل مشروع يغني عن الوضوء فقال لا بأس.
انا كما افتى الشيخ الوحيد اشوف ان استحباب غسل زيارة الحسين عليه السلام من قريب لا ينبغي التردد فيه دعونا عن تلك الروايات المرسلة حول استحباب غسل زيارة الائمة عليهم السلام هذه الروايات التي تبلغ ستة عشر رواية، بنفسها تورث الوثوق بصدور بعضها فكيف بما اذا ضممنا الى هذه الروايات ست عشر تلك الروايات التي كانت تدل على استحباب غسل زيارة المعصوم عليه السلام بنحو مطلق. اقرء بعض هذه الروايات:
الرواية الاولى حَدَّثَنِي أَبِي وَ جَمَاعَةُ مَشَايِخِي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْعَطَّارِ عَنْ حَمْدَانَ بْنِ سُلَيْمَانَ النَّيْسَابُورِيِّ، مجهول، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْيَمَانِيِّ، مجهول، عَنْ مَنِيعِ بْنِ الْحَجَّاجِ، مجهول، عَنْ يُونُسَ عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ مَنِ اغْتَسَلَ بِمَاءِ الْفُرَاتِ وَ زَارَ قَبْرَ الْحُسَيْنِ عليه السلام كَانَ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ صِفْراً مِنَ الذُّنُوبِ وَ لَوِ اقْتَرَفَهَا كَبَائِرَ.
الرواية الثانية حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقُرَشِيُّ الرَّزَّازُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَةَ عَنْ بَشِيرٍ الدَّهَّانِ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ قَالَ وَيْحَكَ يَا بَشِيرُ إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا أَتَى قَبْرَ الْحُسَيْنِ عليه السلام عَارِفاً بِحَقِّهِ فَاغْتَسَلَ فِي الْفُرَاتِ ثُمَّ خَرَجَ كُتِبَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ حِجَّةٌ وَ عُمْرَةٌ مَبْرُورَاتٍ مُتَقَبَّلَاتٍ وَ غَزْوَةٌ مَعَ نَبِيٍّ مُرْسَلٍ أَوْ إِمَامٍ عَدْلٍ، فهنيئا لزوار ابي عبدالله.
ان قلتم هذه الروايات و سائر الروايات التي هي موجودة في كتاب كامل الزيارات خاصة بالاغتسال بماء الفرات و لعل في ذلك خصوصية قلنا الفهم العرفي يلغي الخصوصية عن نوع الماء الذي يغتسل به للزيارة فيعتبره من باب تعدد المطلوب كان قال اغتسل تحت السماء يعالج الانسان يقول لا يقول اغتسل تحت السماء و السماء لا يمكن الاغتسال تحته لان الناس يشوفون الانسان كيف يغتسل فما اروح للحمام اغتسل فيه لانه قال اغتسل تحت السماء خب هذا خلاف الفهم العرفي مضافا الى انه الآن مياه الكربلاء و مياه النجف كلها من شط الفرات.
راجعوا هذه الروايات و اسانيدها مختلفة لااقل اغلب اسانيدها مختلفة و كيف لا يحصل للانسان وثوق بصدور بعضها. اما بالنسبة الى زيارة ابي عبدالله عليه السلام من بعيد فتوجد ثلاث روايات في كامل الزيارات روى سليمان بن عيسى عن ابيه قلت لابي عبدالله عليه السلام كيف ازور و لم اقدر على ذلك الى ان قال، عفوا هذه الرواية بالنسبة الى زيارة كل امام بعيد و لكن ينطبق على الامام الحسين عليه السلام فاذا ثلاث روايات اوجبت الوثوق بصدور بعضها فالقدر المتقين من هذه الرويات الثلاثة زيارة الامام الحسين عليه السلام من بعيد. الرواية الاولى لا تختص بزيارة الحسين عليه السلام من بعيد لانه قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام كَيْفَ أَزُورُكَ وَ لَمْ أَقْدِرْ عَلَى ذَلِكَ قَالَ قَالَ لِي يَا عِيسَى إِذَا لَمْ تَقْدِرْ عَلَى الْمَجِيءِ فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ فَاغْتَسِلْ أَوْ تَوَضَّأْ وَ اصْعَدْ إِلَى سَطْحِكَ وَ صَلِّ رَكْعَتَيْنِ وَ تَوَجَّهْ نَحْوِي فَإِنَّهُ مَنْ زَارَنِي فِي حَيَاتِي فَقَدْ زَارَنِي فِي مَمَاتِي وَ مَنْ زَارَنِي فِي مَمَاتِي فَقَدْ زَارَنِي فِي حَيَاتِي. هذه الرواية و ان كان موردها زيارة الامام الصادق عليه السلام لكن قطعا حتى اذا سألنا الامام الصادق عليه السلام قلنا له هل توجد خصوصية تختص بك يابن رسول الله و لا تشمل جدك ابا عبدالله الحسين قطعا ينفي احتمال الخصوصية.
الرواية الثانية رواية مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّزَّازُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْخَطَّابِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الدِّهْقَانِ [الدَّهَّانِ] عَنْ مَنِيعِ بْنِ الْحَجَّاجِ عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِيرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام يَا سَدِيرُ تُكْثِرُ مِنْ زِيَارَةِ قَبْرِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ قُلْتُ إِنَّهُ مِنَ الشُّغُلِ فَقَالَ أَ لَا أُعَلِّمُكَ شَيْئاً إِذَا أَنْتَ فَعَلْتَهُ كَتَبَ اللَّهُ لَكَ بِذَلِكَ الزِّيَارَةَ فَقُلْتُ بَلَى جُعِلْتُ فِدَاكَ فَقَالَ لِي اغْتَسِلْ فِي مَنْزِلِكَ وَ اصْعَدْ إِلَى سَطْحِ دَارِكَ وَ أَشِرْ إِلَيْهِ بِالسَّلَامِ، بس يقول السلام عليك يا اباعبدالله، كاف، يُكْتَبْ لَكَ بِذَلِكَ الزِّيَارَةُ.
الرواية الثالثة حدثني مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحِمْيَرِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِيِّ عَنْ أَبِيهِ رَفَعَ الْحَدِيثَ، ياليت لم يرفع الحديث لانه رفع الحديث و صار رواية مرفوعة، إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ دَخَلَ حَنَانُ بْنُ سَدِيرٍ الصَّيْرَفِيُّ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام وَ عِنْدَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ يَا حَنَانَ بْنَ سَدِيرٍ تَزُورُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام فِي كُلِّ شَهْرٍ مَرَّةً قَالَ لَا قَالَ فَفِي كُلِّ شَهْرَيْنِ مَرَّةً قَالَ لَا قَالَ فَفِي كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً قَالَ لَا قَالَ مَا أَجْفَاكُمْ لِسَيِّدِكُمْ فَقَالَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قِلَّةُ الزَّادِ وَ بُعْدُ الْمَسَافَةِ قَالَ أَ لَا أَدُلُّكُمْ عَلَى زِيَارَةٍ مَقْبُولَةٍ وَ إِنْ بَعُدَ النَّائِي قَالَ فَكَيْفَ أَزُورُهُ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ اغْتَسِلْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَوْ أَيَّ يَوْمٍ شِئْتَ وَ الْبَسْ أَطْهَرَ ثِيَابِكَ وَ اصْعَدْ إِلَى أَعْلَى مَوْضِعٍ فِي دَارِكَ أَوِ الصَّحْرَاءِ وَ اسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ بِوَجْهِكَ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ أَنَّ الْقَبْرَ هُنَاكَ يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى فَأَيْنَمٰا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللّٰهِ ثُمَّ تَقُولُ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَوْلَايَ وَ ابْنَ مَوْلَايَ وَ سَيِّدِي وَ ابْنَ سَيِّدِي السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا مَوْلَايَ الشَّهِيدَ بْنَ الشَّهِيدِ وَ الْقَتِيلَ بْنَ الْقَتِيلِ السَّلَامُ عَلَيْكَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ. و لكن هذا المقدار قد لا يورث الوثوق بالصدور لبعض الناس فنحن نحتاط في استحباب غسل زيارة الحسين عليه السلام من بعيد و لكن استحباب غسل الامام عليه السلام من قريب لا ينبغي الاشكال فيه.
سوال و جواب: لانها مرفوعة فلعل الذي حذف اسمه من الرواية نفس ما نقل عنه في الرواية الاخرى فلا نحرز كونها ثلاث روايات مستقلات.
الغسل الثامن لرؤية أحد الأئمة عليه السلام في المنام كما نقل عن موسى بن جعفر عليه السلام، في كتاب الاختصاص المنسوب الى الشيخ المفيد عن ابي المغراء عن الكاظم عليه السلام من كانت له الى الله حاجة فاراد ان يرانى و يعرف موضعه فليغتسل ثلاث ليال يناجي بنا فانه يرانى و يغفر له بنا. مي خالف جرّبوا اغتسلوا ثلاث ليال و ناجوا الائمة عليهم السلام فلعلكم ترون الامام في المنام.
الغسل التاسع من اغسال الفعلية لصلاة الحاجة بل لطلب الحاجة مطلق، الدليل فقه الرضا و غسل طلب الحوائج من الله تبارك و تعالى، صاحب العروة يقول لم يقل و غسل صلاة طلب الحوائج قل غسل طلب الحوائج لكن فقه الرضا اصلا مو معلوم يكون كتاب حديث فضلا عن يكون معتبرا لكن الشيخ الاعظم قدس سره قال الغسل لصلاة الحاجة مستحب على المشهور بل عن الغنية الاجماع عليه و ظاهر المعتبر و التذكرة و روض الجنان كونه متفقا عليه و قد روى في الكافي عن عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ زِيَادٍ الْقَنْدِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْقَصِيرِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ إِنِّي اخْتَرَعْتُ دُعَاءً قَالَ دَعْنِي مِنِ اخْتِرَاعِكَ إِذَا نَزَلَ بِكَ أَمْرٌ فَافْزَعْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وَ صَلِّ رَكْعَتَيْنِ تُهْدِيهِمَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله قُلْتُ كَيْفَ أَصْنَعُ قَالَ تَغْتَسِلُ وَ تُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ تَسْتَفْتِحُ بِهِمَا افْتِتَاحَ الْفَرِيضَةِ وَ تَشَهَّدُ تَشَهُّدَ الْفَرِيضَةِ فَإِذَا فَرَغْتَ مِنَ التَّشَهُّدِ وَ سَلَّمْتَ قُلْتَ اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَ مِنْكَ السَّلَامُ وَ إِلَيْكَ يَرْجِعُ السَّلَامُ، دعاء يقرأه ،ثُمَّ ضَعْ خَدَّكَ الْأَيْمَنَ فَتَقُولُهَا أَرْبَعِينَ مَرَّةً ثُمَّ ضَعْ خَدَّكَ الْأَيْسَرَ فَتَقُولُهَا أَرْبَعِينَ مَرَّةً ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ وَ تَمُدُّ يَدَكَ وَ تَقُولُ أَرْبَعِينَ مَرَّةً ثُمَّ تَرُدُّ يَدَكَ إِلَى رَقَبَتِكَ وَ تَلُوذُ بِسَبَّابَتِكَ وَ تَقُولُ ذَلِكَ أَرْبَعِينَ مَرَّةً ثُمَّ خُذْ لِحْيَتَكَ بِيَدِكَ الْيُسْرَى وَ ابْكِ أَوْ تَبَاكِ وَ قُلْ يَا مُحَمَّدُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَشْكُو إِلَى اللَّهِ وَ إِلَيْكَ حَاجَتِي وَ إِلَى أَهْلِ بَيْتِكَ الرَّاشِدِينَ حَاجَتِي وَ بِكُمْ أَتَوَجَّهُ إِلَى اللَّهِ فِي حَاجَتِي ثُمَّ تَسْجُدُ وَ تَقُولُ يَا اللَّهُ يَا اللَّهُ حَتَّى يَنْقَطِعَ نَفَسُكَ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ افْعَلْ بِي كَذَا وَ كَذَا قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام فَأَنَا الضَّامِنُ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ لَا يَبْرَحَ حَتَّى تُقْضَى حَاجَتُهُ. فمن يرى تمامية سند روايات الكافي يمكنه ان يعمل بهذه الرواية. كما نقل رواية ثانية عن علي بن دويل عن مقاتل بن مقاتل، هم هو مجاهد هم ابوه مجاهد، قلت للرضا عليه السلام جعلت فداك علمني دعاءا لقضاء الحوائج قال اذا كانت لك حاجة الى الله مهمة فاغتسل و البس انظف ثيابك و صلى ركعتين الى آخر الرواية، فاذن المتيقن من مما ورد في الروايات غسل صلاة طلب الحوائج مع ذلك لم يدل عليه دليل معتبر.
اما القسم العاشر غسل الاستخارة. هذا منصوص و دليله معتبر موثقة سماعة تقول و غسل الاستخارة مستحب صاحب العروة يقول العاشر لصلاة الاستخارة بل للاستخارة مطلقا و لو من غير صلاة. كل مرة يريد يغتسل ما يحب يتوضأ يريد يغتسل مي خالف يغتسل بغرض طلب الخير من الله اما ان يفتح القرآن او بالسبحة او لا، يطلب الخير يغتسل ثم يقول اللهم اختر لي ما هو خير لي و لكن السيد السيستاني يقول المتقين من استحباب غسل الاستخارة غسل صلاة الاستخارة لا مجرد الغسل ثم طلب الخير بعده فكانه ينصرف غسل الاستخارة الى غسل يؤتى بعده بما يسمى بالاستخارة و كيفية الاستخارة المذكورة تشتمل على صلاة و دعاء و هذا القدر المتيقين من غسل الاستخارة.
و بقية الكلام في الليالي القادمة ان شاء الله.
والحمدلله رب العالمين.