دانلود فایل متنی الدرس الثالث (2)

فهرست مطالب

فهرست مطالب

الدرس 3-208

السبت – 10 ربيع الاول 46

أعوذ باللّه من الشيطان الرجيم بسم اللّه الرحمن الرحيم الحمد للّه ربّ العالمين و صلي اللّه علی سيّدنا محمّد و آله الطاهرين و لعنة اللّه علی أعدائهم أجمعين.

 

دفع الاجمال عن التعبیر "الامام الظاهر" فی صحيحة محمد بن مسلم

كان الكلام في الاستدلال بصحيحة محمد بن مسلم علی بطلان عبادة ‌المخالفين و الكفار حيث ورد فيها من دان الله بعبادة يجهد فيها نفسه و لا امام له من الله فسعيه غير مقبول و الله شانئ لاعماله يا محمد! من لم يكن له امام ظاهر اصبح ضالا متحيرا، و المراد من الامام الظاهر هو ان من كان له من هذه الامة امام غير ظاهر يعني كان واقفيا قال بامامة امام ميت. يقول انا الی الامام الحسين عليه السلام أو الی الامام السجاد اقبل امامة الائمة، ‌بعد ذلك ماكو امام، ‌هذا ليس له امام ظاهر و هو ضال متحير. فالتعبير بالامام الظاهر في قبال من يقول بامامة امام ميت و لا يعترف بامامة امام حي و ليس هذا القيد للاحتراز عن امام غائب فيقال اذا كان هكذا أفنحن مندرجون تحت هذه الفقرة من اصبح من هذه الامة ‌و ليس له امام ظاهر اصبح ضالا متحيرا، هذا امر غير محتمل فهذه الفقرة يعلم بكونها كاذبة؟ لا، الظاهر من هذه الفقرة انّا في قبال من يعترف بامامة امام ميت. ‌نعم لا اشكال في ان الامام اذا لم يكن هناك مصلحة تقتضي غيبته فلابد ان يكون ظاهرا لكنه من باب تعدد المطلوب، ‌وجوده لطف و تصرفه لطف آخر و عدمه منا.

فما في بعض الكلمات من المعاصرين من ان هذه الفقرة يعلم بخطأها، لا، الامام الظاهر ليس في قبال الامام الغائب بل في قبال الامام الذي مات أو يقال بانه كالامام الكاظم حيث يدعي الواقفة انه غاب عن اعين الناس و يقولون بوقف الامامة عليه و لا يعترفون بامامة الامام الحي.

و لو فرضنا اجمال هذه الفقرة مو مهم، بقية فقرات هذه الصحيحة ليست مجملة. من دان الله بعبادة يجهد فيها نفسه و لا امام له من الله فسعيه غير مقبول و الله شانئ لاعماله.

تتمة البحث و النقاش عن القرائن لإبطال ظهور الصحيحة فی بطلان عبادة المخالفين

كان كلامنا في القرائن التي قد تقام لاثبات صحة عبادة المخالفين و يقال بانه لاجل تلك القرائن لابد من حمل هذه الصحيحة علی محمل آخر فنقول الله شانئ لاعمال المخالفين كناية انه تعالی يبغضهم و بالتبع يبغض اعمالهم، ‌مثل ما ورد في صحيحة ابي عبيدة الحذاء‌: من اقتطع مال مؤمن غصبا بغير حقه لم يزل الله عز و جل معرضا عنه ماقتا لاعماله التي يعملها من البر و الخير لا يثبتها في حسناته حتی يتوب و يرد المال الذي اخذه الی صاحبه. قد يقال بانه لابد من حمل هذه الصحيحة التي نبحث عنها في المقام علی مثل ما نحمل صحيحة ابي عبيدة الحذاء عليه و الا من يغصب مال احد لا تكون عبادته فاسدة، ‌شنو علاقة غصب الفلوس من الآخرين لعبادة هذا الغاصب؟ عبادته صحيحة، ‌افرض لا يثاب عليها، افرض. نعم لو تم تلك القرائن، صحيح، يمكن ان نحمل صحيحة محمد بن مسلم علی هذا المحمل بان نقول و الله شانئ لاعماله من باب انه عمل يصدر من هذا الشخص و ان كان هذا العمل صحيحا لكن البحث في تمامية تلك القرائن.

القرينة الاولی: صحيحة عمر بن اذينة: كل عمل عمله الناصب فانه يؤجر عليه

اول قرينة ذكرناها كانت صحيحة عمر بن اذينة كل عمل عمله الناصب في حال ضلاله أو حال نصبه ثم منّ الله عليه و عرّفه هذا الامر فانه يؤجر عليه و يكتب له الا الزكاة فانه يعيدها لانه وضعها في غير موضعها. فيقال بان المائز بين الزكاة التي دفعها المخالف الی غير اهل الولاية و بقية عباداته التي يحكم بصحتها ان هذه الزكاة فاقدة لشرط الصحة و اما بقية العبادات ليست فاقدة لشرط الصحة. نعم لم يكن يثاب عليها، بعد ما صار مستبصرا يثاب علی تلك العبادات و لكن الزكاة فاقدة لشرط الصحة لانه دفعها الی غير اهل الولاية فلابد ان يعيدها.

الجواب

قلنا بانه من المحتمل ان يكون هذا في خصوص المستبصر، الولاية لابد ان تكون شرطا متاخرا لصحة العبادة السابقة الصادرة من المخالف.

القرينة الثانية: معتبرة اسحاق بن عمار: لولا ما منّ الله به علی الناس من طواف الوداع..

القرينة الثانية ما ورد في معتبرة اسحاق بن عمار عن ابي عبدالله عليه السلام من قوله لولا ما منّ الله به علی الناس من طواف الوداع لرجعوا الی منازلهم و لا ينبغي لهم ان يمسوا نساءهم يعني لا تحل لهم النساء حتی يرجع فيطوف بالبيت اسبوعا آخر بعد ما يسعي بين الصفا و المروة.

هذه الرواية تقول الناس و القدر المتيقن من الناس العامة ما يأتون بطواف النساء، لولا ان الله منّ علی الناس بتشريع طواف الوداع الذي الكل ملتزمون به من العامة و الخاصة، من العامة لااقل و كذا من الخاصة، كثير منهم آخر شيء يأتون بطواف الوداع‌، لولا ان الله منّ علی الناس بطواف الوداع لرجع الناس الی بلدهم لا تحل لهم نساءهم. فيقال بانه لو كانت عبادة المخالفين فاسدة لا ينعقد احرامهم لان الاحرام عمل عبادي فلا يحرم عليهم شيء لا نساء و لا غير النساء، فلا يحتاجون الی ما يحل نساءهم، فهذا يكشف عن صحة احرامهم أي صحة عبادتهم.

الجواب

الجواب عن ذلك اولا: ما هو الدليل علی كون القدر المتيقن من الناس العامة؟ الناس بشكل عام، لولا ان منّ الله علی الناس جميع الناس بطواف الوداع فكثير من الناس حتی الشيعة ما كانوا يأتون بطواف النساء لانهم كانوا يسألون الامام عليه السلام هل ناتي بطواف النساء ‌ام لا، ‌كثير من الناس لانهم كانوا متاثرين من العامة و من فقه العامة لا يعرفون طواف النساء. فما هو الوجه في دعوی كون القدر المتيقن من الناس هم العامة؟ لا، من يأتي باحرام صحيح، الله منّ عليه بطواف الوداع و الا يرجع الی بلده و تبقی حرمة زوجته عليه. انه ماكو داعي في كل مجال الامام يبيّن بطلان عبادة المخالفين، ماكو ضرورة.

و ثانيا: يمكن ان نقول بان عبادة تكون صحتها بضرر المخالفين هنا لا يعتبر في صحتها الولاية، صحة الاحرام مصيبة لمن كان حجه فاسدا أو عمرته فاسدة، يقول يا ليت احرامي فاسد، اذا كان شخص اعماله بالحج أو بالعمرة مو صحيحة من ان الله يريد ان يكون احرامه فاسدا و لا ينعقد احرامه. الله سبحانه و تعالی يمكن ان يحكم بصحة احرام المخالفين حتی يتورطوا في هذه المشكلة يرجعون الی بلادهم و تحرم عليهم نساءهم حتی الله سبحانه و تعالی يميز الخبيث من الطيب[1].

القرينة الثالثة: صحيحة البزنطي: مر ابو جعفر عليه السلام بامرأة محرمة قد استترت بمروحة

القرينة الثالثة: صحيحة البزنطي عن ابي الحسن الرضا عليه السلام قال مر ابو جعفر عليه السلام بامرأة محرمة قد استترت بمروحة يعني غطّت وجهها بشيء و هذا محرم علی المحرمة فاماط عليه السلام المروحة بنفسه عن وجهها، الامام لم يقل لها ارخي المروحة عن وجهك، لا، بيده ابعد المروحة، عن وجه تلك المرأة فيقال بان هذا المرأة عادة كانت غير مؤمنة حسب الاغلبية في المجتمع و الامام رأی‌ انها محرمة فابعد المروحة عن وجهها، فلو كانت عبادة المخالفين باطلة فهي لم تكن محرمة.

الجواب

الجواب عن ذلك اولا: من اين تقولون بان هذه المرأة لم تكن مؤمنة؟ احتمال كونها مؤمنة موجود.

و ثانيا الامام يبيّن الاحكام مع غمض العين عن كون الطرف الآخر مخالفا أو مؤمنا، يبيّن الحكم الشرعي بقوله أو فعله.

و ثالثا ذكرنا لكم ان للاحرام خصوصية يمكن ان ينعقد و لو كان الذي يريد ان يحرم من المخالفين، ‌يدخل في الاحرام و لا يخرج منه الا اذا صار من اهل الولاية.

القرينة الرابعة: صحيحة عبدالصمد بن بشير: رجل کان يلبي..

القرينة الرابعة صحيحة عبدالصمد بن بشير عن ابي عبدالله عليه السلام قال رجل كان يلبي حتی دخل المسجد، الظاهر ان المسجد هو المسجد الشجرة، دخل المسجد و هو يلبي و عليه قميصه، لبی في ملابسه المخيطة فوثب اليه اناس من اصحاب ابي حنيفة فقالوا شق قميصك و اخرجه من رجليك فان عليك بدنة و عليك الحج من قابل و حجك فاسد فطلع ابو عبدالله عليه السلام فاذن الامام الصادق عليه السلام دخل المسجد فدنی الرجل من ابي عبدالله عليه السلام و هو ينتف شعره و يضرب وجهه فقال له ابو عبدالله عليه السلام اسكن يا عبدالله فلما كلمه و كان الرجل اعجميا فقال له ابو عبدالله ما تقول قال كنت رجلا اعمل بيدي فاجتمعت لي نفقة فجئت احج لم اسأل احدا عن شيء‌ فافتوني هؤلاء ان اشق قميصي و أنزعه من قبل رجلي و ان حجي فاسد وان علیّ بدنة ‌فقال له الامام عليه السلام ليس عليك بدنة و ليس عليك الحج من قابل ايّ رجل ركب امرا بجهالة فلا شيء ‌عليه طفْ بالبيت سبعا و صل الركعتين عند مقام ابراهيم و اسعَ بين الصفا و المروة و قصّر من شعرك فاذا كان يوم التروية فاغتسل و احل بالحج و اصنع كما يصنع الناس.

فيقال هذا الرجل الاعجمي كان من غير المؤمنين، من غير اهل الولاية، ليش؟ لانه اقتنع بفتوی اصحاب ابي حنيفة، الشيعة لا يقتنع بفتوی هؤلاء، مع ذلك الامام لم يقل حجك باطل قال حجك ليس بفاسد، روح كمّل حجك. فهذا يعني ان عبادة المخالفين صحيحة.

الجواب

الجواب عن ذلك: اولا:‌ من اين تقولون هذا لم يكن من اهل الولاية؟ حينما قال له اصحاب ابي حنيفة حجك فاسد فزع الرجل، هذا لا يكشف عن انه لم يكن شيعيا.

و ثانيا: قلت لكم: الامام يبيّن الاحكام مع غمض العين عن كون السائل من المخالفين أو من المؤمنين، يبيّن الحكم الواقعي مع غمض العين عن كونه مخالفا. الامام ماذا يقول له؟ هل يقول لكل احد يسأله و هو ليس مؤمنا حجك فاسد و هو ما يسأل ليش حجي فاسد.

القرينة الخامسة: ‌صحيحة حمران بن اعين: هل للمؤمن فضل علی المسلم

القرينة الخامسة و هي القرينة المهمة، ‌صحيحة حمران بن اعين عن ابي جعفر عليه السلام يقول حمران قلت فهل للمؤمن فضل علی المسلم في شيء من الفضائل و الاحكام و الحدود و غير ذلك فقال لا، المؤمن هو من كان من اهل الولاية، اشار الامام عليه السلام الی ان المؤمن اخص من المسلم، الاسلام هو ما عليه جماعة الناس من الفرق كلها، مذكور في الروايات، يقول حمران: سألت الامام عليه السلام فهل للمؤمن فضل علی المسلم في شيء من الفضائل و الاحكام و الحدود و غير ذلك فقال لا همان يجريان في ذلك مجری واحد و لكن للمؤمن فضل علی المسلم في اعمالهما و ما يتقربان به الی الله قلت أليس الله عز و جل يقول من جاء بالحسنة فله عشر امثالها و زعمت انهم مجتمعون علی الصلاة و الزكاة ‌و الصوم و الحج مع المؤمن، مقصوده ان المخالف يثاب كما نثاب؟‌ قال الامام عليه السلام أليس قد قال الله تعالی‌ فيضاعفه له اضعافا كثيرة فالمؤمنون هم الذين يضاعفون يضاعف الله عز و جل لهم حسناتهم لكل حسنة سبعون ضعفا فهذا فضل المؤمن، و يزيده الله في حسناته علی قدر صحة ايمانه اضعافا كثيرة و يفعل الله بالمؤمنين ما يشاء‌من الخير.

يعني المسلم غير المؤمن كالمسلم المؤمن، المخالف كالشيعي في الاحكام و الفضائل و الحدود. عدا ان المؤمن اذا عمل حسنة يضاعف في ثوابه اضعافا كثيرة لكن المخالف لا يضاعف في ثوابه.

الجواب

اولا نقول في الجواب: يمكن ان تكون عبادة المخالف فاسدة و لكن لا يمتاز المؤمن عن المخالف في الحقوق الاجتماعية من بيت المال يأخذ المخالف كما يأخذ المؤمن بيت المال، ‌من اموال العامة، مو من الزكاة، من اموال العامة، يوزّع بيت المال علی المسلمين كلهم بلا فرق بين الشيعي و غير الشيعي، اما ما بينه و بين الله عبادته صحيحة أو مو صحيحة هذا لا علاقة له بالحقوق الاجتماعية.

و ثانيا: هذه الرواية مما نقطع بكونها مزوّرة أو ان الراوي اخطأ في فهم كلام الامام عليه السلام بعد ورود روايات كثيرة في ان غير المؤمن لا يثاب علی عمله. كيف نلتزم بان المخالف يثاب علی عمله و لكن المؤمن يضاعف في ثوابه، هذا خلاف روايات كثيرة تدل علی ان المخالف لا يثاب علی عمله. و هناك شرائط لا تنطبق علی غير المؤمنين، ‌امام الجماعة لابد ان يكون مؤمنا، الشاهدان العدلان يعتبر فيهما الايمان، الی غير ذلك من الاحكام. كيف لا يوجد فرق بين المؤمن و غير المؤمن في الفضائل و الاحكام و الحدود؟

و بقية الكلام في الليلة القادمة ان‌شاءالله.

و الحمد لله رب العالمين.



[1] السيد: علی هذا الجواب الثاني یکون احرام المخالف صحيحا فيحرم عليه النساء الی ان يصير مستبصرا فيحل له النساء.